منذ أكثر من 2000 عام ، نظر عالم الفلك اليوناني "هيبارخوس " إلى السماء ليلًا ورسم خرائط المواقع الدقيقة لأكبر عدد ممكن من النجوم والأجرام السماوية التي يمكن أن يراها، لكن المؤرخين يعتقدون دائمًا أن ما يسمى بفهرس النجوم قد ضاع على مر العصور، إنهم يعرفون عنه فقط من الإشارات إليه في نصوص لاحقة.
في عام 2012 ، حدد طالب في جامعة كامبريدج ما يشتبه في أنه خريطة نجوم يونانية قديمة مخبأة خلف نص في مخطوطة من العصور الوسطى، تم تجميعه مع البيانات الفلكية من القرن الثاني الميلادي ، وهو أقدم مخطط سماوي تم اكتشافه على الإطلاق.
في العالم الرقمي الحديث ، مهمة تحديد النجوم والكواكب والأقمار الصناعية ، والعمل على ما يجب فعله بالنباتات اعتمادًا على مكان وجود القمر في دورته ، هي عمل التطبيقات، يقوم كل من Star Map Tracker و Star Gazer و Stellarium Mobile بإضفاء الحيوية على سماء الليل بلمسة زر واحد، نقلآ عن موقع "ancient-origins" .
في العصور القديمة ، غالبًا ما حاول الأشخاص ذوو معدل الذكاء الأعلى من المتوسط تسجيل مرور النجوم باستخدام عيونهم والأدوات الخشبية الخام والرياضيات، ونحتفل اليوم باكتشاف فلكي من العالم التناظري القديم حيث يعلن العلماء "أقدم مخطط نجمي تم اكتشافه على الإطلاق".
إعادة اكتشاف مخطط النجوم اليوناني المفقود
كان هيبارخوس عالم الرياضيات والفلك والجغرافيا اليوناني الشهير الذي عاش في القرن الثاني قبل الميلاد، لم يكن هيبارخوس هو والد علم المثلثات فحسب ، بل قام أيضًا بعمل الدورة العظيمة المعروفة باسم بادئة الاعتدالات، لقد حسب أن التحول التدريجي (التمايل) في اتجاه محور دوران الأرض يستغرق حوالي 26000 سنة لإكمال دورة.
عثر جيمي كلير ، الطالب في جامعة كامبريدج ، على ممر يوناني مرتبط بإراتوستينس ، الذي كان أمين مكتبة وكبير علماء الفلك في مكتبة الإسكندرية الأسطورية، تم العثور على هذا على مخطوطة في أرشيفات دير سانت كاترين في شبه جزيرة سيناء المصرية، بعد ذلك ، في عام 2012 ، حدد بيتر ويليامز ، الباحث التوراتي في جامعة كامبريدج ، ما كان يشتبه في أنه محاولة هيبارخوس لرسم خريطة للسماء الليلية بالكامل المخبأة داخل المستند.
عندما تكشف التكنولوجيا الحديثة عن أسرار قديمة:
وفقًا لدراسة حديثة نُشرت في مجلة تاريخ علم الفلك ، طبق فريق من العلماء التصوير متعدد الأطياف في عام 2017 للكشف عن "تسع أوراق من الصفحات تحتوي على تلميحات لنص تمت كتابته".
خلال عمليات الإغلاق في عام 2021 ، أمضى الطالب بيتر ويليامز ساعات لا نهاية لها في فحص النص المخفي على الرق الموجود في دير سانت كاترين ولاحظ "أرقامًا فردية" مخبأة داخل الأوراق.
في حيرة مما يمكن أن تمثله هذه الأرقام ، ولكن يشك في أنها إحداثيات الأجرام السماوية ، سعى ويليامز للحصول على رأي ثان من المؤرخ الفرنسي فيكتور جيسمبرغ في المركز الوطني الفرنسي للبحوث العلمية (CNRS) ومقره في باريس. وفقًا لتقرير في Nature ، قال Gysembergh "اتضح على الفور أن لدينا إحداثيات نجوم".
إزالة التفسيرات التاريخية الخاطئة:
أخذ باحثو كامبريدج بدورة الأرض وعملوا الدورة إلى الوراء، اكتشفوا أن إحداثيات النجوم على مخطط النجوم القديم تتطابق تقريبًا مع الزاوية الأولية لكوكبنا حوالي 129 قبل الميلاد ، خلال الوقت الذي كان فيه هيبارخوس يعمل على مخطط النجوم.
علاوة على ذلك ، تتطابق إحداثيات النجوم في النص المخفي الموجود في دير سانت كاترين في مصر مع تلك التي خلفها عالم الفلك العظيم في تعليقه على الظواهر ، التي تنتمي إلى الأبراج Ursa Major و Ursa Minor و Draco.
حتى كشف التصوير متعدد الأطياف عن مجموعة الأرقام المفقودة المطبوعة خلف نص أحدث على الرق المفقود في دير سانت كاترين ، تم تجميع أقدم مخطط نجمي معروف في القرن الثاني الميلادي بواسطة عالم الفلك اليوناني كلوديوس بطليموس، يدفع هذا الاكتشاف الأخير أقدم مخطط نجمي معروف إلى ما يقرب من 400 عام إلى القرن الثاني الميلادي.
مخطط النجوم المكتشف حديثًا يضع حدًا للمضاربة:
لم يتضح بعد من كتب النسخة الأخيرة من مخطط النجوم لهيبارخوس، ومع ذلك ، قال الدكتور ماثيو أوسيندريفر ، مؤرخ علم الفلك في جامعة برلين الحرة ، لمجلة Nature إن مخطط النجوم "كان يحوم في الأدبيات كشيء شبه افتراضي"، الآن ، بعد تحديد عمل هيبارخوس باستخدام التصوير متعدد الأطياف ، فإن ما كان يومًا ما مجرد تكهنات "أصبح ملموسًا للغاية" ، وفقًا لأوسيندريفر.
يمثل هذا الاكتشاف الجديد أقدم مخطط نجمي تم اكتشافه على الإطلاق، ومع ذلك ، يجب أن يؤخذ في الاعتبار أن أقدم كوكبة نجمية سجلها البشر تم خدشها على وجه قرص أنب الماموث منذ حوالي 32500 عام.
قال الدكتور مايكل رابنجلويك ، من جامعة ميونيخ سابقًا ، لبي بي سي في عام 2003 ، إنه يتميز بشخصية شبيهة بالبشر وذراعان ورجلين ممدودتين على شكل كوكبة أوريون ، فقد قال لبي بي سي في عام 2003 إن الشقوق الغامضة المنحوتة على جانبيها وعلى ظهرها "يمكن أن تكون حملًا بدائيًا"، التقويم "يستخدم لتقدير موعد ولادة المرأة الحامل.
