يحدث فى مصر الآن

فى المركز القومى للبحوث الاجتماعية

يوسف القعيد
يوسف القعيد

زرتُ يوم الأربعاء الماضى المركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية، بدعوة من الدكتورة هالة رمضان مديرة المركز. لحضور حلقة نقاشية موضوعها: القيم الحاكمة للعلاقات الأسرية. فى الطريق للمركز تذكرت زياراتى الكثيرة لهذا المكان الذى أعتبره مهمًا جدًا. وليت مجتمعنا يُدرك الأهمية. فهو دليلنا لمعرفة طبيعة مجتمعنا وما يجرى فيه والتنبيه للأخطار التى تُهدده، ومحاولة استشراف المستقبل الجميل لبلدنا الذى نحبه.

رأست الجلسة الدكتورة هبة جمال أستاذ الإعلام. والمتحدثتان كانتا: الدكتورة رانيا أحمد، والدكتورة سماح عبد الله. حيث قدمتا دراستين مهمتين عن أحوال الأسرة ومدى التعبير عنها فى الدراما التليفزيونية. كان المتحدثون: الدكتور أحمد مجدى حجازى أستاذ الاجتماع بآداب القاهرة، والدكتورة منى الحديدى أستاذ الإذاعة والتليفزيون، والدكاترة: شيماء على، وسحر حسَّانى، وماجدة مخلوف. كان من المفروض أن يكون معنا الفنان محمد صبحى، والمخرج محمد فاضل، والفنانة والكاتبة نادية رشاد. ولكنهم غابوا.

لا أكتب محاولا تلخيص ما جرى. فهو يحتاج مساحات أكبر. ولكنى أشير لأهمية الموضوع الذى يجب أن نتوقف أمامه طويلا. فالدراما التليفزيونية عُنصر مهم لجذب المشاهد العادى لمشاهدته والتفاعل معه. خاصة فى قرى الريف المصرى. وأنا ابن قرية وأعرف هذا جيدًا. فربما لا توجد فى القرى وسائل لقضاء الوقت غير الراديو فى الزمن القديم الذى مضى، والتليفزيون فى أيامنا الراهنة.

وأكثر المواد التى يتابعها الناس فى التليفزيون هى الأعمال الدرامية التى تتحدث عن واقعٍ مشابه لما يعيشون فيه. وتجعلهم يرون بشرًا مثلهم يتصرفون ويواجهون أقدارهم بإمكانياتهم سواء المحدودة أو العادية. وعندما نعرف أن لدينا الآن قدرًا كبيرًا من الأميِّة. وهذا يجعل الأُمى يعتبر التليفزيون وسيلته الوحيدة لمعرفة ما يجرى فى العالم. وإن كان هذا لا يعنيه كثيرًا. فهى الفرصة الممكنة لمتابعة ما يجرى من حولنا.. الدراسة الميدانية تناولت ثمانية مسلسلات تليفزيونية. عُرِضتْ العام الماضى. أى أنها أعمال حديثة مازالت عالقة فى الذاكرة المصرية. أما هذه المسلسلات فقد كانت: فلنتينو، لعبة النسيان، اثنين فى الصندوق، البرنس، ليالينا 80، ونحب تانى ليه؟، خيانة عهد، فرصة ثانية.. كانت الجلسة التى استمرت لأكثر من ساعتين ثرية ومهمة. وقد استفدت شخصيًا الكثير منها. خاصة أننى ابن قرية فى الوجه البحرى هى قرية الضهرية مركز إيتاى البارود محافظة البحيرة. عشت فيها سنوات عمرى الأولى، وصلتى بها مازالت قائمة ومستمرة. وأعرف حجم الإقبال على مشاهدة الدراما التليفزيونية كل يوم. ذلك أنها تُعرض فى المساء، وهو وقت التواجد فى البيت.. المسألة ليست دراما تليفزيونية بقدر ما هى محاولة للاقتراب من الوعى والوجدان عند من يشاهدون هذه الأعمال. وهما المدخل الأساسى لأى مواطن عادى يرتبط ببلده، ويعتبر أن مصيرها هو مصيره الشخصى.