من عذرية عروس لـ«عقوق ابن».. وجب التنويه

الكاتب الصحفي أيمن فاروق
الكاتب الصحفي أيمن فاروق

‭..‬خلل‭ ‬ما‭ ‬يحدث،‭ ‬وكأننا‭ ‬نعود‭ ‬بعقارب‭ ‬الساعة‭ ‬إلى‭ ‬الخلف،‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬علامات‭ ‬الاستفهام‭ ‬والتعجب‭ ‬تفرض‭ ‬نفسها؟‭!‬،‭ ‬ما‭ ‬الذي‭ ‬يحدث؟،‭ ‬ابن‭ ‬يضرب‭ ‬أمه‭ "‬بماشة‭ ‬فحم‭"‬،‭ ‬وأب‭ ‬يحمل‭ ‬ابنته‭ ‬ويطوف‭ ‬بها‭ ‬أرجاء‭ ‬قريته‭ "‬المسلمية‭" ‬التابعة‭ ‬لمركز‭ ‬صان‭ ‬الحجر،‭ ‬وسط‭ ‬جموع‭ ‬الأهالي‭ ‬وفي‭ ‬زحام‭ ‬شديد‭ ‬وكأن‭ ‬انتصارًا‭ ‬عظيمًا‭ ‬قد‭ ‬حدث،‭ ‬أو‭ ‬أن‭ ‬أحد‭ ‬أبناء‭ ‬القرية‭ ‬حاز‭ ‬على‭ ‬جائزة‭ ‬علمية‭ ‬عالمية،‭ ‬المشهد‭ ‬غريب‭ ‬بكل‭ ‬تأكيد‭ ‬وفقًا‭ ‬لما‭ ‬نقله‭ ‬فيديو‭ ‬عبر‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬ونشرته‭ ‬بعض‭ ‬المواقع‭ ‬الإخبارية،‭ ‬فالزحام‭ ‬والزغاريد‭ ‬ما‭ ‬هي‭ ‬إلا‭ ‬أب‭ ‬يحمل‭ ‬ابنته‭ ‬لابنته‭ ‬الشريفة‭ ‬العفيفة‭ ‬لأنها‭ ‬وصلت‭ ‬البلد،‭ ‬واحتفال‭ ‬الرجل‭ ‬الذي‭ ‬يحمل‭ ‬ابنته،‭ ‬لسلامة‭ ‬عذريتها‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬شك‭ ‬زوجها‭ ‬في‭ ‬بكارتها‭ ‬وعدم‭ ‬عذريتها،‭ ‬بعد‭ ‬زواجها‭ ‬يوم‭ ‬الخميس‭ ‬الماضي،‭ ‬وطلاقها‭ ‬يوم‭ ‬الجمعة،‭ ‬بالتأكيد‭ ‬واقعة‭ ‬غريبة،‭ ‬ليس‭ "‬لصُلب‭" ‬الموضوع‭ ‬بأن‭ ‬فتاة‭ ‬تزوجت‭ ‬وشك‭ ‬زوجها‭ ‬في‭ ‬عذريتها،‭ ‬فهناك‭ ‬المئات‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الوقائع،‭ ‬ولا‭ ‬لأن‭ ‬والدها‭ ‬حملها‭ ‬على‭ ‬كتفه‭ ‬والهموم‭ ‬تتثاقل‭ ‬على‭ ‬قلبه‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬يستطيع‭ ‬الخفقان‭ ‬وسط‭ ‬مجتمع‭ ‬ريفي‭ ‬تحكمه‭ "‬القيل‭ ‬والقال‭" ‬فالجميع‭ ‬يعرفون‭ ‬بعض‭ ‬نظرا‭ ‬لصغر‭ ‬المكان‭ ‬وقلة‭ ‬التعداد‭ ‬السكاني،‭ ‬وهذا‭ ‬الأب‭ ‬يسعى‭ ‬لإثبات‭ ‬براءة‭ ‬ابنته‭ ‬التي‭ ‬قام‭ ‬بتربيتها‭ ‬أحسن‭ ‬تربية‭ ‬وما‭ ‬فعله‭ ‬نابع‭ ‬من‭ ‬ثقته‭ ‬في‭ ‬ابنته‭ ‬وتربيته،‭ ‬حينما‭ ‬ذهب‭ ‬بها‭ ‬إلى‭ ‬الطبيب‭ ‬لإجراء‭ ‬فحص‭ ‬طبي‭ ‬عليها‭ ‬ويتم‭ ‬الكشف‭ ‬عليها‭ ‬ليثبت‭ ‬تقرير‭ ‬فحص‭ ‬العذرية،‭ ‬سلامة‭ ‬عذرية‭ ‬الفتاة‭ ‬وعدم‭ ‬تأثر‭ ‬بكارتها،‭ ‬وأوضح‭ ‬التقرير‭ ‬وفقا‭ ‬لما‭ ‬تم‭ ‬تداوله‭:‬‭ "‬بعد‭ ‬توقيع‭ ‬الكشف‭ ‬الطبي‭ ‬على‭ ‬المذكورة،‭ ‬وبناء‭ ‬على‭ ‬طلب‭ ‬ولي‭ ‬أمرها‭ ‬تبين‭ ‬أنها‭ ‬عذراء‭ ‬وأن‭ ‬غشاء‭ ‬البكارة‭ ‬سليم‭"‬،‭ ‬ليضع‭ ‬الأب‭ ‬التي‭ ‬طال‭ ‬عنقه‭ ‬عنان‭ ‬السماء‭ ‬التقرير‭ ‬فاصلا‭ ‬بينه‭ ‬و‭ ‬أهالى‭ ‬زوج‭ ‬ابنته‭ ‬وأهل‭ ‬القرية،‭ ‬لتنتابه‭ ‬حالة‭ ‬من‭ ‬الفخر،‭ ‬عندما‭ ‬حمل‭ ‬ابنته‭ ‬على‭ ‬عنقه‭ ‬عائدًا‭ ‬وحاملا‭ ‬ابنته‭ ‬وهي‭ ‬تمسك‭ ‬بقطعة‭ ‬من‭ ‬القماش‭ ‬البيضاء‭ ‬تدل‭ ‬على‭ ‬عفتها‭ ‬وطاهرتها‭ ‬وأنها‭ ‬بكر‭ ‬لم‭ ‬يمسها‭ ‬أحد،‭ ‬كل‭ ‬هذا‭ ‬شيء‭ ‬قد‭ ‬يكون‭ ‬مقبولا‭ ‬في‭ ‬مجتمع‭ ‬ريفي‭ ‬صغير،‭ ‬لكن‭ ‬ما‭ ‬يثير‭ ‬التساؤل‭ ‬ويضع‭ ‬علامات‭ ‬الاستفهام،‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬كيف‭ ‬لعريس‭ ‬يسرع‭ ‬في‭ ‬طلاق‭ ‬عروسه‭ ‬في‭ ‬اليوم‭ ‬التالي‭ ‬من‭ ‬حفل‭ ‬الزفاف،‭ ‬خاصة‭ ‬وأن‭ ‬المجتمع‭ ‬الريفي‭ ‬تحكمه‭ ‬عادات‭ ‬وتقاليد‭ ‬الخضوع‭ ‬للكبار‭ ‬والسماع‭ ‬لكبير‭ ‬العائلة‭ ‬من‭ ‬الأسرتين‭ ‬والجلوس‭ ‬على‭ ‬مائدة‭ ‬الحوار،‭ ‬وعدم‭ ‬التسرع‭ ‬في‭ ‬أخذ‭ ‬القرار‭ ‬المنفرد‭ ‬حيث‭ ‬كان‭ ‬لابد‭ ‬من‭ ‬الكشف‭ ‬الطبي‭ ‬على‭ ‬العروس‭ ‬قبل‭ ‬أي‭ ‬شيء،‭ ‬السؤال‭ ‬الثاني،‭ ‬ما‭ ‬أوضحه‭ ‬التقرير‭ ‬الطبي‭ ‬أن‭ ‬العروس‭ ‬عمرها‭ ‬16‭ ‬عاما‭ ‬وفقًا‭ ‬لما‭ ‬تم‭ ‬تداوله‭ ‬عبر‭ ‬المواقع‭ ‬الإخبارية،‭ ‬فهل‭ ‬هذا‭ ‬السن‭ ‬قانوني‭ ‬يسمح‭ ‬لها‭ ‬بالزواج‭ ‬أم‭ ‬تعد‭ ‬مخالفة‭ ‬قانونية؟،‭ ‬كما‭ ‬إنه‭ ‬في‭ ‬حال‭ ‬انفصال‭ ‬تلك‭ ‬العروس‭ ‬هل‭ ‬عمرها‭ ‬هذا‭ ‬يحرمها‭ ‬من‭ ‬حقوقها‭ ‬القانونية‭ ‬في‭ ‬المؤخر‭ ‬والنفقة؟،‭ ‬أعتقد‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬خطأ‭ ‬ما‭ ‬منذ‭ ‬البداية،‭ ‬وعلى‭ ‬المجلس‭ ‬القومي‭ ‬للامومة‭ ‬والطفولة‭ ‬فحص‭ ‬تلك‭ ‬الواقعة‭ ‬والتعامل‭ ‬معها‭ ‬بحزم‭.‬

