لماذا يكره الإخوان أوطانهم؟ خبراء الإسلام السياسى يجيبون

الأخوان المسلمون
الأخوان المسلمون

يكذبون كما يتنفسون.. نشأتهم فى الأساس موضع شك، لا يؤمنون بقيمة الأوطان ولا يعترفون بها.. الدين لديهم وسيلة للسيطرة والسلطة.. يوهمون الناس بالباطل.. لا مانع لديهم من تدمير الدول للوصول لهدفهم فى الاستحواذ.. عقيدتهم ملوثة يرون أوطانهم حفنة من التراب.. هم كالتنظيمات الماسونية تؤمن بالأممية والدولة الموحدة.. يتشابهون مع اليهود فى انشاء الدولة الدينية بزعم أنه بذلك يتحقق الايمان.. إنها تنظيمات تيار الإسلام السياسى وفى صدارتهم الجماعة الإرهابية «الماسونيون الإسلاميون زريعة الشيطان»، ولكن يبقى السؤال: لمَ كل هذا العداء لعقيدة الأوطان؟ ولماذا لا يهدأون فى بث أكاذيبهم؟ كيف نواجههم حتى نحمى وطننا من سمومهم؟.. «الأخبار» فى السطور القادمة حملت على عاتقها الإجابة عن هذه الأسئلة وتحدثت مع المواطنين والخبراء للرد عليهم بقسوة أن مصر لن تسقط.

ويؤكد خبراء فى شئون الحركات الإسلامية أن جماعات الإسلام السياسى فى صَدارتهم الإخوان المسلمون هى جماعات سياسية اتفقت على رفض الوطن وتَزيَّنت بالدين سعيًا للوصول للسلطة وأشاروا إلى أن أكذوبة الخلافة الإسلامية.

وَهْم كبير حاولت به هذه التنظيمات خداع البسطاء بحجة الدين فى حين أن الخلافة الإسلامية هى نظام سياسى وجد فى الأساس والمستفيد الأوحد منها هم حكامهم لا الرعايا، وأوضحوا أن مفهوم الدولة الدينية الذى تحاول هذه الجماعات تصديره يتشابه مع فكرة الدولة الدينية التى يحاول اليهود إنشاءها والأهم أنه يتشابه مع أفكار التنظيمات الماسونية.


فيؤكد ثروت الخرباوي، القيادى الإخوانى المنشق، أن جماعة الإخوان والتنظيمات التى تشابهها هى جماعات سياسية وليست دينية وتم تصديرها بصورة إسلامية بهدف اللعب بالمشاعر لغرض أكبر وهو السيطرة على العالم.. ويضيف أن التنظيمات والجماعات المشابهة لجماعة الإخوان المسلمين.

 

وجدت فى الدين ضَالتَها للعب فى العقول خاصة أن أفضل الوسائل للسيطرة هو استخدام الدين كستار لتحقيق هدفهم تحت أكذوبة الخلافة الإسلامية فى حين أنه إذا تحققت فعلا الخلافة ولكن فى ظل حكم فصيل آخر لأى جماعة سيعارضونها بشدة.


ويوضح أن مثل هذه التنظيمات لا تختلف فى أهدافها عن التنظيمات الماسونية والهدف الرئيسى لهم هو السيطرة على العالم مع ويرون أن الأوطان حفنة عفنة من التراب وأن الوطن فى السماء لا الأرض والوطن الحقيقى هو الإسلام وعقبة فى طريق هدفهم وهى الدولة الموحدة أو أستاذية العالم وفق أدبياتهم التى يسعون لها.


ويشير إلى أن الغريب فى فكرة الدولة الموحدة التى يدعونها أنها تتطابق مع فكرة الدولة الدينية عند اليهود وهذا التفسير الكارثى لديهم جعل الأوطان كيانات منافسة لهم ويجب القضاء عليه حتى يتحقق حلمهم المزعوم.


مقاصد الشريعة الخمسة
ويقول عمرو فاروق، الباحث فى شئون الحركات الإسلامية، إن مشاريع الإسلام السياسى دائما وأبدا هى فكرة مضادة للدولة الوطنية وهى كيانات هادفة للسلطة وتؤمن بنظرية الأممية الأصولية ولا تعترف بفكرة الأرض أو الحدود.

