جرائم قتل وسرقة ومخدرات تدفع السكان للهجرة الجماعية

في لوس انجلوس.. المشردون يحتلون الشوارع ويحولونها إلى بؤر إجرامية

مخيمات المشردين في لوس انجلوس
مخيمات المشردين في لوس انجلوس

كتبت: دينا جلال

أحالت مخيمات المشردين أجمل المدن الأمريكية الممتلئة بقصور ومنازل المشاهير والأثرياء إلى مناطق عشوائية، تحولت تلك المدن من مناطق سياحية إلى بؤر إجرامية مكتظة بالمخيمات والسيارات القديمة المتهالكة التي أصبحت منازل متنقلة للمشردين، وأمام تلك الصورة لا تبذل السلطات الأمريكية أى جهد لتطهير تلك المناطق لتمتد تجاوزات السكان الجدد إلى ارتكاب الجرائم لتصبح قضيتهم واحدة من اهم الملفات على الساحة السياسية والاجتماعية في الولايات الأمريكية.

بدلًا من عبارات الترحيب التي تشتهر بها منازل وقصور مدينة لوس انجلوس الشهيرة باسم «مدينة الملائكة» يعلق الاثرياء لافتات «للبيع» للتخلص من منازلهم بعد تحول المدينة إلى وكر وبؤر للجريمة، وتسبب تمادي المشردين على مدار العام الجاري في حالة استياء السكان المحليين بسبب احتلال الشوارع وامتدادها بجرأة من هوليوود الى شاطئ فينيسيا حيث اعتاد المشردون إقامة خيام ضخمة تسببت في غلق الشوارع وتتسع الواحدة منها لعشرة اشخاص يعيشون بشكل كامل على الأرصفة ويبتكرون طرقا لتزيين مخيماتهم بأحواض الزهور، واختار البعض الآخر سيارات قديمة متهالكة لتصبح سكنًا دائمًا لهم، وبالطبع يعيش هؤلاء على سرقة التيار الكهربائي وإمدادات المياه حيث وصلت جرأتهم إلى حد امتلاك غسالات اتوماتيك تعمل في منتصف الارصفة بالاضافة إلى امتلاك أجهزة أخرى.

هجرة جماعية
تلك الصورة تنتشر بكثافة في عدة مدن لتتناقلها الصحف الأمريكية والعالمية لتبرز حالة التردي وانتشار معدلات الجريمة بشكل ملحوظ في تلك المدن وسط تكرار بلاغات المواطنين والسكان المحليين ممن تحولوا إلى محققين يبحثون عن أدلة تكشف تجاوز المشردين وتهديد المارة وتعاطي المخدرات بشكل علني وارتكاب اعتداءات على السكان في منازلهم بالإضافة إلى سرقة المياه والكهرباء للحفاظ على نمط حياة ترفيهي في مخيماتهم بالشوارع بشكل مثير للدهشة وسط إهمال أمني لتضطر المنظمات غير الربحية إلى رصد تلك الظاهرة والتحذير الدائم منها.

تشير منظمة «كونسرن بيبول» المختصة بمراقبة شئون المشردين فى ولاية كاليفورنيا في تقريرها الاخير إلى أن الجريمة بلغت أعلى مستوياتها منذ 15 عامًا حيث  ترتفع جرائم الكراهية بنسبة 160 في المائة بسبب تواجد ما يزيد عن 70 ألف شخص بلا مأوى في الشوارع لتطالب مسئولي مدينة لوس انجلوس ببناء مساكن لإيواء المشردين بشكل أسرع وأرخص بعد انتشار مخيمات المشردين في كل حي من أحياء مدينة الملائكة وسط عجز الحكومة عن إخلاء الشوارع والحدائق والأرصفة من تلك المخيمات لتشهد لوس أنجلوس زيادة جرائم القتل العام الماضي بنسبة 7٪ ، بينما شهدت مدينة نيويورك زيادة تصل الى 19.6٪ في جرائم القتل.

