يوميات الاخبار

المصرى لا يُلدغ من الفنكوش مرتين

أمانى ضرغام
أمانى ضرغام

مهما كانت حلاوة الكلام عن الفنكوش، سيبقى أولًا وأخيرًا وقبل كل شىء محاولة للخداع والضحك على الدقون، والشعب المصرى ناصح وواع وفاهم ألاعيب ثعابينه كويس أوى.

الأحد :
مغرمة أنا بالأفلام القديمة... لكن لا أعرف لماذا رأيت هذا الفيلم بشكل مختلف هذه المرة، فيلم (واحدة بواحدة) لعادل إمام وميرفت أمين وإخراج نادر جلال سنة 1984، وهو مأخوذ حرفيًا عن قصة الفيلم الأجنبى (عد أيها العاشق) «Come Back Lover» لروك هدسون، إنتاج سنة 1961، عن قصة مارڤن ألبرت (Marven Albert) ومن إخراج ديلبيرت مَنّ (Delbert Mann)
ما رأيته فى الفيلم كان هو ما يحدث الآن وبالتفصيل من قنوات أهل الشر، فبطل الفيلم يستخدم كل الأساليب القذرة كى يحظى بالإعلانات وهى التورتة التى تسعى لها وكالات الإعلانات، وهى نفس الأساليب القذرة من تطاول وسفالة وانعدام الأدب فى الحديث، وحتى لا ينكشف أمر الشركة صاحبة الأعمال القذرة راح يرشى الدكتور وينتحل شخصيته ثم يسوق للناس منتجا غير موجود وعندما يوجد المنتج فهو خمرة مركزة يا خبر أبيض! هل كان هذا الكاتب الأمريكى يقرأ الودع سنة 1961 عندما كتب الفيلم، هل رأى ببصيرة نافذة كيف يستغل أهل الشر قنوات التليفزيون لترويج أكاذيبهم، كيف يلعبون على غرائز الناس للوصول إلى أهدافهم كيف يدغدغون مشاعر البسطاء بانتحالهم صفة العالمين ببواطن الأمور، كيف يقلبون الآيات ويلوون يد الحقيقة آخذين مبدأ لا تقربوا الصلاة فى كل كلامهم...ثم يوعدون الناس بالفنكوش والفنكوش ما هو إلا كل ما يغضب الله، حيث يذهب العقل وتضيع معه كل القيم، فمن تناوله مسكوه فى شرطة الآداب وصالات القمار وغيرها من الآثام .


أهل الشر يصيحون كل ليلة من أبواقهم الإعلامية وغيرها ينادون الناس للفوضى والتدمير والخراب.. هذا هو الفنكوش بعينه!
الإثنين:


كانت صديقتى مكتئبة وحزينة فى هذا اليوم جدا... كل ما أكلمها تنفخ فى وشى ومش طايقة نفسها، قلت ربما هناك مشكلة بينها وبين زوجها ودعوتها على فنجان شاى فى العصارى نشربه معا فى البلكونة، إيه الحكاية ومين زعلك قالت لى أنا بصراحة بتفرج على برنامج من برامج القنوات اللى إنتى مبتقبليهاش.. فزعت، معقولة إنتى تعملى كده فاكره لما كنا بننزل ميدان التحرير ورجلينا توجعنا فنخلع الأحذية ونقف حافيين، فاكره لما شفنا الجماعة الإرهابية بيكلموا الشباب إزاى وعملت أنى برمى لك الحذاء بتاعى وجه فى دماغ الإرهابى وبعتنا زميلة شابة معنا تشترى لى حذاء بدل اللى ضاع فلم تجد وجابت لى شبشب حمام أكبر من مقاس رجلى ب 6 نمر، فاكره... وفاكره ....وفاكره ، قالت لى فاكره كل حاجة ومش ممكن أنسى، لكنى كنت أتفرج من باب المهنة يعنى بشوف المهنية فى أسلوب العرض، وهل هؤلاء الأفاقون لديهم مهنية؟ أو يعرفون شيئا عن المهنية بالطبع لا، إنهم كراقصات حانات أوروبا يعرضون أسوأ ما لديهم على المخمورين، وبعدين شفتى إيه قوليلى؟ قالت شفت كام حلقة حتى سمعت هذا الألعبان الذى يتلوى فى الأستديو كالثعبان وهو يدعى شيئا كاذبا وقحا على ضباط الجيش، ورأيت بعينى الغل والحقد ينط من عينيه وهو يقول إن أهل ضباط الجيش المصرى ....