ويوضح أن تيارات الإسلام السياسى تستغل مسمى الإسلام للوصول للسلطة، والخطير فى الأمر أنهم يحاولون تصدير الخلافة الإسلامية على أنها هى الركن السادس فى الإسلام وتحقيقه فرض شرعى على كل مسلم ومسلمة ولا يهم إن كان هذا الامر سيتحقق على أنقاض الدولة أم لا.. المهم فقط هو أن تتحقق حتى وإن كان الدمار هو الوسيلة الوحيدة لهذا السبيل.


ويشير إلى أن المتأمل لفكرة الخلافة الإسلامية سيجد أن الدولة الإسلامية التى يتشدقون بها إنما هى نمط من أنماط الحكم والسياسة وليست فريضة كما يروجون والدليل على ذلك مثبت تاريخيًّا سنجد أن كل دولة وخلافة قامت سواء عباسية أو أموية أو عثمانية أو فاطمية كان لها نظام حكم مختلف عن الأخرى ناهيك عن أن كل حاكم مر فى الخلافة الواحدة كان له استراتيجية خاصة فى حكمة وهذا يعنى أن الخلافة الإسلامية هى وسيلة سياسية ونمط حكم ولا علاقة لها بالدين.


ويكمل فاروق موضحًا للرد على أكاذيب هذه الجماعات أن مكمن وجوهر الدين الحقيقى فى مقاصد الشريعة الخمسة وهى حفظ الدين، وحفظ النفس، وحفظ العقل، وحفظ العِرض، وحفظ المال بتحقيقها يتحقق الهدف الأسمى للدين وبالنظر لكل واحدة سنجد أن الدولة بالفعل تحققها فالدولة توفر وزارة للصحة لعلاج المواطنين وأيضا تنظم وجود جيش يحمى النفس والمواطنين.

وهناك قوات شرطة لحفظ الأمن، وأيضا هناك الجوامع التى تقيم الصلاة ناهيك عن أن هناك وزارة التربية والتعليم التى تسعى لحماية العقول وحفظ المال وهناك وزارة المالية والبنوك. أليست كل هذه الوسائل تؤكد أن الشريعة بالفعل تطبق؟ وأننا لا نحتاج للهدم لإنشاء الخلافة فقط حتى يتحقق الحلم المنشود بالرقى، وأنه يكفينا فقط التعاون والتكاتف لتصويب الأخطاء؟
العالم المؤمن
ويشير د. سمير غطاس، رئيس منتدى الشرق الأوسط للدراسات السياسية والاستراتيجية، أنه لا يوجد نص دينى يقول إنه لكى يتحقق الدين لابد أن تقام الخلافة الإسلامية وفى حقيقة الأمر الخلافة الإسلامية التى يتحدث عنها تيار الإسلام السياسى هى دولة ذات نظام سياسى والمستفيد الأول منها حكامها سواء كان ذاك بنجاحات حققوها أو كوارث تسببوا بها.


ويوضح أن الإسلاميين والتنظيمات الإسلامية وبالأخَصّ الإخوان لديهم مفاهيم خاطئة فى تفسيرها للانتماء والولاء وأيضا للدولة فهم يرون أن الإسلام هو الوطن وأن الأمة الإسلامية هى الشعب الذى ينتمون له وأن الولاء لهم هو الفرض على كل مسلم ومسلمة ناهيك عن عقيدتهم التى لوَّثها سيد قطب الذى يرى أن العالم فى جاهلية وأنه لكى يتحقق العالم المؤمن لا بد أن يتم تدمير الموجود الآن.


ويضيف أنهم كى يحققوا هذا الامر ويجعلوا المنتسب لهم يرفض الوطن ولا يؤمن به يبدأون بكارثة وهى تعليم المنتسب لهم الجحود لأسرته التى تؤويه وأن الأسرة الحقيقية التى يجب أن يكون ولاؤه لها هى تلك الموجودة فى تنظيماتهم وعندما يتمكنون من هذا الامر يوسعون دائرتهم لتكبر وتشمل المدرسة والاصدقاء والحى وتكبر اكثر لتشمل المدينة ومن ثم تتسع للمحافظة حتى تصل لرفض الدولة ككل.


