كرم جبر يكتب: لا يُلدغ المؤمن من جحر مرتين

كرم جبر
كرم جبر

أهم نتيجة للفشل الذريع لدعاوى الفوضى هي «لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين».

رغم ذلك فإعادة التذكير بالأيام السوداء مهم وضرورى، لمقاومة حالة «ضعف الذاكرة» ونسيان الخطر، التى تتسلل تدريجياً، وأهم مظاهرها نسيان أن مصر عاشت أياماً أسود من السواد وكانت البلاد على شفا الضياع.

تسلح الإخوان بالأكاذيب منذ نشأتهم، والوقائع كثيرة ولا تحصى ولا تعد، وكان عام حكمهم مهرجاناً لكل صنوف الكذب، من السلمية المسلحة حتى الشرعية المزيفة، مروراً بطائر النهضة الوهمى وخرافات اعتصام رابعة، ولا يتركون صغيرة ولا كبيرة، إلا ويطلقون حولها الشائعات وتسميم الأجواء .

وتعانى كل أنظمة الحكم فى مصر من التشكيك والتشويه وأحياناً التخريب، لهدم أى إنجازات وإشاعة أجواء اليأس والإحباط بين الناس، وسد منافذ الأمل نحو المستقبل.
لم يكن للإخوان ومعهم تيارات الإسلام السياسى برنامج أو مشروع سياسى أو اقتصادى.

وكان عام حكمهم تجسيداً حياً للفشل المغلف بالأكاذيب، مثل طائر النهضة الذى قال عنه رئيسهم « له رأس وبطن وجناحان «، وقال عنه أحد قادتهم إنه سيفجر أنهار العسل والمن والسلوى فى البلاد.

وتمخض عن طائر النهضة أزمات عاتية، كادت تصعد بالبلاد إلى حافة المجاعة، ولم تفرز نظرياتهم الكلامية أى بارقة أمل، فلم تتعد تجاربهم أكثر من توزيع أكياس البلح والسكر والزيت فى إشارات المرور قبل الإفطار فى رمضان.

أما قادتهم فكائنات تكره وطنها وكل شىء فيه، مثلاً وجدى غنيم نموذج لعقلية الاستخفاف والسخرية، فى قضايا كبرى تستوجب أفكاراً إبداعية، عندما قال إن طشت الست أمه أوسع من قناة السويس الجديدة، مغلباً الحقد والكراهية والغل، على لغة العقل والعلم والحوار، مغلقاً باب الاجتهاد على أسلوب هزيل ينتجه عقل مريض .
ويوسف القرضاوى .. له سبعة أبناء، أربع بنات وثلاثة ذكور، أرسلهم جميعاً للدراسة فى الجامعات الأوروبية والأمريكية، وله أحفاد كثيرون ينعمون برغد العيش، ويعيشون جميعاً فى القصور والمنتجعات، ولهم أرصدة وممتلكات توفر لهم عيشة الملوك والأمراء.

والمؤكد أن القرضاوى قبل وفاته لم يفكر يوماً أن يرسل بعض أولاده وأحفاده «للجماعة» لتلف حول خصرهم ديناميت، وتأمرهم أن يفجروا أنفسهم فى «تجمعات النظام الفاجر» حتى لو نتج عن ذلك «خسائر فى صفوف المدنيين» كما يقول فى فتاويه، فأولاد الفقراء والشباب الذين يغسل أمخاخهم، هم فقط وقود آرائه الدموية، وليس مهماً عنده أن يسقط أبرياء ليس لهم ذنب.