قلت ودى اللى زعلتك؟ هم سابوا حد فى مصر مشتمهوش وطولوا لسانهم وقلوا أدبهم عليه، نقول حسبنا الله ونعم الوكيل ما يامه شتموا فى زوجى الله يرحمه، وشتمونى أنا كمان واتهمونى بأبشع الاتهامات، قالت: إنتى صديقتى وأنا عارفاكى كويس، لكن الجيش المصرى حاجة تانية خالص، أنا عن نفسى كنت أتمنى أبقى فرد فى القوات المسلحة ومن منا لم يتمنى أن يكون ابنه أو أخوه أو أحد أفراد عائلته فردا فى الجيش المصرى، يا صديقتى العزيزة أنت لديك ضمير وأول ما لقيتى كلب بيتطاول على القوات المسلحة الباسلة لبلادنا ثورتى وعرفتى حقيقة هؤلاء الكلاب الضالة... بس عاوزه أقولك حاجة كلامك وزعلك وحمقتك علشان جيش بلدك طمنونى أنهم مهما قالوا ومهما رقصوا على السلالم والأعمدة لن ينالوا شيئا سوى فنكوشهم الذى سيرد إليهم.
الثلاثاء:
هل نحن مغيبون... هل لا ندرك جيدًا ما يدار حولنا؟ أسئلة يجب أن يسألها كل واحد منا لنفسه، وكلمة المصارحة التى قالها الرئيس السيسى منذ ثلاثة أسابيع خير نموذج نحتذى به، لا شىء فى الدنيا ماشى بالمسطرة ...الإنسان أى إنسان ممكن أن يقوده عقله إلى الفنكوش وما شابه، لكن بمجرد أن ينظر حوله إلى حياته وبلده ... إلى دولته الصامدة فى وجه أعتى الحروب... الى دولته القادرة على مواجهة المحن بشجاعة وصبر، الى بلده الذى يبنى للأجيال القادمة ويقف ويصحح ويسير بخطى سليمة.. بالتأكيد وقتها لن يهزه مئات الأطنان من فنكوشهم المخمور، ولا أحاديثهم الكاذبه ولا إفكهم البين، الشعب الباسل الذى تصدى لثلاثة من أعتى الدول فى 56 وقاومهم ورد كيدهم، هو نفس الشعب الذى دمر ميناء إيلات بعد ثلاثة شهور فقط من عدوان 67 ولا أقول هزيمة 67، وهو نفس الشعب بجيشه العظيم وقيادته الحكيمة الذى هزم العدو فى 6 ساعات فى حرب أكتوبر المجيدة، وهو نفسة وذاته برجاله ونسائه وأطفاله وشيوخه الذى دحر الجماعة الإرهابية فى يونيو 2013 وأرجعهم إلى جحورهم. شعب مثلنا لايمكن أن يغيبه إفك قنوات تليفزيونية مسمومة ولا صيحات مخمور يعيش فى إسبانيا بفلوس سرقها من قوت الشعب المصرى، نحن كشعب كنا وسنظل مثال الشجاعة والانتماء وحب الوطن وسنظل هكذا ما حيينا، مهما كثر فنكوشهم ومهما تلوى ثعابينهم أمام الشاشات.
الأربعاء:
تليفون من ابنة عمتى وصديقة عمرى تذكرنى بموعد زفاف ابنتها يوم الجمعة، البلد كلها فرحانة وعاوزينك تفرحى معانا... هكذا قالت، ابتسمت أنا مرددة طبعا ياحبيبتى دايما كلنا فرحانين يارب، وأنتبه لرسالة من صديقة عمرى مش عاوزة حاجة من دبى أنا مسافرة أنا وزوجى نحضر فرح بنت أخت زوجى هناك... الفرح إمتى يانانا، الفرح ياحبيبتى عقبال أولادك يوم الجمعة 11نوفمبر يارب كتر أفرحنا وعلى قد نيتنا الجميلة اللى عاوزه تفرح بالأولاد من الشباب أدينا...هى دى مصر ياعبله مش تقوليلى فنكوش.
الخميس:
كنت فى الإذاعة أتابع تسجيل مسلسلى مين يشترى الورد بطولة النجمة مى كساب والنجم سامح حسين... ولقيت إحدى المشاركات فى العمل من الشابات بعد تسجيل إحدى الحلقات بتبكى ...إيه ياحبيبتى مالك؟ ... قالت لى أصل البطلة بتدور على بيتها ومش لقياه بعد غيابها عنه، يارب خللى لكل واحد بيته، فعلا يارب خللى لكل واحد بيته ومكانه ومأمنه من غدر الزمان وخللى لنا كلنا بيتنا الكبير الذى يحتوينا إحنا وأمالنا وأحلامنا كمان العزيزة جدا مصر.
الجمعة:
هل تتوقعين استجابة من الناس لتلك الدعوات؟ وكان ردى سريعا طبعا لا ...إحنا خلاص تجارب 2011 و2012 علمتنا أن عقلك فى راسك تعرف فين خلاصك كما يقول المثل الشعبى، وعقلنا الذى ضلله المرتزقة زمان قبل 10 سنوات وباعوا واشتروا فى الشعب بحجج واهية وصحينا لقيناهم باعوا لنا الفنكوش والأم التى كانت تحلم بوظيفة لابنها أخذها أبناء الجماعة الإرهابية ( مليون ونصف وظيفة فى عام 2012 للجماعة الإرهابية والموالين لهم) والأب الذى كان يحلم بمشروع لابنه حتى لو كان كشك سجاير شاركه فيه الأخوان...وغير ده كتير ولو قعدت وسمعت من اللى حواليك حتسمع حكايات لها العجب من فرض الفنكوش الأخوانى على المؤسسات والمصالح الحكومية حتى محاولة دسهم بين صفوف الشرطة والجيش ولولا أبناء مصر المخلصون ما كان الحال هو الحال.
يا من تسأل هذا السؤال أقولها لك بالفم المليان...لا يلدغ المصرى من الفنكوش مرتين...إحنا عارفين وواعين ومفتحين ومحدش يقدر على المصريين مهما كانت ضغوطات الحياة.
سويت نوفمبر:
مش عارفه لماذا نوفمبر هو السويت، بس كل سنة ببقى مبسوطة من الكلمة دى فحبيبى مواليد 7 نوفمبر ...عيدك فى الجنة ياحبيبى.