وزير دفاع كوت ديفوار السابق: مؤتمر المناخ حدث عالمي في تنظيمه وحضوره

محرر بوابة أخبار اليوم يحاور وزير دفاع كوت ديفوار السابق
محرر بوابة أخبار اليوم يحاور وزير دفاع كوت ديفوار السابق

• مصر لديها أقوى جيش في أفريقيا .. وعلاقة الرئيس السيسي بنظيره الإيفواري استثنائية
• نتعاون في مكافحة الارهاب.. ونستفيد من خبرة مصر عسكريًا
• لدينا علاقات سياسية واقتصادية وثقافية مع مصر نسعى لتطويرها
• مصر قادرة على قيادة القارة الإفريقية وتحقيق طموحها في التنمية 
 

"مؤتمر شرم الشيخ للمناخ يحظى بتنظيم جيد جدًا، وجذب كثير من المشاركين حول العالم، وليس من السهولة بمكان تنظيم مثل هذا المؤتمر بمشاركة هذا العدد من الناس، وأفريقيا والإفريقيين موجودين بقوة ".. بهذه الكلمات عبر لنا " آلان ريشار دونواهي" - وزير الدفاع السابق لدولة كوت ديفوار -  ووزير الغابات والمياه - ورئيس مؤتمر الأمم المتحدة لمكافحة التصحر والجفاف cop15 - عن رؤيته ومشاركته وطموحه في مؤتمر شرم الشيخ للأطراف المشاركة حول المناخ cop27 الذي تنظمه مصر في الفترة من السادس حتى الثامن عشر من نوفمبر الجاري ، ولماذا جاء للمشاركة ؟ وكيف وجد التنظيم ؟ والموضوعات المطروحة ، والمشاركين ، والاعداد ، وما سينتج عن انعقاد المؤتمر ، والمطلوب من الدول الافريقية ؟

سألناه عن علاقات مصر وكوت ديفوار - ساحل العاج - في ظل علاقات الزعيمين القوية والزيارات المتبادلة بينهما ، ومستقبل التعاون بين البلدين ، وكيف تتجاوز البلدان الافريقية الازمات التي تواجهها ؟ أسئلة كثيرة طرحناها عليه. فإلى التفاصيل: 


**  سألناه في البداية،  لماذا جئت للمشاركة في مؤتمر الأطراف المشاركة حول المناخ في شرم الشيخ cop27 وقد كنت رئيساً لمؤتمر cop15 الذي عقد في العاصمة الإيڤواريه أبيدجان حول التصحر والجفاف؟
جئت إلى شرم الشيخ للمشاركة في مؤتمر الأطراف المشاركة حول المناخ  cop27  لأهميته، وقيادة مصر كدولة أفريقية كبرى، وقد كنت رئيساً لمؤتمر الأمم المتحدة حول التصحر والجفاف cop15، ولأن المؤتمرات الثلاثة حول المناخ مرتبطة ببعضها وجميعها تبحث عن حلول عملية لمشكلة المناخ والتغيرات التي طرأت عليه، منها مؤتمر مواجهة التصحر والجفاف  في أبيدجان الذي انعقد في مايو ٢٠٢٢، ومؤتمر جلاسكو cop26، فضلاً عن اتفاقية باريس وغيرها من الموتمرات التي تهدف لحماية الأرض من ظاهرة الاحتباس الحراري. 

وقد جئت إلى مصر للحضور والمشاركة في هذا المؤتمر للمشاركة في الاجتماعات والنقاشات مع رؤساء المؤتمرات، ولأن مصر بلد أفريقي يرأس هذا المؤتمر فقد جئت من هذا المنطلق، وللمشاركة أيضاً في الانتخابات. 


** وكيف ترى مؤتمر الأطراف المشاركة حول المناخ cop27 المنعقد بمدينة شرم الشيخ ، من حيث التنظيم والحضور والفاعليات؟ 

هذا المؤتمر يحظى بتنظيم جيد جداً ، وجذب كثير من المشاركين حول العالم، ومن دول العالم المختلفة، وليس من السهولة بمكان تنظيم مثل هذا المؤتمر بمشاركة هذا العدد من الناس ، و بجانب حسن التنظيم أيضاً وجدنا حسن الاستقبال لأفريقيا والافريقيين وشرف كبير هذا المؤتمر لنا كأبناء القارة السمراء أن يخرج مؤتمر بهذا الحجم في مصر ، وجدنا أن أفريقيا والإفريقيين حاضرين بقوة في مؤتمر شرم الشيخ للأطراف المشاركة حول المناخ cop27 وهذا يسعدنا ويشرفنا كافريقيين. 