الجريمة‭ ‬الثانية،‭ ‬أيضا‭ ‬دارت‭ ‬أحداثها‭ ‬في‭ ‬محافظة‭ ‬الشرقية‭ ‬وتحديدا‭ ‬في‭ ‬مركز‭ ‬فاقوس،‭ ‬ابن‭ ‬يعذب‭ ‬أمه‭ ‬المسنة‭ ‬في‭ ‬مشهد‭ ‬تجزع‭ ‬له‭ ‬القلوب،‭ ‬ابن‭ ‬يؤدب‭ ‬أمه‭ "‬بالماشة‭" ‬قطعة‭ ‬حديد‭ ‬تناسى‭ ‬وجعها‭ ‬وآلامها‭ ‬وسعيها‭ ‬وكد‭ ‬وتعب‭ ‬السنين‭ ‬لأجل‭ ‬تربيته‭ ‬وجعله‭ ‬شخص‭ "‬طويل‭ ‬عريض‭" ‬وفي‭ ‬النهاية‭ ‬يمتلئ‭ ‬قلبه‭ ‬بالجحود‭ ‬ويعتاد‭ ‬على‭ ‬ضربها،‭ ‬لتصوره‭ ‬زوجته‭ ‬قبلها‭ ‬بشهر‭ ‬وعندما‭ ‬يتشاجر‭ ‬مع‭ ‬زوجته‭ ‬تضع‭ ‬له‭ ‬هذا‭ ‬الفيديو‭ ‬على‭ ‬السوشيال‭ ‬ميديا‭ ‬ويتم‭ ‬ضبطه،‭ ‬في‭ ‬واقعة‭ ‬مأساوية‭ ‬لابد‭ ‬أن‭ ‬نتعجب‭ ‬أمامها‭ ‬ونقول‭ "‬سجل‭ ‬يازمان‭".‬

في‭ ‬النهاية‭ ‬لابد‭ ‬من‭ ‬التوقف‭ ‬أمام‭ ‬هذه‭ ‬الواقعتين،‭ ‬اللتان‭ ‬جاءتا‭ ‬على‭ ‬رأس‭ ‬دفتر‭ ‬أحوال‭ ‬الحوادث،‭ ‬ويجب‭ ‬على‭ ‬أساتذة‭ ‬النفس‭ ‬والاجتماع‭ ‬فحصهما‭ ‬وإجراء‭ ‬أبحاث‭ ‬عليهما‭ ‬للوقوف‭ ‬على‭ ‬أسباب‭ ‬هذا‭ ‬الخلل‭ ‬وإن‭ ‬كانت‭ ‬حوادث‭ ‬فردية‭ ‬في‭ ‬مجتمعنا،‭ ‬لكن‭ ‬وجب‭ ‬التنويه‭.‬

حفظ‭ ‬الله‭ ‬مصر،‭ ‬شعبا‭ ‬وجيشا‭ ‬وشرطة