ويكمل غطاس متسائلا: كيف لهذه التنظيمات أن تقبل أن يكون دور مصر ثانويا؟ كيف لهم أن يقبلوا مصر الدولة التى أعزها القرآن أن تصبح ولاية كغيرها من الولايات يقتصر دورها على دفع الخراج؟! فالمتفحص للتاريخ فى الدولة الإسلامية يجد أن مصر دورها لم يكن بالقوة التى يجب أن تكون عليه تلك الدولة التى شرفها القرآن بذكرها فى آيات كثيرة.


نظام دينى
ويؤكد محمد بيومى، الامين العام لحزب الكرامة، أن رفض التنظيمات والجماعات الإسلامية لفكرة الوطن أمر قديم وهو عقيدة راسخة لهم وأن دار الايمان الحقيقية هى الدولة الإسلامية وما دونها هى دار الكفر والدليل قول مهدى عاكف مرشد الاخوان الاسبق «طظ فى مصر وافضل أن يحكم مصر مسلم من ماليزيا على أن يحكمها مصرى مسيحى».


ويشير الى أن هذه الرؤية خطيرة جدا وتدمير للهوية المصرية ناهيك عن أن بها قصورا كبيرا فى فهم الوطنية والانتماء ونحمد الله على أن الشعب انتفض فى 30/6 لحماية الهوية المصرية وإنقاذها من أن تصاب بهذه المفاهيم.


ويوضح بيومى أن المتفحص فى التاريخ الإسلامى سيثبت بما لا يدع مجالا للشك أن معتقد الجماعات الإسلامية به خلل كبير فلا يوجد دولة إسلامية خالصة قامت دون أن يكون هناك دولة اخرى تنافسها مثال ذلك الدولة العباسية فى الكوفة كانت تنافسها الخلافة الاموية فى الاندلس وبالعودة للسابق سنجد الثنائية تكررت مع على بن أبى طالب ومعاوية بن أبى سفيان ومن هذا التفسير سنجد أن الخلافة الإسلامية هى نظام سياسى لا نظام ديني.


ويختتم بيومى حديثه قائلا إنه يتعجب من فكرة الدولة الموحدة التى يسعى إليها تيار الإسلام السياسى فى أن القرآن الكريم أكد أن الطبيعة فى الاختلاف ووجود شعوب وقبائل فى قوله تعالى: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا  إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ».


الريموت كنترول
ويؤكد د. أحمد فؤاد، الباحث فى شئون الحركات الإسلامية، أن التطرف والإرهاب المستغل للدين الإسلامى فى كل مكان وبقعة يستند إلى ركائز تخريبية لا تحترم قيمة الأوطان بل على العكس تسعى لتدميرها من الداخل.


ويشير إلى أن التطرف والإرهاب يعد فى جوهره مجموعات من المرتزقة المحمولة جوًا تزعم أنها مقدسة وأنها تتحدث باسم السماء لذا تُكفر كل من يعارضها. ترفض قيمة المواطنة، وترفع السلاح فى مواجهة مؤسسات الدولة وضد كل من يخالفها.

 

وهى بذلك تخدم بشكل مباشر بالريموت كنترول- قوى خارجية تسعى لتفتيت البلدان مجانًا من خلال هذا الطابور الخامس.. والملاحظ أنه دومًا متعجل.. ولا يلتفت كثيرا للعلم أو للعمل النافع الجاد الذى يضيف للدولة وللوطن.


ويوضح أنه فى هذا السياق سنلاحظ سمتين: الأولى هى تحريض الغرب على قطع الاستثمارات أو المعونات، وإنهاك الدولة من الداخل بهجمات إرهابية، وبث روح اليأس، والتشويه والتشكيك بين المواطنين فى مواجهة أى إنجاز.


ويضيف أنه من أوجه الشبه بين تلك الجماعات الإرهابية وإسرائيل: عدم احترامهم للحدود، ورفع السلاح فى مواجهة المدنيين، واستغلال الدين لخداع الناس.

اقرأ أيضا | أحمد موسي: الجماعة الإرهابية مختفيين .. والشعب دفنهم امبارح للأبد| فيديو