هشام عطية يكتب: قبلة على جبين المصريين

هشام عطية
هشام عطية

عاش المصريون خلال الأيام الماضية أجواء رمادية معبأة بكل احتمالات المجهول، ترقب وحذر من أن تزل أقدام هذا البلد بعد ثبوتها وتهوى فى بئر الفوضى السحيق، والذى هوت فيه بلدان من حولنا، اضحت شعوبها الآن بين لاجئين فى خيام ومشردين على الحدود، أو  مسافرين إلى الموت فى قوارب الهجرة غير الشرعية.

حرب تشكيك مقصودة شنتها قنوات الجماعة الإرهابية ومواقعها ووسائل اعلام غربية باعت مصداقيتها بثمن بخس لولاد المحظورة استهدفت تحريض المصريين على وطنهم، طالت كل إنجازاتنا ومشاريعنا الضخمة. 

حرب الوجود التى اشعلتها جماعة الشيطان استغلت فيها المعاناة الاقتصادية التى تأخذ بخناق الجميع لينثروا بذور الاحباط والفوضى ليثور المصريون ويحرقوا الأخضر واليابس، وفى كل مرة يثبت المصريون بوعى انهم أذكى من المتآمرين وأصلب من الأزمات وأقوى من الاحباطات والمرارات.

لا أعتقد أن أحدا منا نسى ايام الفوضى فى ٢٠١١ وكيف كان نهارها شؤم وجوع وليلها هلع وخوف، ترى ماذا حصدنا يوم سلمنا اقدارنا للمحرضين وللاضطرابات تعبث بنا كيفما تشاء؟!.
فوت المصريون الفرصة على المتربصين ومر ١١/١١ على خير، لا أحد يستحق التحية الا هذا الشعب الصامد والصابر والذى أدرك بفطرته ووعيه ان الأزمات مهما اشتدت لن تحلها الفوضى والتظاهر وأكدوا أنهم لن يلدغوا من جحر التحريض مرتين.

قبلة على جبين كل مصرى صان هذا الوطن وادرك بيقين راسخ أن مصائر الأوطان واستقرارها لايمكن أن يرتبط بامزحة تتبدل وبأهواء تتغيير جراء ازمات معيشية مهما طالت ستزول ولكن الأهم ان يبقى الوطن.

مر ١١/١١ ولكن بقت بعض حقائق على الحكومة أن تعيها جيدا ان جدار ٣٠ يونيو الصلب الذى  بناه عشرات الملايين من المصريين بتضحياتهم ودماء أبنائهم بدا يهتز من  فواتير كهرباء وغاز ومياه تجبرت وغلاء يعربد فى الأسواق  ينتهك الفقراء ويعصف بالمستورين وأن ضبط الأسعار قضية  أمن قومى،  والحقيقة الأهم ان كارهى هذا الوطن ومثيرى الفتن مازالوا طلقاء أحرارا فى المدارس والجامعات والمساجد ومعظم المؤسسات ولم يتم اجتثثاهم حتى الآن!!