هل هناك علاقة بين التغيرات المناخية وانتشار الفيروسات؟ أستاذ فيروسات يجيب

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

منذ ظهور فيروس كورونا وانتشاره في العالم أجمع، وإصابته للإنسان بمختلف الفئات العمرية، أصبحنا نجد الحديث بشكل دائم عن ظهور وانتشار فيروسات مختلفة ومتباينة، لم نكن نسمع عنها من قبل، أو بالمعنى الأدق لم يكون هناك حديث حولها، ومؤخرا كان الفيروس "المخلوي التنفسي" الذي أثار الكثير من الجدل والمخاوف لدى المواطنين، خاصة ونحن في موسم الدراسة والأطفال تذهب إلى مدارسهم فى الصباح الباكر، الأمر الذي رأى البعض علاقته وارتباطه بما يعانيه العالم من تغيرات مناخية طالت كل شئ على ظهر الكرة الأرضية.

هل انتشار الأمراض والفيروسات فى الفترات الأخيرة له علاقة بما يعانيه الكوكب من تغيرات مناخية وارتفاع فى درجات حرارة الأرض وعواصف في بعض المناطق وحرائق فى مناطق أخرى، وغيرهم تعاني من فيضانات وسيول؟ سؤال طرحناه على دكتور أحمد شاهين أستاذ علم الفيروسات بالمركز القومى للبحوث، لمعرفة ما إذا كان بالفعل هناك علاقة وتأثير للتغيرات المناخية بما يظهر هذه الأيام من فيروسات مختلفة تثير خوف وقلق الإنسان.

اقرأ ايضاً :طفولة ضائعة.. مأساة 37 مليون طفل نازح بسبب الصراعات والتغيرات المناخية 

 "التغيرات المناخية لا علاقة لها بما يظهر أو ينتشر من فيروسات، فهذه الفيروسات هى موجودة في الأساس" هكذا أستهل دكتور شاهين إجابته على تساؤلنا، موضحاً أنه في وقت انتشار فيروس كورونا أثير هذا الحديث، ولكن أجريت العديد من الأبحاث وقتها حول علاقة التغيرات المناخية وانتشار كورونا، ولم يتم التوصل لوجود علاقة بين ظهور وانتشار الفيروسات والتغيرات المناخية، بدليل أن كورونا كان يأتي فى كل الأجواء "صيف وشتاء وربيع وخريف" ويصيب مختلف الفئات العمرية.

مستكملاً حديثه عما يثار الآن حول ظهور "الفيروس المخلوي التنفسي" قائلاً "الفيروسات المختلفة عادة يزيد ظهورها وتنشط في فصل الشتاء، وتسمى الأمراض الفيورسية الشتوية، ويكون الأطفال هم الفئات الأكثر عرضة لها، لأن مناعتهم تكون أقل، بالإضافة إلى أن طلاب المدارس يخرجون فى الصباح الباكر ويكون الجو بارد عليهم فيتأذى بسهولة الجهاز التنفسي لديهم".

منوهًا أنه برغم وجود الفيروس المخلوى التنفسي، إلا أن انتشاره ضعيف وليس قاسي، والأمر يعود إلى أن مناعة الطفل ضعيفة، ودخول الشتاء يزيد مننشاط هذه الفيروسات، وليس التغيرات المناخية، ناصحًا بعدم تعرض الطفل لنزلات البرد، والخروج فى جو بارد مفاجئ دون أخذ الاحتياطات اللازمة، خاصة وأن الاطفال لا يكون لديهم المعرفة الصحيحة بالاجراءات الوقائية من غسل اليدين والتعقيم وارتداء الكمامة، لافتا إلى أهمية اعطاء الأطفال مصل الإنفلونزا مع بداية فصل الشتاء، ليكون عامل وقاية لهم.