«القاهرة» تتزين لافتتاح مهرجانها السينمائى الدولى العريق الأحد القادم

بوستر المهرجان
بوستر المهرجان

تستعد القاهرة الساحرة وتتزين لاستقبال مهرجانها السينمائى الدولى العريق الأحد القادم ، الحدث الفنى الأهم فى مصر والمنطقة العربية كلها ،ويجرى العمل الآن على قدم وساق بدار الأوبرا المصرية التى تحتضن المهرجان وفعاليات دورته الرابعة والأربعين والتى تنطلق بافتتاح وعد رئيس المهرجان الفنان حسين فهمى أن يحمل الكثير من المفاجآت المبهرة من بينها حضور نجم أمريكى كبير تحرص إدارة المهرجان على بقاء اسمه سراً حتى وصوله إلى المسرح الكبير بدار الأوبرا, حيث يقام الحفل والذى يحضره أيضاً عدد كبير من صناع السينما العالمية شرقاً وغرباً وعدد من السفراء والوزراء والشخصيات رفيعة المستوى .. من المعروف أن الافتتاح أمريكى بفيلم رائع هو» The Fabelmans” بتوقيع المخضرم ستيفن سبيلبيرج.

وكان فيلم سبيلبيرج قد اختتم مهرجان معهد الفيلم الأمريكى بهوليوود AFI أمس ونال إعجاباً كبيراً من الجميع فى عرضه الأول فى أمريكا بعدما عرض فى مهرجان تورونتو بكندا فى سبتمبر الماضى وفاز بجائزة اختيار الجمهور ،ويختتم غداً مهرجان ميامى GEMS الذى انطلق الخميس الماضى ، ثم يفتتح مهرجان القاهرة كعرض أول فى منطقة الشرق الأوسط استعداداً للعرض التجارى العالمى .. والفيلم هو أحد الأفلام المنتظرة بشدة والتى تحظى بتقييم عال وتوقعات كبيرة بالفوز بجوائز العام انتهاء بالأوسكار. 


مهرجان القاهرة والأوسكار
فى الحقيقة نجح المهرجان فى دوراته السابقة فى اقتناص الأفلام التى كان لها نصيب كبير فى الجوائز الأمريكية المرموقة كالأوسكار والجولدن جلوب منها « قوة الكلب « و»أرض الرحل « و» كتاب أخضر « و» وروما « وغيرها، أفلام كثيرة حصدت الجوائز فى فئات مختلفة.

ولذلك يمكن القول بثقة إن جمهور القاهرة محظوظ جداً باختيارات المهرجان ،وهذا العام لن يختلف الأمر كثيراً، وستكون الجوائز الأهم من نصيب أحد أفلام المهرجان أيضا ،على رأسها « The Fabelmans” فيلم الافتتاح و « The Banshees of Inisherin “ لمارتن ماكدونا وهما الفيلمان المتنافسان بقوة على جائزة أوسكار أفضل فيلم وأفضل مخرج، وأفضل ممثل أيضا.


الفيلمان ينتمى كلاهما لعالم مختلف تماماً ، باختلاف هوية مخرجه وثقافته واتجاهه الفنى ،لكنهما يتفقان فى نجاحهما الدائم فى تقديم إحدى التيمات الفنية المحببة فى هوليوود وبإخلاص شديد ، ينجح دائما وبامتياز ستيفن سبيلبيرج الذى يرتبط اسمه بسحر السينما الهوليودية وهو أكثر صناعها إخلاصاً لأهدافها.

وما تريد، ولديه من الدهاء مايكفى ليصل إلى مايريد، ولديه قوة جذب للجمهور والجوائز على حد سواء ،أما مارتن ماكدونا أيرلندى الأصل فهو قادم من المسرح بأعمال تحمل تناقضات عديدة ومثيرة وغامضة بشخصيات خشنة قد لا تثير تعاطف الجمهور ،لكنها أصبحت محل اهتمام كبير وتأتى منذ سنوات على هوى التوجه العام لقلعة صناعة السينما الأمريكية لتعكس وجهاً آخر عن قصد ،وبالتالى هى جاذبة للجوائز الأمريكية أينما حلت ،وهو إنتاج مشترك بين أمريكا وإنجلترا وإيرلندا.


آل فابيلمان 
« The Fabelmans “ أو « آل فابيلمان « يعكس بوضوح شخصية سبيلبيرج ،عن طفولته وشبابه، آلامه التى عاشها طفلاً ومراهقاً وشعوره بعنصرية تجاهه كيهودى ،ثم انطلاقه شاباً يتجاوز كل ماضيه مع عشقه الأبدى للسينما ، الفيلم فى حب العائلة والفن والخيال ، ولن أحرق الأحداث حتى عرض الفيلم تجارياً ويتزامن مع افتتاح القاهرة السينمائي. 