اقرأ أيضًا

نشأت الديهي عن كوب 27: قمة لاختراق حاجز الصمت

ترصد وسائل الاعلام الأمريكية هجرة جماعية أو هرب الآلاف من سكان المدينة واشهرهم الممثل مارك والبيرج، ورجل الاعمال إيلون موسك، وجو روجان، ومات ديمون بالإضافة إلى مئات الآلاف من المواطنين العاديين ممن يعانون من الضرائب المضاعفة على عقاراتهم الفارهة بالاضافة إلى مخاوفهم من انتشار الجريمة وتفاقم مشكلة المشردين لتشهد ولاية كاليفورنيا حالة انخفاض في الكثافة السكانية بعد مغادرة 250 الف من السكان للمدينة ليلجأوا الى شراء عقارات في مناطق أقل تكلفة مثل تكساس وأريزونا.

مقتل ضابطة شرطة بعد اقتحام مشرد لمنزلها

اعتداءات وقتل
لم تتوقف مخاوف السكان على تهديدات المشردين فقط وانما يشهدون وقوع جرائم صادمة، في الشهر الماضي تعرضت الضابطة باولا ليند، 52 سنة، للضرب حتى الموت داخل منزلها في في شارع باريمور بلوس انجلوس، وأكد المتحدث باسم إدارة شرطة مقاطعة لوس أنجلوس؛ اعتقال مشرد مسلح ببندقية وعمره 33 سنة، ارتكب جريمته عبر اقتحام منزل ضابطة المراقبة اثناء إجازتها عن العمل في وقت مبكر وحاول الاعتداء عليها وضربها بعنف الى ان تأكد من وفاتها تماما خوفا من الابلاغ عنه، ليواجه اتهامات بالقتل والسطو على منزل وفقًا لوثائق المحكمة، وبالرغم من إعلان إدارة الشرطة الصدمة بسبب الحادث الذي راحت ضحيته ضابطة كرست حياتها المهنية للسلامة العامة؛ حيث تخصصت في مراقبة المشردين والمحتلين لأحد الميادين الرئيسية في لوس انجلوس وكرست اغلب وقتها للعمل بسبب نقص عناصر الشرطة في المدينة إلا أن المسئولين لم يتخذوا أى اجراءات نحو المشردين ليتعهدوا فقط بمحاسبة مرتكب الجريمة.

وشهد الاسبوع الماضي واقعة أخرى ارتكبها احد المشردين ضد فتاة تدعى كيلي واتس، 24 عامًا حيث طعنها فى مؤخرة رأسها بمقص الزراعة في هجوم غير مبرر كما وصفته الشرطة في شمال هوليوود بولاية كاليفورنيا، وكشفت كاميرات المراقبة اقتراب المشرد جوناثان كول، 30 سنة، من ضحيته وطعنها لتنتقل إلى المستشفى وتعاني من مشاكل دائمة في بصرها وتوازنها بسبب الطعنة المميتة التي تعرضت لها.

إدمان علني
تقرير آخر يلفت الانتباه نحو مدينة فيلادلفيا التي  تحولت إلى سوق للمخدرات في الهواء الطلق حيث يحقن المشردون أنفسهم بشكل علني في النهار والليل بينما يطالب الاهالى بتطبيق القوانين متهمين المسئولين بالتراخي والتجاهل الامني ليضطروا للجوء إلى المنظمات غير الحكومية لرصد ومحاربة تلك البؤر الإجرامية بالإضافة إلى اطلاق المشردين النار في وضح النهار لإرهاب السكان، وتشير التقارير الأخيرة إلى تفشي الادمان والمخدرات في عدد من المدن وخاصة بولاية بنسلفانيا بسبب أزمة المشردين حيث ارتفعت حالات الوفاة بسبب الجرعات الزائدة على مدى السنوات الخمس الماضية على التوالي بعد ان تجرأ متعاطو المخدرات ليفترشوا شوارع المدينة ويلتقون بشكل دائم في حي كينسينجتون بفيلادلفيا وسط تهديد المارة وإرهابهم لاحتلال المدينة بشكل كامل.