ننشر تفاصيل خطة القنوات الفضائية لـ«مهمة إنقاذ» الأفـلام القديمة

ترميم الأفلام القديمة
ترميم الأفلام القديمة

كتبت- هبة الخولي

بدأت بعض القنوات الفضائية العربية، منذ سنوات قليلة، حملة من أجل إعادة ترميم الأفلام القديمة التابعة لها، والتي تمتلك حق عرضها، ولكن ظلت العديد من الأفلام الأخرى تابعة لأصحابها أو للدولة المصرية في حد ذاتها، لذلك كان لابد من تواجد جهات تتولى عملية إعادة ترميم تلك الأفلام مجددًا، وتحويلها لنسخ رقمية عالية الجودة، والتي تُعد عملية مكلفة من الناحية المادية ومليئة بالصعوبات، لأنها تقترب من إعادة تصوير فيلمًا جديدًا، لكن رغم جميع العقبات التي تتواجد في طريق إحياء ماضي وتاريخ السينما مجددًا، إلى إنها في غاية الأهمية، فلا يختلف حفظ أرشيف وتاريخ السينما، كثيرًا عن حفظ وترميم أثار مصر ولوحاتها الفنية الشهيرة.

وخلال الأيام القليلة الماضية، كشف مسؤولو مهرجان القاهرة السينمائي، والمُقرر انعقاد دورته الـ44 في الفترة من 13 إلى الـ22 من شهر نوفمبر المقبل، عن ترميم فيلمين من الماضي القديم، وإعادة إحيائهم مجددًا، وهم: “يوميات نائب في الأرياف” للمخرج توفيق صالح، والذي تم إنتاجه عام 1969، والثاني هو”أغنية على الممر” للمخرج علي عبد الخالق، والذي تم عرضه عام 1972.

وكان الفنان الكبير حسين فهمي رئيس مهرجان القاهرة السينمائي، علق على عملية إعادة ترميم الأفلام مجددًا، في تصريحات خاصة لـ”أخبار النجوم”، مشيرًا إلى أنها ستتم بالتعاون مع خالد عبدالجليل مستشار وزير الثقافة.

وقال فهمي: «ترميم الفيلمين سيتم بالتعاون مع د. خالد عبدالجليل، مستشار وزير الثقافة لشئون السينما والمشرف على نشاط السينما بالشركة القابضة للصناعات الثقافية والسينمائية، والتي ستقوم بدورها في توفير كافة التسهيلات اللازمة لعملية الترميم».

وأضاف فهمي: «السينما المصرية عريقة ولها تاريخ كبير صنعه مخرجون وكُتاب وممثلين عظماء، قدموا الكثير لنا على مدار سنوات عملهم الفنية،منقدرش ننسى المجهود اللي بيتم في المعامل وغرف المونتاج والاستوديوهات لتصميم الديكورات والملابس، الكاميرات السينمائية التي استخدمت في السينما المصرية تؤكد عراقة الصناعة في مصر، وهو ما أوحى لنا بفكرة الترميم، إذ يوجد الكثير من كلاسكيات السينما المصرية التي لم تعرض للمشاهد الحديث ولا يوجد مجال آخر لعرضها إلا بترميمها وإعادة ظهورها مرة أخرى».

واختتم رئيس مهرجان القاهرة السينمائي: «أسعى لإعادة ترميم الأفلام القديمة والعريقة بشكل سنوي، وتتواجد في كل دورة من المهرجان، من أجل أن تُخلد تلك الأعمال العظيمة في ذكرانا بشكل مستمر».

وفي نفس السياق، علق أمير رمسيس المدير الفني لمهرجان القاهرة السينمائي، على ترميم الأفلام القديمة في تصريحات لـ«أخبار النجوم»، قائلًا: «ترميم الأفلام من الخطوات المهمة جدًا في السينما، فمجرد التفكير في اختفاء عملًا بعد عرضه من أخطر ما يحدث على السينما المصرية، خاصًة في ظل امتلاكها لتاريخ عريق، وبالرغم من عدم توافر الظروف المثالية لاتخاذ تلك الخطوة، لكنها تأخرت كثيرًا، فإعادة إحياء وترميم الأفلام مهمة جدًا للسينما المصرية، والمهرجات العربية الأخرى حينما بدأت قامت بحفظ الأرشيف المصري، وكان يجب أن تقوم المهرجانات المصرية بإجراء هذة الخطوة، لكن من هنا بدأت المبادرة وهي أن يقوم المهرجان سنويًا بترميم مجموعة من الأفلام وذلك من خلال التعاون مع الشركات والأرشيف، وأعتقد إذا قامت المهرجانات الأخرى بعمل ذلك بجانب مهرجان القاهرة سنقوم بإنقاذ عدد مهم من أفلام السينما المصرية خلال السنوات المقبلة، إذا تمكنا في الإستمرار في تلك الخطوة، وأتمنى أن يستمر المهرجان في ترميم الأفلام في كل عام، وألا ينقطع عن تلك العادة، في ظل الأهمية الكبيرة التي تمتلك، كما يجب أن نذكر دور وزارة الثقافة، والتي ساهمت بشكل كبير في مساهمتنا لاتخاذ هذه الخطوة».

