بين لحظتين.. بدايتها فرح وآخرها مأتم..

الأب يسقط ميتًا في حفل زفاف ولديه وسط صدمة المعازيم

الأب المتوفى
الأب المتوفى

كتب: محمود صالح

 واقعة غريبة دارت أحداثها في إحدى قاعات الأفراح الخاصة بمركز شبراخيت بمحافظة البحيرة، البعض فسرها انها عادية؛ فعندما يحين أجل إنسان يسقط ميتًا، والبعض لم يساوره الشك في هذا، لكنه فسر الأمر بأن عين الحسود الموجودة بين المعازيم كانت سببًا في موت الأب؛ الحكاية تبدأ عندما دخل القاعة عريسان شقيقان، عانى والدهما أشد المعاناة حتى يراهما في فرحمها وهما يُزفان إلى عش الزوجية، لكن المنظر المبهج الذي كان عليه الفرح، وتألق العريسين اللافت، والحضور الكبير الذي كان يملأ أركان القاعة، لم يمر مرور الكرام، فجأة يسقط أثناء زفافهما مغشيًا عليه على إثر سكتة قلبية، ووافته المنية قبل أن يصلوا به إلى مستشفى دمنهور. التفاصيل في السطور التالية.

هل سمعتم عن المثل الدارج، «داري على شمعتك تقيد». فهذا المثل بشكل أو بآخر، جانبه الصواب، ووجدنا صدى ذلك حقيقيًا وواقعيًا في حياتنا اليومية، بل وأصبح كل من يصيبه مكروه يفتش في حياته عسى أن يكون قد أخفق في أن يداري على شمعته.

لا أخفيكم سرًا، إن سألتم الناس في الشوارع عن الحسد، سيقولون لكم من علاماته ما لا يعد ولا يحصى، وبالأخص إن سألتم عريسي تلك الواقعة سيقولون لكم إن السبب وراء موت والدهما هو الحسد، وعين الحسود هذه المرة لم يكن فيها عود، كما يقولون.

حفل زفاف

استعدت عزبة زهرة، التابعة لمركز شبراخيت، لحدث مهم، ألا وهو زواج ابني الأستاذ خالد محمد إسماعيل أبو زهرة، وهذا الزواج لم يكن في طبيعته زواجًا عاديًا، فالأمر بدأ مع الأستاذ خالد بحلم كان يتمنى تحقيقه، وهو أن يوفقه الله ويستطيع أن يقيم حفل زفاف واحد لأولاده الاثنين معًا، وهذا الحلم كان قد حققه بالفعل، لكن وكأن سهمًا أصابه فأخرجه من الحلم قبل أن يتحقق كاملًا.

أهالي العزبة يتوافدون على القاعة المقام فيها فرح ابنى الأستاذ خالد، وهو يقف أمام بوابة القاعة يستقبل ضيوفه، مرحبا بهم ويدعوهم للجلوس في أماكنهم، الأهل والأحباب يجتمعون في حالة فرح وسعادة، وهم ينتظرون قدوم العرسان إلى القاعة لإتمام مراسم الزفاف.

الوقت تأخر، وتأخر العريسان عن القاعة، والأهالي والمعازيم ينتظرونهما بشغف، حتى طال تأخرهما وبدأ الناس يتساءلون فيما بينهم، وكان رد الأستاذ خالد عليهم أنهم خرجوا من التصوير وفي طريقهم إلى القاعة.                                                                                                                                                                               عمرو

بعد دقائق، كانت أصوات السيارات قد ارتفعت، معلنة قدوم الشقيقين العريسين وزوجتيهما، وبالفعل نزلا الشقيقان «أحمد وعمرو» من سيارتهما وأمسك كل منهما في يد عروسه، وبدأ العرسان في دخول القاعة.

الزفة بدأت، والأستاذ خالد كان أول من استقبل أولاده الاثنين، احتضنهما واحتضناه، وقبلا يديه، ووقف بين الحضور يتابع مراسم دخول القاعة وهو في حالة فرحة بادية على وجهه، لكنه ظل واقفًا دون أن يدخل وراءهم.