** وهل حقق المؤتمر - من وجهة نظركم - الهدف الأساسي الذي نظم من أجله؟ 
نعم، نحن نجد أن مؤتمر الأطراف المشاركة حول المناخ cop27 قد حقق هدفه الرئيسي من خلال المفاوضات والنقاشات والحشد القوي للمؤتمر، وإخراجه بهذا الشكل والحضور القوي لزعماء العالم يؤكد أن مؤتمر شرم الشيخ حول المناخ قد حقق الهدف الرئيس الذي من أجله تم تنظيمه في مدينة شرم الشيخ .ك، وعليه فاننا ننتظر تحرك قوي لتحقيق النتائج التي يهدف اليها مؤتمر شرم الشيخ للمناخ ، وبخاصة لمواجهة الخسائر التي لحقت بهذه الدول نتيجة التغيرات المناخية ، وفي مقدمة هذه النتائج الاجابة على أسئلة منها ، كيف سنمول البلدان التي تحتاج الى عمليات التحول لتعبر التغييرات المناخية ، ولكي يكون لديها الخبرة للانتقال من  الوعود تتحقق التي اطلقتها الدول الكبرى للدول المحتاجة من أجل محاربة التغيرات المناخية واقصد الدول الاوروبية ، التي اكدت وعودها لانقاذ الدول التي تعرضت للتغيرات المناخية ، وفي وقت تضررت الدول الكبرى من هذا. 

أيضاً - التغيرات المناخية - فان الدول التي تنتظر التعويضات عما لحق بها من تغيرات مناخية لها الحق  ، ونعمل على نقل الخبرة من الدول التي تعرضت للتصحر والجفاف ونقص الاغذية ، وندرة غذاء الحيوانات  نتيجة الاضرار التي لحقت بها من التغييرات التي نحن بسببها نحضر اليوم مؤتمر الاطراف المشاركة حول المناخ في دورته السابعة والعشرين بشرم الشيخ ، ننتظر ان نجد حلول لقضية الامن الغذائي الانسان كما قلت ، ولأن الحيوانات لا تجد غذائها  في البلاد لحقتها الاضرار ، ولذا كان لابد  ان نبحث عن الحل معاً !

واليوم ، تجد المشاكل التي نجمت عن التغيرات المناخية مثل مشكلة الطاقة ايضا ، اذا نحن نقول ان البلاد التي اصابها هذا الخلل عليها ان تواجهه معا وتضع يدها معا لعبور هذه الاثار السلبية التي لحقت بالكرة الارضية 


** بعد زيارة ومشاركة الرئيس الفرنسي والأمريكي، ماذا ننتظر من الدول الكبرى؟ 
نحن ننتظر الوفاء بالوعد، هناك وعد من جانب الدول الكبرى - الدول الغنية - أن تقوم بالتنمية والاستثمار لتعويض  للدول التي تضررت بالتغيرات المناخية ، هناك مائة مليار دولار كل عام لمواجهة الاثار الناجمة عن التغيرات المناخية ، مع اجراء بالاضافة لذلك  اجراء التحقيقات  حول التاثيرات ، وتدفع من خلال الدراسات والعمل معا من اجل ذلك ، فضلا عن حاجتنا للعدالة المناخية  والعدالة في التمويل ، فالبلاد التي تضررت تنتظر التمويل والتنمية مع دراسات لتحقيق العدالة المناخية. 


** ماذا تقصد بالعدالة المناخية؟ وكيف نصل إليها؟
أعني بها العدالة في التمويل، فاليوم توجد بلاد لديها ضرر على الارض ، ولديها اضرار من المناخ ، والتغييرات المناخية عرضتها للخساير مثل التصحر والجفاف ، اذا يجب علينا التضامن ونطالب الدول الكبرى مثل الولايات المتحدة بالتنمية وتعويض الدول التي لحقت بها التغيرات المناخية عما لحق بها ، اليوم المجتمع الافريقي يجب ان يمشي خطوات لكي يصل الى الحلول وعبور ازمة التغيرات المناخية ، في وقت نحن فيه المشكلة ويمكن ان نجد الحل هذا دور الاتحاد الافريقي من اجل مواجهة الاثار السلبية الناجمة عن التغيرات المناخية ، يجب علينا ان نمتلك رؤية واحدة ، اعداد جيد ، نملك الثقة في أنفسنا! 


