مصر وخارطة إنقاذ البشرية

عبد الصادق الشوربجى
عبد الصادق الشوربجى

نجحت مصر فى احتضان أخطر قمة عالمية فى تاريخ العالم الحديث، قمة المناخ فى شرم الشيخ مدينة السلام، لتتواصل فعاليات واجتماعات المؤتمر بنجاح وإصرار وعزيمة على تحقيق النتائج المرجوة منه والخروج بتوصيات فعالة لحل أزمات المناخ.

اتجهت أنظار العالم كله نحو هذه القمة وفعالياتها وما دار فيها من حوارات تهم حوالى ثمانية مليارات نسمة هم سكان العالم.

 رحبت مصر الدولة والشعب بمشاركة أكثر من مائة وعشرين من كبار زعماء العالم شرقاً وغرباً وشمالاً وجنوباً جاءوا ليناقشوا الأخطار التى تواجه البشرية بأسرها نتيجة تبعات التغير المناخى الذى يهدد العالم كله ولن ينجو من آثاره أحد سواء الدول الغنية أو الدول الفقيرة النامية.

نجحت مصر نجاحاً مبهراً فى تنظيم المؤتمر من كل جوانبه وشهد على ذلك النجاح المبهر جميع الإعلاميين والصحفيين المشاركين من قنوات فضائية عربية وعالمية وكذلك صحف ومجلات العالم، ونقلوا للعالم لحظة بلحظة فعاليات المؤتمر.

كانت كلمة فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسى صريحة وصادقة، وأكد الرئيس حرص مصر على تسمية هذه القمة بـ«قمة التنفيذ» وحان الوقت ولا مجال للتراجع أو التذرع بأى تحديات، لأنه بسبب المناخ أصبح العالم مسرحاً لعرض مستمر للمعاناة الإنسانية فى أقسى صورها، فالملايين يعانون أكثر من أى وقت مضى من كوارث مناخية تزداد حدتها على نحو غير مسبوق.

وطالب الرئيس بضرورة تمويل الدول المتقدمة والغنية لجهود التكيف والتعامل مع الخسائر فى الدول النامية.

وكما حظيت كلمة الرئيس السيسى بكل الحفاوة والتقدير فقد حظى نداؤه الصادق بضرورة وقف الحرب الروسية والأوكرانية بتقدير وترحيب المجتمع الدولى دون استثناء.

لقد شاهد العالم كله فعاليات المؤتمر من أرض السلام مدينة شرم الشيخ، وشاهدوا روعة وجمال التنظيم الذى استطاع أن يستوعب أكثر من أربعين ألف مشارك من رؤساء دول وقادة ومسئولين وشباب ومجتمع مدنى ومنظمات أهلية.

وكان نجاح المؤتمر وخروجه بهذا الشكل العظيم اللائق بمكانة وعظمة مصر وأهلها ، هو أبلغ رد على جماعات وطيور الظلام ودعواتهم المختلة التى لم ولن تتحقق بفضل إرادة الله سبحانه وتعالى، وإصرار شعب مصر على الحفاظ على بلدهم . 

ولم يكن من باب المجاملة أن يشيد كل المشاركين والحضور بمكانة مصر الحضارية وأهمية دورها الإقليمى وتجربتها فى محاربة الإرهاب والاهتمام بالمشاريع الاجتماعية الإنسانية التى تهدف لتوفير حياة كريمة لكل إنسان.

تصدرت مصر والمؤتمر كل المحطات بكل ما تقوم به، ولم يتصور هؤلاء أن مصر قادرة على ذلك وسط هجوم شرس من جماعات الظلام التى تريد كل شر بمصر الدولة والشعب.

وصل حقد هذه الجماعات المارقة إلى دعوة الشعب المصرى لتظاهرات 11/11 فى استهداف خبيث لمؤتمر المناخ ليشاهد الحاضرون فى فعاليات القمة هذه التظاهرات لكن وعى الشعب ويقظته وإدراكه لحجم الجهود والإنجازات التى تقوم بها الدولة المصرية فى كافة المجالات، أفشل هذه المحاولات.

نجحت مصر رغم أنف الحاقدين الذين يعيشون الوهم منذ سنوات؛ وكأن هؤلاء المتآمرين فى مأمن من تداعيات سوء التغير المناخى الذى يعانى منه العالم.
لقد ساهمت مصر برؤيتها ومبادراتها وتنظيمها للقمة الذى أشاد به الجميع وبتوجيهات ومتابعة مستمرة من فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي؛ فى وضع خارطة طريق لإنقاذ العالم من كوارث التغيرات المناخية التى لن ينجو من تبعاتها أحد، لقد كان بالفعل مؤتمر اللحظة الفارقة فى تاريخ البشرية؛ أن نكون أو لا نكون، ومن هنا جاءت أهمية المؤتمر الذى احتضنته مصر، وتحيا مصر دوماً وإلى الأبد.