تساؤلات

لحظة من فضلك

احمد عباس
احمد عباس

هذا كلام أعتقده يَهُم ويدركه المختصون وآمُل أن يعرفه العامة.. أنا هنا اتكلم كصحفي يختص بقطاع تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات بأشكاله الخاص منها والحكومي والأجنبي منذ عشرة أعوام وأكثر، عايشت عثراته في الداخل والخارج وفرحت بإنجازاته وهي تتوالى، بت أعرف تفضيلاته وعكسها أفهم مزاج هذه السوق إلى حد كبير، وذلك واقع لا أكثر ، أتساءل للعام الثالث على التوالى لماذا غياب الشركة المصرية للاتصالات عن المشاركة في معرض القاهرة الدولي للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وأراه عواراً يمكن أن يتوقف إن شاءت، هذه الشركة صرحاً مصريًا بكل ما أوتيت الكلمة من معنى.. هى حرفيا صرح. كيف تغيب عن ملتقى مصري مهم، لماذا تحرص أورنج وفودافون واتصالات وتغيب الشركة المصرية، هل هذا يميل للمنطق، أليست هي الشركة صاحبة شبكة الكوابل البحرية العملاقة، والأربعين ألف موظف والبنية الجبارة، والشريك بحصة معتبرة في الشبكة الحمراء، بالله عليك كيف تغيب! .

ومن باب الشهادة.. لم يكن أدفأ من جناح الشركة المصرية للاتصالات TE وقتها، فهو ملتقى الصحفيين والضيوف الكبار، ومزار رؤساء الشركات العالمية وأشياء مهمة لا مساحة لها، والحق أقول إنه لم يكن في المقابل أكثر وقاراً ومقاماً وهيبة من موقع الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات الذي كان يتوسط معرض القاهرة الدولي للاتصالات، المكان كان صالوناً حكومياً عن جدارة، يجتمع به باباوات هذا القطاع من المسئولين والآباء المؤسسين وأصحاب الشعر الأبيض والياقات البيض ويصير تواصل واستدامة، وأعتقد هذا الموقع لا يمكن لأحد أن يملأه نيابة عن الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات، المهم دعني أؤكد مجدداً أن كل ماسبق مجرد معايشة تكرارية لهذه المسألة، واحتكاك أعتقده نضجاً ، ثم ان هذه أفكار تزورني في العادة لما تقترب النسخة الجديدة من معرض كايرو آي سي تي، وهذه هي النسخة السادسة والعشرون منه أتم ربع قرن العام الماضي، وهو شئنا أو أبينا المحفل المصري الوحيد في هذا القطاع.. شخصيًا أظنه ملتقى اتصال دولي يربطنا بالأجانب ويجذبهم لنا، الفكرة في هذا التجمع أن يفهم الغرب كيف نتكلم ونتوجه في هذا الملف فتزيد حماستهم للمكسب وتتضاعف شهيتهم نحو توسيع الفرص فيستثمرون أكثر لينمو القطاع ويستديم، وأن نتعلم نحن كيف يفكر الاستثمار الأجنبي وماذا يحتاج ليكبر، الفكرة فيمن لديه صيغة محترفة لجذب كل هؤلاء وجمعهم على أرضية واحدة في وقت واحد..

أسجل رأيي بعد أعوام متتالية عايشت فيها قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وعنيت بشأنه، وهذا ليس إلا وجهة نظر خالصة أراها الآن وأصدق فيها، هي أننا في لحظة نميل فيها إلي منطقية الأشياء ولا غيرها، دعنا نتجرد قليلاً وهذا الكلام هو ابن للحظة تجرد أيضًا، وبالمناسبة أسامة كمال يتفاوض مع الشركات العالمية ويكسب تعاونها بسرعة مفرطة ولو انني أنتمي لفئة مسئولي الأعمال ما استسلمت لجلسة تفاوض أمامه، ذلك أنه محاور ذكي ويعي جيدًا لغة البيزنس، بل ويعرف كيف يطوع لغته لتخدم الغاية وهذا قدره، رأيته مرة يجهز لمؤتمر مهم اسمه « كايزك» من تليفونه الخاص ونظم الملتقى بمكالمات شخصية أجراها مع رؤساء شركات أجنبية عظمى منها «ديل» و «سيسكو» و «أورنج»، وكان ملتقى أصدق في دوره المعرفي المهم للقطاع والعامة على حد سواء،

لحظة أخيرة من فضلك! .

قبل الختام.. لا أحد مطلوب منه المشاركة ولا هي فرض فأنا أكره الفروض جداً، ولا أحد مشروط عليه الاحجام، المسألة تتعلق بحجم الفوائد والفرص والعائد وهذه حسبة اقتصادية سهلة جدا تتصل بصورة الشركات وحجمها ليس إلا، أخيرًا أكرر تقديري لكل من ورد ذكره ومن لم يرد، وإلي لقاء يتجدد في الدورة السادسة العشرين من المعرض والمؤتمر هذا العام.