** البلاد الأفريقية هي الاكثر تضررا من التغيرات المناخية ، هل ستتحرك البلاد الافريقية لاتخاذ خطوات لمطالبة الدول الكبرى بتحمل مسئوليتها كأن ترفع دعوى قضائية في المحاكم الدولية؟

لا أعتقد ذلك، وليس من الضروري أن نصل إلى هذا، الحوار هو الطريق الوحيد السليم لأجل الوصول إلى تحقيق العدالة المناخية.

 

** وكيف تسير الدول الإفريقية لتحقيق طموحها من العدالة في مواجهة التغيرات المناخية؟
يجب علينا التضامن كافريقيين ووحدتنا هي الحل ونثق في انفسنا ، لنستطيع ان نحقق التحول في الطاقة ، وافريقيا لديها مصادر طبيعية، البترول ، الغاز ، عليها تحويل الطاقة والاستفادة من ذلك ، والاستفادة من هذا العمل لانتاج الطاقة والكهرباء بخلاف  المياه والسدود، يجب ان نستفيد من الخبرات لتحقيق التنمو والتنمية ، وافريقيا مثل الدول العربية عليهم ان يتعاونوا وقد التقوا في شرم الشيخ لاجل تحقيق طموحاتها في التنمية. 


** تحدثت عن التنمية في البلاد الإفريقية، هل تطالب الدول الكبرى بالاستثمار المناخي في إفريقيا؟
لدينا ثروات ومصادر كبرى لعمل تعاون معا بين الدول الافريقية والدول الغنية ، نحن اغنياء بالثروات ، هذا من ناحية انتي افريقي ، ومن زاوية انني كنت رئيس cop15 فانتي ارى ان امتلاك الثروات كفيل بان يجعلنا نتضامن كمراحل ان نصبح وحدة واحدة ونتفاوض مع الدول الكبرى لتلبية طموحاتنا المناخية ، كما أشرت مهم جداً تضامن بين الدول الافريقية . 


** أنت تطالب إذن بالتضامن الإفريقي لمواجهة التغيرات المناخية؟
نعم، أرى أن التضامن بين الدول الافريقية  هو الاهم ، كذا الحوار مع الدول الكبرى والدول العالم ، لان المشكلة اضحت واحدة ، فاذا كانت المشكلة في افريقيا هي ازمة غذاء ، فانها ستؤثر على الدول الاوروبية  ، واذا كانت  افريقيا ستنتج اقل من المطلوب سيؤثر على الدول المستوردة ايضا ، المفروض ان تتعاون الدول الكبرى مع الدول الفقيرة ، دول عدالة تجاهرالاخر . 


**  وهل يوجد تعاون بين الدول الفرانكفونية أم لا؟ 
من وجهة نظري ، أرى أن الفرانكفونية تعلب دوراً مهماً في تحقيق التضامن الافريقي لتحقيق العدالة الاجتماعية ، نعمل معا لتحقيق الطموح الذي نرى أنه ضروري جدا ان نصل اليه ، لدينا مشكلة نواجهها ،نحن  نلتقي في الموتمرات وعلينا ايجاد الحلول ! 


**  كيف ترى العلاقات بين مصر وكوت ديفوار  بما أنك وزير الدفاع السابق ؟  وكيف ترى التعاون بين البلدين في مجال مواجهة الارهاب ؟
الجيش المصري هو الاول في افريقيا ،  ونعمل على الاستفادة من خبرة الجيش المصري في التدريب والتأهيل ، وبلادنا  تشارك مع مصر في هذا التعاون لمواجهة الارهاب ، ونحن لدينا علاقات قوية مع جمهورية مصر العربية في مواجهة الارهاب ، وعلاقاتنا ممتدة منذ زمن طويل وحتى الان ، التعاون موجود في مركز الدراسات الامنية والارهاب ، أيضاً تتنوع علاقاتنا ، ما بين العلاقات دبلوماسية والثقافية والعسكرية. 

