زيلينسكي يزور خيرسون وسط حراسة مشددة

 الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي
الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي

نشرت وسائل الإعلام الأوكرانية، اليوم الاثنين 14 نوفمبر، صورًا لزيارة الرئيس الأوكراني، فلاديمير زيلينسكي، مدينة خيرسون، حيث ظهر محاطًا بعدد كبير من عناصر الجيش والأمن الأوكراني، وسط غياب واضح لوجود المدنيين هناك. 

وتظهر اللقطات وجود عدد قليل جدا من المدنيين في الساحة أثناء وصول زيلينسكي إليها.

اقرأ أيضًا: ماكرون يدعوا لمضاعفة الجهود في مساعدة أوكرانيا

وقال الرئيس الأوكراني، خلال الزيارة:"نحن مستعدون للسلام، والسلام لبلدنا بأسره".

وكانت السلطات الأوكرانية قد قررت تقييد عمل الصحفيين في خيرسون، كما حرمت العديد من الصحفيين الغربيين من اعتمادهم هناك.

وبالتزامن مع زيارة زيلينسكي هذه نشرت وكالة أسوشيتد برس صورة من خيرسون لأشخاص مقيدة أيديهم من الخلف ومربوطين إلى الأعمدة.

ويفترض أن هؤلاء هم أولئك الذين كان يشتبه في تعاطفهم وتعاونهم مع روسيا. 

ويظهر في الصورة شخصان مقيدة أيديهما من الخلف ومربوطان إلى عمودين، فيما يقف بعض الأشخاص على مبعدة يتأملون هذا المنظر.

ومن جهته قال المتحدث باسم الكرملين تعليقًا على زيارة زيلينسكي لخيرسون ردا على سؤال من الصحفيين وما إذا كان ذلك استفزازا من كييف: "أنت تعلم أن هذه أراض روسية".

وكان الجيش الروسي، قد أجلى غالبية المدنيين من الضفة اليمنى لنهر دنيبر إلى الضفة اليسرى في خيرسون، كما أعلنت وزارة الدفاع الروسية عن نقل جميع قواتها وعتادها العسكري وأسلحتها من الضفة اليمنى لنهر دنيبر إلى الضفة اليسرى.

وتأتي هذه الخطوة في ضوء مواصلة القوات الأوكرانية استهداف سد كاخوفكا في خيرسون، ما قد يؤدي إلى حدوث فيضانات وإغراق المنطقة بالكامل، وهو ما يمكن أن يؤدي إلى خسائر كبيرة في الأرواح، ويهدد بعزل القوات الروسية على الضفة اليمنى لنهر دنيبر، حال عدم انسحابها من هناك.

إضافة إلى ذلك، كانت المجموعة الروسية الواقعة بالقرب من خيرسون تواجه صعوبات في الإمداد بسبب قصف المدفعية الأوكرانية المستمر لممرات النقل.

هذا وحاولت القوات الأوكرانية مرات عديدة استهداف المعابر التي تقل المدنيين لمنع وعرقلة انتقالهم من المنطقة.

وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد أمر بإخراج وإجلاء سكان مدينة خيرسون من المنطقة التي تتعرض لقصف أوكراني، منوها "بأنه يجب ألا يعاني السكان المدنيون من القصف والهجوم والهجوم المضاد وغير ذلك من الإجراءات المتعلقة بالعمليات العسكرية".

وعلى الأرض، تتواصل العملية العسكرية الروسية في الأراضي الأوكرانية لليوم 23 على التوالي، منذ بدايتها في 24 فبراير المنصرم.

واكتسب الصراع الروسي منعطفًا جديدًا فارقًا، في 21 فبراير، بعدما أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاعتراف بجمهوريتي "دونيتسك" و"لوجانسك" جمهوريتين مستقلتين عن أوكرانيا، في خطوةٍ تصعيديةٍ لقت غضبًا كبيرًا من كييف وحلفائها الغربيين.

وفي أعقاب ذلك، بدأت القوات الروسية، فجر يوم الخميس 24 فبراير، في شن عملية عسكرية على شرق أوكرانيا، ما فتح الباب أمام احتمالية اندلاع حرب عالمية "ثالثة"، ستكون الأولى في القرن الحادي والعشرين.

وقال الاتحاد الأوروبي إن العالم يعيش "أجواءً أكثر سوادًا" منذ الحرب العالمية الثانية، فيما فرض الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة حزمة عقوبات ضد روسيا، وصفتها رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين بأنها "الأقسى على الإطلاق".