وأكد الناقد السينمائي طارق الشناوي في تصريحات لـ«أخبار النجوم»، أن خطوة إعادة إحياء الأفلام مهمة جدًا، حيث قال: “ترميم الأفلام خطوة مهمة للحفاظ على التراث المصري العريق، بالإضافة إلى ترميم (مهرجان جدة) في العام الحالي، لفيلمين آخرين، وهم: «خلي بالك من زوزو»، وفيلم «غرام في الكرنك»، وهو ما تم اعتباره تراث سينمائي عربي بالنسبة لهم، ولكن مصر هي صاحبة الأفلام، والدولة يجب أن تساهم بمبالغ ضخمة للحفاظ على أثارها الفنية، والتي تُعد بمثابة ذاكرة يمتلك الإنسان، بجانب مساهمة المهرجانات بأكثر من فيلمين في كل دورة، فمصر تمتلك العديد من الأفلام ذات القيمة الكبيرة في المجتمع، ولكن مر عليها فترة زمنية طويلة وأصبحت قاب قوسين أو أدنى من النسيان، لذلك أطالب بإعادة الترميم بكثرة، لإنقاذ السينما المصرية».

وقال الناقد أندرو محسن مدير المكتب الفني لمهرجان القاهرة السينمائي: «موضوع ترميم الأفلام له أكثر من أهمية، لأنه يعمل على حفاظ تراث السينما المصرية من النسيان، لأن نسخ الأفلام القديمة معرضة للتلف والضياع، ففكرة الترميم تعمل على حفظها، ومن ناحية أخرى فهي تساعد الجيل الحالي على معرفة الافلام القديمة الغير متاحة في السينمات، والتي لم تعرض على شاشة التلفزيون منذ فترات طويلة فهي تحتاج إلى تسليط الضوء عليها، ومن المفترض أن يتم ترميم فيلمين في كل عام، وأنا أريد زيادة العدد أكثر من ذلك، لكن فكرة الترميم مُكلفة جدًا، وهي تُعد مبادرة مميزة من الفنان حسين فهمي، وأتمنى استمرارها، ويجب أن يكون لوزارة الثقافة دورًا في ترميم الأفلام والحفاظ عليها، بالإضافة لتراث الوزارة البعيد عن الأفلام».

وصرحت الناقدة ماجدة خير الله: «اتخاذ خطوة ترميم الأفلام خطوة عظيمة بالتأكيد، وأتمنى أن يستمر المهرجان في تقديمها كل عام، وأن يهتم بالأفلام القيمة التي تُعد تاريخًا لمصر، وتؤثر في المجتمع، ويجب أن نضع في اعتبارنا أن هناك ميزانيات للدول غير قادرة على ترميم فيلم واحد بشكل كامل، بسبب التكلفة العالية التي تطلبها، فبالتالي الترميم يُعد مكلفًا جدًا ويحتاج للدقة، لكن يترتب عليه نتائج مبهرة، وساهمت وزارة الثقافة في تنفيذ تلك الفكرة بشكل كبير، وساهمت بإعدادها، لذلك من المنتظر أن تخرج بصورة تليق بدولة عريقة بحجم مصر».

وعلى صعيد متصل، بدأ مهرجان البحر الأحمر السينمائي بجدة، في العمل على إعادة ترميم أهم وأشهر أفلام السينما العربية الكلاسيكية، والتي مر 50 عامًا من إنتاجها، فهو يعمل حاليًا على ترميم فيلمين «خلي بالك من زوزو» و«غرام في الكرنك»، ويُعد فيلم «خلي بالك من زوزو» من أهم تراث السينما العربية، والذي شارك في بطولته مجموعة كبيرة من نجوم الفن،وعلى رأسهم سعاد حسني، حسين فهمي، تحية كاريوكا، وسمير غانم، بالإضافة لفيلم “غرام في الكرنك” والذي تم إنتاجه عام 1967، والذي كان بطولة كلًا من فريدة فهمي، محمود رضا وعبد المنعم إبراهيم.

وكان أنطوان خليفة مدير البرنامج العربي والكلاسيكي في مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي، تحدث عن إعادة إحياء فيلمي “خلي بالك من زوزو” و”غرام في الكرنك”، مؤكدًا أن العملين هم “تحفتين رائعتين”.

وقال خليفة: “المساهمة في إحياء تحفتين رائعتين للسينما المصرية، كان لكل منهما تأثير ليس له مثيل على المشاهدين والمجتمع، ولا يزال العالم العربي منبهر بأفلام الفنانة الراحلة سعاد حسني، كما يتذكر الراقص الكبير محمود رضا الذي جعل الرقص الشعبي المصري يتألق في جميع أنحاء العالم، وسيتم عرض الفيلمين في مهرجان البحر الأحمر بنسخته الثانية، والمقرر انطلاقه من 1 وحتى 10 ديسمبر من العام الجاري للحفاظ على الثراث وتذكرة التاريخ السينمائي بشكل مستمر وعدم فقدان رونقه”.

أقرأ أيضا: 3 أفلام كلاسيكية بمهرجان القاهرة السينمائي.. وتواجد لـ«جودار وبازولينى وتار»