اكتشف فريق من الباحثين أسماك قرش نادرة من نوع كيتفين ، التى تعد أكبر الكائنات البحرية المضيئة فى المياه العميقة، ويبلغ طولها 1.8 متر، على عمق 800 متر شرق نيوزيلندا.
يقول جيروم ماليفيت، عالم الأحياء فى جامعة لوفان الكاثوليكية ببلجيكا: «يستخدم هذا النوع من أسماك القرش اثنين أو ثلاثة هرمونات لتحفيز أو إبطاء انبعاث الضوء، وعملية التوهج هذه بطيئة وتستغرق وقتًا، وبمجرد أن تحدث تضىء أسماك القرش لمدة ساعة أو ساعتين، ولا يمكنها أن تطفئ نفسها بسرعة»، وذلك بحسب صحيفة «الجارديان» .
وبعد اكتشاف القروش المضيئة، قام «ماليفيت» بنقل أحدها بعناية إلى غرفة مظلمة، واستطاع أن يرى فى هذا الظلام سمكة القرش الحية تتوهج باللون الأزرق والأخضر.
تمتلك أسماك القرش هياكل صغيرة على شكل أكواب تنتشر عبر جلدها، ويوجد فى وسط كل كوب خلايا مشعة للضوء وعدسة تعمل على توجيه الضوء للخارج.
وتضىء الأحجام الصغيرة من أسماك قرش كيتفين عمودها الفقرى لتحذر الغرباء بالابتعاد عنها، فضلًا عن أن بعض ذكور أسماك القرش يضيئون أعضاءهم التناسلية أثناء فترة التزاوج. فيما تمتلك العديد من هذه الأسماك كذلك بطونًا تستطيع أن تضىء ليمتزج ضوؤها مع الضوء الأزرق من السطح حتى تتخفّى من الحيوانات الأخرى. أما الأحجام الكبيرة من هذا النوع من أسماك القرش فتضىء بطونها لكشف قاع البحر، حتى تتمكن من رؤية فرائسها بوضوح.
إغلاق شاطئ لمدة 48 ساعة.. بسبب هجوم قرش أبيض لامرأة بسان دييجو
ولا تزال أسماك قرش كيتفين المضيئة تحمل أسرارًا غامضة فيما يتعلق بكيفية إنتاجها للضوء من الأساس، ولا سيما أن العديد من المخلوقات البحرية المضيئة تحتوى على بكتيريا تكافلية فى أجسامها تساعد فى إضاءتها، إلا أنه لم يتم العثور على أى منها فى أسماك قرش كيتفين المضيئة.
وبعض الكائنات المضيئة الأخرى تنتج مواد كيميائية تقوم بتفاعلات تنتج الضوء، لكن لم يثبت كذلك وجودها فى أسماك قرش كيتفين، وهو ما يجعل الأمر لغزًا يحيّر العلماء.