أقول نعم يوجد تعاون بين مصر وكوت ديفوار لمواجهة الارهاب ، الرئيس " الحسن واتارا " زار مصر ووزير الدفاع ايضا  كان معه ، وتحدث مع المسئولين في مصر عن مواجهة الارهاب ، ولدينا تعاون حقيقي بين كوت ديفوار ومصر لتاسيس مركز للدفاع ومواجهة الارهاب يعني بالدراسات الدفاعية والعسكرية . 


** زار الرئيس  الايفواري " الحسن واتارا " شرم الشيخ في ٢٠١٧ ، وزار الرئيس " عبد الفتاح السيسي " أبيدجان عام ٢٠١٩، كيف ترى العلاقات  السياسية بين البلدين من خلال علاقة الرئيسين ؟ 

حقيقة هي علاقة جيدة وممتازة بين الزعيمين ، أقول جيدة جداً وممتازة ، في شرم الشيخ الان التقى الرئيس بنائب رئيس كوت ديفوار ، العلاقات السياسية قوية ، مصر للطيران تصل ابيدجان والطيران الان مباشر بما يوكد ان العلاقات قوية بين مصر وتكون ديفوار ، ولدينا علاقات على المستوى الزراعي ، تحاول كوت ديفوار الاستفادة من خبرات مصر في مجال الزراعة ، البناء والانشاءات ، في مجال الصحة هناك تعاون أيضاً التعاون في مجالات عدة قوى وفي مجال السياحة أيضاً ، السياح المصريون ياتون الينا والايفواريين يفدون هنا الى مصر 


** كيف ترى التعاون بين القاهرة وأبيدجان في تجاوز وحل أزمة سد النهضة؟  
هذه الازمة تحل بالحوار بين اثيوبيا ومصر ، السؤال هو كيف يكون الحل للاستفادة من النيل لكل الدول الافريقية بالحلول والسياسية والدبلوماسية ، ولا يكون هناك ازمة بين مصر واثيوبيا ؟ 


** وكيف ترى المواجهة  التي خاضتها مصر مع الإرهاب؟ 
مصر واجهت الارهاب بشكل قوي ، انا اعرف مصر منذ سنوات ، منذ حدثت فيها العمليات الارهابية ، مصر لديها مستوى عالي من الامن معتمد ، ليست دولة ضعيفة ، وهي الان لديها عدد سكان كبير ، تعمل في البناء  والتنمية  جنبا الى جنب مع مواجهتها الارهاب ، مصر تسير الان الى التقدم.


** وهل هناك تعاون بين افريقيا والبلاد العربية  في مجالات معينة؟
هذا هو الوقت للتعاون في مجال التغيرات  المتاخية ، البلدان الافريقية موجودة وتشارك في شرم الشيخ ، السعودية موجودة ، مصر تقود العالم العربي والافريقي من شرم الشيخ ، لدينا فرصة للتعاون لحماية كوكبنا الان ، والدول العربية مهتمة جدا بهذا الموضوع 


** هناك ١٣ مليون افريقي تركوا بلدانهم بسبب التغيرات المناخية؟ بم تطالب؟
يجب على هذه الدول ان تعجل بمواجهة التصحر ومعالجة الاثار الناجمة عن التغيرات المناخية ، كل هذه الرسائل وجهناها في cop 15، كل المشروعات التي قدمناها تطالب بحماية الارض والانسانية لانها اجتماعية وانسانية لحماية الانسان الافريقي . 


** بالنظر إلى علاقة الرئيسين  " الحسن واتارا " والرئيس عبد الفتاح السيسي، ما الذي يجب أن يثمره هذا التقارب لتحقيق الطموح الإفريقي في مواجهة التغير المناخي؟ 
حقيقة أن علاقة الزعيمان استثنائية وقوية ويمكن أن تقود في اطار التعاون المشترك الى حلول عملية وكبرى لقضايا القارة الافريقية ، وبخاصة قضايا التغيرات المناخية. ونحن لدينا مسئولية كبيرة تلقى على cop15 وcop27 والزعيمان لديهما القدرة من خلال علاقاتهما وامتلاك المفتاح للمشروعات التي تحقق نتيجة ايجابية لصالح القارة الافريقية ، ونحن نقف الى مطالب الرئيس السيسي في قمة الاطراف المشاركة حول المناخ ، ونعرف دور مصر القوي وزعيمها في قيادة القضايا الافريقية وبخاصة التغير المناخي.