3 أفلام كلاسيكية بمهرجان القاهرة السينمائي.. وتواجد لـ«جودار وبازولينى وتار»

الاختيار ليوسف شاهين
الاختيار ليوسف شاهين

محمد كمال

10 أفلام هو العدد الرسمي لأفلام “كلاسكيات القاهرة”، وهو البرنامج الموازي الذي تحرص على تواجده بقوة إدارات المهرجان المتعاقبة من خلال عروض الأفلام القديمة لصناع سينما كبار سواء من مصر أو على مستوى العالم، وتسير تلك الخطوة بالتوازي مع قيام مهرجان القاهرة بتولي مسئولية ترميم الأفلام المصرية القديمة في خطوة تحسب للمهرجان بشدة، فمازلت الدولة المصرية لم تبدأ الخطوات الجادة في مسألة الحفاظ على التراث الثقافي ومن بينه التاريخ السينمائي، ولا يزال “السينماتيك” حلم مؤجل بالنسبة لعاشقي السينما، لهذا نتمنى جميعا أن تكون خطوات الترميم وإقامة معارض الصور القديمة والأفيشات بداية أو نواة لمشروع كبير ضخم يضم التراث السينمائي المصري تحت مظلة القيادة المصرية.

في الدورة 44 من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي يتواجد 3 أفلام مصرية في قسم كلاسيكيات القاهرة، الأول “الاختيار” الذي أنتج عام 1971 للمخرج يوسف شاهين الذي كتب له السيناريو والحوار مع صاحب القصة الأديب نجيب محفوظ، والفيلم بطولة سعاد حسني وعزت العلايلي ويوسف وهبي وهدى سلطان ومحمود المليجي وسيف عبد الرحمن، وتدور الأحداث حول “محمود” عامل في ميناء الإسكندرية، الذي عثر عليه مقتولا ويصبح أخيه التوأم “سيد”، الكاتب الشهير الذي لديه دائرة علاقات واسعة المشتبه به الأول في الجريمة.

الفيلم الثاني “أغنية على الممر” إنتاج عام 1972 للمخرج علي عبد الخالق، ويعد من أهم الأفلام الحربية في تاريخ مصر نظرا لقلة تلك الأعمال، وهو تأليف علي سالم وكتب له السيناريو والحوار مصطفى محرم، وشارك في بطولته محمود مرسي ومحمود ياسين وصلاح قابيل وصلاح السعدني ومديحة كامل، وتدور أحداثه أثناء حرب 1967، عندما ينقطع  الاتصال بين مجموعة من الجنود في الصحراء ومركز قيادتهم، ويحاول الجنود المصريون العودة والنجاة رغم هجمات العدو المتتالية وقلة الإمدادات.

الفيلم الثالث “يوميات نائب في الأرياف” الذي اشترك فيه التوفيقان، توفيق الحكيم صاحب الرواية، وتوفيق صالح المخرج، والذي كتب السيناريو والحوار مع ألفريد فرج، وشارك في بطولة الفيلم توفيق الدقن وعبد العظيم عبد الحق وأحمد عبد الحليم وشفيق نور الدين، وتدور الأحداث حول “قمر” الذي يصاب بطلق ناري وينطق باسم “ريم” شقيقة زوجته وذلك قبل أن يلفظ الروح، لتصبح “ريم” الشاهدة الوحيدة بعد أن يقبض عليها، ويلفت جمالها انتباه النائب العام، وتنجح في الهرب من منزل السجان.

يتواجد أيضا ضمن “كلاسيكيات السينما”، المخرج الفرنسي الراحل الكبير جان لوك جودار، الذي توفى في سبتمبر الماضي عن 92 عاما، ويعتبره الكثيرون مؤسس “الواقعية الجديدة” في السينما الفرنسية، والتي انتقلت بدورها لمعظم دول القارة الأوروبية، خاصة إيطاليا، ومن هنا يعتبر جودار رمز الواقعية الأوروبية الجديدة، ويعرض مهرجان القاهرة فيلمين لجودار، الأول “بييرو الأحمق” إنتاج عام 1965، وتدور الأحداث حول “بييرو” الذي يهرب من حياته المملة ويسافر برفقة فتاة تدعى “ماريان” يطاردها لصوص من الجزائر، لهذا يعيش الثنائي حياة غير عادية في حالة ترحال مستمر، والفيلم بطولة نجم السينما الفرنسية الراحل جان بول بلموندو، وكانت صورة بوستر الفيلم هي الصورة الرسمية للدورة 71 من مهرجان “كان” عام 2018، أما الفيلم الثاني فهو “اللاهث” إنتاج عام 1960، ويحكي عن سارق سيارات هاو يقتل رجل شرطة بشكل مندفع  ثم يلجأ إلى حبيبته الصحفية الواعدة ويحاول إقناعها أن تهرب معه إلى إيطاليا.

أما المخرج المجري الكبير بيلا تار الذي أعلن المهرجان عن تكريمه خلال الدورة 44، سيعرض له فيلمين، الأول “تناغمات فيركماستر” إنتاج عام 2000 واشترك في إنتاجه 4 دول هم المجر وفرنسا وإيطاليا وألمانيا، وتدور الأحداث حول ِشاب بريء ساذج يشهد اندلاع العنف في قريته المعزولة بعدما يحط سيرك على أراضيها،  والفيلم الثاني هو “حصان تورينو” إنتاج عام 2011 واشترك في إنتاجه 4 دول أيضا المجر وفرنسا وسويسرا وألمانيا، وحصل بيلا تار من خلال هذا الفيلم على جائزة “الدب الفضي” – جائزة لجنة التحكيم الكبرى - من مهرجان “برلين”، والذي يحكي عن الفيلسوف الشهير فريدريك نيتشه.

ويتواجد أيضا في هذا القسم اسم المخرج  الإيطالي الكبير بيير باولو بازوليني الذي سبق وحصد جائزة لجنة التحكيم الكبرى من مهرجان “فينسيا” عام 1964 عن فيلم “إنجيل القديس متى”، وجائزة “الدب الذهبي” من مهرجان “برلين” عام 1972 عن فيلم “حكايات كانتربري”، وجائزة أفضل سيناريو من مهرجان “كان” عام 1958 عن فيلم “جيوفاني ماريتي”، وخلال دورة 2022 يعرض مهرجان “القاهرة” لبازوليني 3 أفلام دفعة واحدة، الأول “الريكوتا” إنتاج عام 1963، الذي يحكي عن محاولة مخرج صناعة فيلم عن صلب المسيح، في حين أنه هو وفريق العمل والممثلين يتصرفون بالصورة الأقل تدينا على الإطلاق، والفيلم الثاني “الصقور والعصافير” إنتاج عام 1966، وتدور الأحداث عندما يتنزه رجل عجوز وابنه يقابلان غرابا يتكلم، وبعد فترة يعودان بالزمن إلى الوراء لمدة 750 عاما، حيث يتحولان إلى راهبين أرسلهما القديس فرانسيس لدعوة العصافير والصقور إلى المسيحية، أما الفيلم الثالث فهو يحمل اسم “ميديا” إنتاج عام 1969 وتدور أحداثه حول “جايسون” الساحرة القوية التي تساعد في سرقة الفروة الذهبية واستعادة عرشه، ثم تبدأ في شن انتقام مروع بعدما يتعامل معها بازدراء.

أقرأ أيضأ : المصنفات التراثية: تدشين أول متحف للتراث السينمائي المصري