فواصل

لبنان.. متوالية الفشل

أسامة عجاج
أسامة عجاج

يبدو ان فشل اعضاء مجلس النواب اللبنانى للمرة السادسة، فى التوصل الى انتخاب رئيس توافقي، والبقاء فى حالة (فراغ رئاسي)، لا يسبب أى قلقل داخلى على صعيد النخبة الحاكمة، ولا الدول الفاعلة فى الملف اللبناني، وهى بالأساس اربعة: فرنسا والسعودية وايران وامريكا، فقد اعتاد الجميع على التعايش مع هكذا حالة  منذ عام ١٩٨٨ أى منذ نهاية عهد الرئيس امين الجميل، يضاف الى ذلك  حالة الاحتراب الشديدة بين النخب والرموز السياسية، والتى وصلت الى ان الرئيس السابق عون لم يغادر منصبه، قبل ان يشن هجوما على كل الفرقاء السياسيين، متهما الجميع بإعاقة جهوده لمكافحة الفساد.

فرئيس مجلس النواب نبيه برى - حسب رؤيته - وراء تعطيل اصدار القوانين، وحكومة ميقاتى غير  شرعية ولا تملك صلاحية تولى مسئولية رئيس الجمهورية، ناهيك عن الخلاف الشديد بين نجيب ميقاتى وجبران باسيل صهر رئيس الجمهورية السابق، والذى اصدر تعليمات لستة من وزراء التيار الحر الذى يتزعمه، بعدم المشاركة فى اعمال مجلس الوزراء، أمر الفراغ الرئاسى سيطول.

ولن يتم حسمه فى القريب المنظور، خاصة مع رغبة حزب الله فى الابقاء على علاقاته مع حليفين متنافرين، مرشحه غير المعلن سليمان فرنجيه زعيم تيار المردة، وزعيم التيار الحر جبران باسيل وهو المعرقل الاول لكل ما يجري، بعد ان اصبح يواجه صعوبة فى الحصول على الرئاسة، وهو الهدف الذى عمل له طوال سنوات حكم صهره.

نتيجة فرض عقوبات امريكية عليه، فكان الحل عند حزب الله ترضية  باسيل، بالطلب من فرنجيه تقديم ضمانات له، بتعيين مقربين من باسيل فى العديد من  المناصب التى تمثل مفاصل الدولة، هو ما لم يتحقق حتى الساعة، يضاف الى ذلك ان هناك رغبة ايرانية فى الابقاء على هكذا وضع، واعتبار لبنان ورقة للاستخدام، فى أى مفاوضات مع الغرب، حول سياساتها الاقليمية.

كما ان الاعلان الاوروبى عن فرض عقوبات على معرقلى العملية السياسية، لم يؤت ثماره، مما يكرس غياب التوافق الدولى والاقليمي، كما لو كان الامر يتعلق بانتخاب امين عام للامم المتحدة، وليس رئيساً لدولة اسمها لبنان، تقترب من ان تكون فاشلة، نتيجة بؤس النخب السياسية الشديد، والتى تبوأت مواقعها، تبحث فقط عن مصالحها.