جنيات إينشيرين 
«The Banshees of Inisherin» أو «جنيات إينشيرين «هو أيضا صدى لنشأة مخرجه فى إيرلندا مجتمع أقرب للقبيلة متماسك وعنيف فى ذات الوقت ومتأثر بطبيعة الجزر بما تثيره من خيال ، الفيلم مستوحى من « الشؤم من انشمور « المسرحية الأخيرة فى ثلاثية «جزر آران».

وتقع أحداثه فى جزيرة إنشيرين الخيالية التى أبدع المخرج تصويرها بكادرات غاية فى الروعة بفضل بن ديڤيس العبقرى (سيكون أحد المتنافسين على أوسكار أفضل تصوير )،وكما أبدع فى تصوير الطبيعة بكل ما فيها ، كان أكثر إبداعًا فى سرد تفاصيل علاقات محيرة تفتح داخلنا قوساً لأسئلة لا تنتهى.

وربما لا إجابة لها حول الصداقة والطبيعة البشرية بشكل عام ومفاهيم فلسفية تبدو معقدة مع ما يحيط بنا من عبث محزن أو مبهج فى عالمنا المجنون ( مع اشارات لما يطلق عليه تفكيك مفاهيم الذكورة وهو مصطلح يتردد منذ فترة قريبة وموضة تحبها هوليوود جدا !)، سيناريو رائع للعبقرى تتفق أو تختلف معه لكنه عظيم الموهبة ، ماكدونا أدار مباراة التمثيل باقتدار ليقدم نجماه كولين فاريل وبريندان جليسون أفضل أدوارهما حتى الآن.

ولن تخرج أوسكار أفضل ممثل عنهما بالتأكيد وإن كنت أتمنى الفوز لفاريل الممثل المجتهد الموهوب شديد التواضع وهى فرصته القوية هذا العام .. ولن أحرق الأحداث أيضا حتى يعرض بمهرجان القاهرة،وإن كان الفيلم يعرض الآن تجاريا فى بعض البلاد.


أفضل الأفلام الأجنبية 
بعيداً عن الأفلام الأمريكية ، يعرض المهرجان عدداً كبيراً من الأفلام التى تتنافس فى فئة أفضل فيلم أجنبى أو بتسمية أخرى ناطقة بلغة غير إنجليزية ، وللحظ السعيد أيضا متوقع بشدة أن تكون اختيارات المهرجان ضمن القائمة المختصرة للأوسكار فى هذه الفئة والتى ستعلن فى ٢١ ديسمبر.

وأعتقد أن القائمة ستضم من أفلام المهرجان الفيلم البلجيكى “Close” « مقرب «للوكاس دونت والحاصل على السعفة الذهبية لمهرجان كان وهو فيلم تأملى عن صداقة بين مراهقين تنتهى بهدوء ، والفرنسى ”Saint Omer “ « سانت أومير «لأليس ديوب والحاصل على الأسد الفضى فى ڤينيسيا وهو سرد تأملى أيضا للواقع البائس للمهاجرين فى أوروبا.

والإسبانى “ Alcarràs “ « الكاراس «لكارلا سيمون عن عائلة تكافح لإنقاذ مزرعتهم من بيعها وتجريف الأرض وهى كل الحياة بالنسبة لهم ،والأوكرانى « Klondike “« كلوندايك « لمارينا جورباش عن مأساة أسرة أوكرانية تعيش على الحدود الأوكرانية الروسية ترفض أن تترك بيتها رغم الدمار الذى خلفته الحرب.

و البولندى « EO “ » إيو « لچيرزى سكوليموفسكى ويرصد حال أوروبا الآن بعيون حمار ذكى .. واليابانى « Plan 75 “ « الخطة ٧٥لتشى هاياكاوا وهو فيلم مؤلم حول برنامج حكومى أو «مأساة» لتشجيع العجائز ممن تجاوزوا ٧٥ عاما على إنهاء حياتهم بما يسمى الموت الرحيم وذلك لتحقيق التوازن الاقتصادى !! .


وهناك أفلام أخرى تضمها أقسام ومسابقات المهرجان هى الاختيار الرسمى لبلدانها لخوض تصفيات الأوسكار فى فئة أفضل فيلم أجنبى ،لكنى اخترت بعضها والتى أتوقع أن تضمها القائمة المختصرة لأوسكار أفضل فيلم أجنبى ، فى كل الأحوال عزيزى القارئ أنت حقا محظوظ باختيارات مهرجاننا العريق والذى يوفر لك فرصة ذهبية لمشاهدة أفضل الأفلام شرقا وغربا فاحرص على مشاهدتها .

اقرأ ايضا | نسخة سبيلبيرج من West Side Story في دور العرض المصرية