ومع ذلك، فإن الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي "الناتو" يصران حتى الآن على عدم الانخراط في أي عملية عسكرية في أوكرانيا، كما ترفض دول الاتحاد فرض منطقة حظر طيران جوي في أوكرانيا، عكس رغبة كييف، التي طالبت دول أوروبية بالإقدام على تلك الخطوة، التي قالت عنها الإدارة الأمريكية إنها ستتسبب في اندلاع "حرب عالمية ثالثة".

وفي غضون ذلك، قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، في وقتٍ سابقٍ، إن اندلاع حرب عالمية ثالثة ستكون "نووية ومدمرة"، حسب وصفه.

وعلى مسرح الأحداث، قالت وزارة الدفاع الروسية، في بداية العملية العسكرية، إنه تم تدمير منظومة الدفاع الجوي الأوكرانية وقواعدها وباتت البنية التحتية لسلاح الطيران خارج الخدمة.

ولاحقًا، أعلنت الدفاع الروسية، يوم السبت 26 فبراير، أنها أصدرت أوامر إلى القوات الروسية بشن عمليات عسكرية على جميع المحاور في أوكرانيا، في أعقاب رفض كييف الدخول في مفاوضات مع موسكو، فيما عزت أوكرانيا ذلك الرفض إلى وضع روسيا شروطًا على الطاولة قبل التفاوض "مرفوضة بالنسبة لأوكرانيا".

إلا أن الطرفين جلسا للتفاوض لأول مرة، يوم الاثنين 28 فبراير، في مدينة جوميل عند الحدود البيلاروسية، كما تم عقد جولة ثانية من المباحثات يوم الخميس 3 مارس، فيما عقد الجانبان جولة محادثات ثالثة في بيلاروسيا، يوم الاثنين 7 مارس. وانتهت جولات المفاوضات الثلاث دون أن يحدث تغيرًا ملحوظًا على الأرض.

وقال رئيس الوفد الروسي إن توقعات بلاده من الجولة الثالثة من المفاوضات "لم تتحقق"، لكنه أشار إلى أن الاجتماعات مع الأوكران ستستمر، فيما تحدث الوفد الأوكراني عن حدوث تقدم طفيف في المفاوضات مع الروس بشأن "الممرات الآمنة".

وقبل ذلك، وقع الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي، في 28 فبراير، مرسومًا على طلب انضمام بلاده إلى الاتحاد الأوروبي، في خطوةٍ لم تجد معارضة روسية، مثلما تحظى مسألة انضمام كييف لحلف شمال الأطلسي "الناتو".

وقال المتحدث باسم الكرملين الروسي ديمتري بيسكوف إن الاتحاد الأوروبي ليس كتلة عسكرية سياسية، مشيرًا إلى أن موضوع انضمام كييف للاتحاد لا يندرج في إطار المسائل الأمنية الإستراتيجية، بل يندرج في إطار مختلف.

وعلى الصعيد الدولي، صوّتت الجمعية العامة للأمم المتحدة، يوم الأربعاء 2 مارس، على إدانة الحرب الروسية على أوكرانيا، بموافقة 141 دولة على مشروع القرار، مقابل رفض 5 دول فقط مسألة إدانة روسيا، فيما امتنعت 35 دولة حول العالم عن التصويت.

وفي الأثناء، تفرض السلطات الأوكرانية الأحكام العرفية في عموم البلاد منذ بدء الغزو الروسي للأراضي الأوكرانية.

وكانت روسيا، قبل أن تبدأ في شن عملية عسكرية ضد أوكرانيا، ترفض بشكلٍ دائمٍ، اتهامات الغرب بالتحضير لـ"غزو" أوكرانيا، وقالت إنها ليست طرفًا في الصراع الأوكراني الداخلي.

إلا أن ذلك لم يكن مقنعًا لدى دوائر الغرب، التي كانت تبني اتهاماتها لموسكو بالتحضير لغزو أوكرانيا، على قيام روسيا بنشر حوالي 100 ألف عسكري روسي منذ أسابيع على حدودها مع أوكرانيا هذا البلد المقرب من الغرب، متحدثين عن أن "هذا الغزو يمكن أن يحصل في أي وقت".

لكن روسيا عللت ذلك وقتها بأنها تريد فقط ضمان أمنها، في وقت قامت فيه واشنطن بإرسال تعزيزات عسكرية إلى أوروبا الشرقية وأوكرانيا أيضًا.

ومن جهتها، اتهمت موسكو حينها الغرب بتوظيف تلك الاتهامات كذريعة لزيادة التواجد العسكري لحلف "الناتو" بالقرب من حدودها، في وقتٍ كانت روسيا ولا تزال تصر على رفض مسألة توسيع حلف الناتو، أو انضمام أوكرانيا للحلف، في حين تتوق كييف للانضواء تحت لواء حلف شمال الأطلسي.