حاول من كان يقف بجواره أن يدخله القاعة بعد دخول العروسان، لكن رفض الدخول، وتحجج بأنه متعب من صوت الأغاني، وسيقف برهة خارج القاعة حتى يعتاد على الصوت ومن ثم يدخل، وبعد دقائق خطت قدماه نحو باب القاعة ودخل، لكن وقف بعد أن مر من الباب مباشرة، دون أن يتقدم خطوة أخرى. واستكمل استقبال ضيوفه حتى حانت اللحظة.

سكتة قلبية

وبينما كان الأستاذ خالد واقفًا على باب القاعة يستقبل ضيوفه، ومن حوله شقيقه وأصدقائه، شعر ببعض التعب، فأسند جسده على صديقه خوفًا من أن يسقط، لكن في لحظة خارت قواه وضعفت، وسقط على الأرض سقطة مفاجأة، وغاب عن الوعي.

ركض الجميع نحوه في حالة رعب، وحاول شقيقه وأصدقاؤه المحيطين به إفاقته دون أن يلتفت بقية من بالفرح، حتى لا يفسدوا على من في الفرح فرحتهم، لكن لم يفق، وطال إغماء الأستاذ خالد، مما لفت انتباه الجميع، حتى صمتت أغاني القاعة، ومعها أُعلن الصمت العام.

بعد أن فشل من حول الأستاذ خالد في إفاقته، أخرجوه من القاعة محمولا على الأعناق، وذهبوا به إلى أقرب مستشفى، ومن خلفه ولديه الاثنين بملابس الفرح، وعندما وصلوا إلى المستشفى أمرت بتحويلهم عاجًلا إلى مستشفى دمنهور لوجود اشتباه في سكتة قلبية، وما أن وصلوا إلى المستشفى وعرضوه على الطبيب، حتى أخبرهم أنه قد توفى.

للحظات أصيب الجميع بالحزن، فالرجل كان واقفًا على باب القاعة يستقبل ضيوفه، وفي أسعد لحظة كان يتمناها، وصحته جيدة، ولم يكن يعاني من أي أمراض، فجأة يرحل عنهم.                                                                                                                                                                                                                          أحمد

تخيل معى ما أصيب به ابنا الأستاذ خالد بعد رحيله، تخيل ما أصيبت به زوجته، تخيل ما أصيب به أولاده، وأهله، وأصدقائه الجميع في حالة ذهول، ممزوج بحزن، وصدمة، كأن على رؤوسهم الطير من فرط ما أصيبوا به، فالفرح تحول إلى مأتم، والسعادة تحولت إلى حزن، بين لحظتين إحداهما ضحكة وآخرهما دمعة، جرت واقعة لن ينساها الأهل طيلة حياتهم.

جنازة

وشيع المئات، من الأهالي، بمركز شبراخيت في البحيرة، اليوم السبت، جثمان والد عريسي عزبة الزهرة، الأستاذ خالد، الذي توفي أثناء حفل زفافهما داخل قاعة الفرح، إثر أزمة قلبية في مسقط رأسه بعزبة زهرة.

وسادت حالة من الحزن على الأهالي بقرى مركز شبراخيت بعد نبأ وفاة خالد محمد إسماعيل ابو زهرة، خلال حفل زفاف نجليه أحمد وشقيقه عمرو، حيث تحول الفرح إلى مأتم وتحولت أصوات الأغاني والاحتفالات إلى أصوات صراخ وعويل بين عائلة وأقارب والد العروسين.

وأكد الأهالي؛ أن الفقيد كان يتمتع بصحة جيدة أثناء احتفاله بزفاف نجليه، حيث كانت أمنيته أن يقيم لهما حفل زفاف في ليلة واحدة، وكان يستقبل الضيوف داخل قاعة المناسبات الخاصة بالفرح.

وأوضح الأهالي؛ أن والد العريسين سقط على الأرض مغشيًا عليه أثناء دخول نجليه «أحمد وعمرو» إلى قاعة الفرح، وعلي الفور تم نقله لإحدى المستشفيات التي وجهت بتحويله لمستشفى دمنهور التعليمي، وتوفي فور وصوله للمستشفى بأزمة قلبية.

أقرأ أيضأ : أنقذ شقيقه من موت محقق.. مصرع شاب غرقا بمياه ترعة النوبارية بالبحيرة