..خلل ما يحدث، وكأننا نعود بعقارب الساعة إلى الخلف، العديد من علامات الاستفهام والتعجب تفرض نفسها؟!، ما الذي يحدث؟، ابن يضرب أمه "بماشة فحم"، وأب يحمل ابنته ويطوف بها أرجاء قريته "المسلمية" التابعة لمركز صان الحجر، وسط جموع الأهالي وفي زحام شديد وكأن انتصارًا عظيمًا قد حدث، أو أن أحد أبناء القرية حاز على جائزة علمية عالمية، المشهد غريب بكل تأكيد وفقًا لما نقله فيديو عبر وسائل التواصل الاجتماعي ونشرته بعض المواقع الإخبارية، فالزحام والزغاريد ما هي إلا أب يحمل ابنته لابنته الشريفة العفيفة لأنها وصلت البلد، واحتفال الرجل الذي يحمل ابنته، لسلامة عذريتها بعد أن شك زوجها في بكارتها وعدم عذريتها، بعد زواجها يوم الخميس الماضي، وطلاقها يوم الجمعة، بالتأكيد واقعة غريبة، ليس "لصُلب" الموضوع بأن فتاة تزوجت وشك زوجها في عذريتها، فهناك المئات من هذه الوقائع، ولا لأن والدها حملها على كتفه والهموم تتثاقل على قلبه الذي لا يستطيع الخفقان وسط مجتمع ريفي تحكمه "القيل والقال" فالجميع يعرفون بعض نظرا لصغر المكان وقلة التعداد السكاني، وهذا الأب يسعى لإثبات براءة ابنته التي قام بتربيتها أحسن تربية وما فعله نابع من ثقته في ابنته وتربيته، حينما ذهب بها إلى الطبيب لإجراء فحص طبي عليها ويتم الكشف عليها ليثبت تقرير فحص العذرية، سلامة عذرية الفتاة وعدم تأثر بكارتها، وأوضح التقرير وفقا لما تم تداوله: "بعد توقيع الكشف الطبي على المذكورة، وبناء على طلب ولي أمرها تبين أنها عذراء وأن غشاء البكارة سليم"، ليضع الأب التي طال عنقه عنان السماء التقرير فاصلا بينه و أهالى زوج ابنته وأهل القرية، لتنتابه حالة من الفخر، عندما حمل ابنته على عنقه عائدًا وحاملا ابنته وهي تمسك بقطعة من القماش البيضاء تدل على عفتها وطاهرتها وأنها بكر لم يمسها أحد، كل هذا شيء قد يكون مقبولا في مجتمع ريفي صغير، لكن ما يثير التساؤل ويضع علامات الاستفهام، هو أن كيف لعريس يسرع في طلاق عروسه في اليوم التالي من حفل الزفاف، خاصة وأن المجتمع الريفي تحكمه عادات وتقاليد الخضوع للكبار والسماع لكبير العائلة من الأسرتين والجلوس على مائدة الحوار، وعدم التسرع في أخذ القرار المنفرد حيث كان لابد من الكشف الطبي على العروس قبل أي شيء، السؤال الثاني، ما أوضحه التقرير الطبي أن العروس عمرها 16 عاما وفقًا لما تم تداوله عبر المواقع الإخبارية، فهل هذا السن قانوني يسمح لها بالزواج أم تعد مخالفة قانونية؟، كما إنه في حال انفصال تلك العروس هل عمرها هذا يحرمها من حقوقها القانونية في المؤخر والنفقة؟، أعتقد أن هناك خطأ ما منذ البداية، وعلى المجلس القومي للامومة والطفولة فحص تلك الواقعة والتعامل معها بحزم.
الجريمة الثانية، أيضا دارت أحداثها في محافظة الشرقية وتحديدا في مركز فاقوس، ابن يعذب أمه المسنة في مشهد تجزع له القلوب، ابن يؤدب أمه "بالماشة" قطعة حديد تناسى وجعها وآلامها وسعيها وكد وتعب السنين لأجل تربيته وجعله شخص "طويل عريض" وفي النهاية يمتلئ قلبه بالجحود ويعتاد على ضربها، لتصوره زوجته قبلها بشهر وعندما يتشاجر مع زوجته تضع له هذا الفيديو على السوشيال ميديا ويتم ضبطه، في واقعة مأساوية لابد أن نتعجب أمامها ونقول "سجل يازمان".
في النهاية لابد من التوقف أمام هذه الواقعتين، اللتان جاءتا على رأس دفتر أحوال الحوادث، ويجب على أساتذة النفس والاجتماع فحصهما وإجراء أبحاث عليهما للوقوف على أسباب هذا الخلل وإن كانت حوادث فردية في مجتمعنا، لكن وجب التنويه.
حفظ الله مصر، شعبا وجيشا وشرطة