إنچي ماجد
عندما سمع النجم الكبير روبرت دي نيرو أن الإسكريبت الخاص لدور الأسطورة مارلون براندو في فيلم “God Father” معروضا للبيع على موقع eBay، شعر بالحزن نحو هذا الخبر، فكيف يمكن لمثل هذه القطعة الأثرية الثقافية المهمة التي تم تجسيدها على يد أيقونة نادرة في عالم التمثيل أن تكون عرضة للمزايدة عليها؟
كان هذا في عام 2006، وكان دي نيرو يبحث عن مكان للتبرع بمجموعة واسعة من أغراضه الشخصية، مثل الملابس والنصوص والرسائل والتذكارات التي جمعها خلال حياته المهنية التي استمرت 6 عقود، لم يكن يريد أن ينتهي الأمر بإسكريبت فيلمه “Taxi Driver” بأن يتمزق أو يضيع في خزانة شخص غريب، فقد سعى إلى مكان يهتم فيه أمناء المحفوظات بكل قطعة ويحافظون عليها، بما في ذلك قفازات الملاكمة الحمراء والرداء المطبوع بنقشة الفهد، والذي كان يرتديه في فيلمه “Raging Bull”، وكذلك الرسائل التي كان يكتبها لأعز أصدقائه المخرج الراحل ايليا كازان.
وبالفعل تبرع روبرت بمجموعة كبيرة من مقتنياته الخاصة لمركز “هاري رانسوم” بجامعة تكساس، مثل جائزتي “الأوسكار” التي فاز بها، وكذلك العديد من صوره الشخصية، حيث كان مراده هو مؤسسة توفر وصولا سهلا للطلاب والباحثين وعشاق السينما من جميع أنحاء العالم لمقتنياته، وقد أقام المركز بالفعل معرضا كبيرا يستمر حتى يناير المقبل لعرض جزء من أرشيف روبرت الذي تبرع به، والذي يقدر 537 صندوقا و601 مجلدا.. وفي السطور التالية نستعرض بعض الكنوز المعروضة.
أول CV
يضم المعرض أول سيرة ذاتية صنعها دى نيرو الشاب وقتها، ويعترف الفنان الأسطوري خلال افتتاحه لفعاليات المعرض إنه يتذكر كتابة تلك السير الذاتية، وأنه كان يبالغ في كتابة أشياء غير واقعية، مثل أنه كان يكتب أنه قدم دور في مسرحية وهو لم يلعب سوى مشهد وحيد، وقد ساعدت تلك السير الذاتية أمناء المحفوظات بالمركز في تأريخ بعض المقتنيات التي تعود لوقت مبكر من حياته المهنية، مثل مجموعة المكياج القديمة التي ساعدت دي نيرو في الحصول على دور خلال سنواته الأولى كطالب قبل أن يتجه للعمل على خشبة المسرح.
من أجل التحضير لدوره العبقري وتجسيد شخصية “ترافيس بيكل” في فيلمه الأشهر “Taxi Driver” عام 1976، وهو محارب مخضرم شارك في حرب فيتنام قبل أن يتحول للعمل كسائق أجرة في نيويورك، أمضى دي نيرو أكثر من أسبوع في قيادة سيارة أجرة لتقمص الدور على أكمل وجه، وكان هذا بعد فوزه بجائزة “الأوسكار” عن فيلم “The Godfather Part II”، والمثير للسخرية أن أحد الركاب تعرف على دي نيرو وهو يقود التاكسي، وأعتقد وقتها أنه رغم فوزه بالأوسكار؛ يحاول كسب المال من قيادة سيارة أجرة، ليخبره أنه يبدو أن عمل الممثلين شاق ولا يجني المال، لتأتى الرخصة كقطعة أخرى من المجموعة التي تضيء تفاني روبرت في تقمص الشخصية.
معالجة إسكريبت Raging Bull
من بين معظم السيناريوهات المعروضة فى المجموعة، كانت المعالجة الأولى لسيناريو فيلم “Raging Bull” من بين المقتنيات اللافتة للنظر، حيث جاءت مؤرخة بتاريخ “2-1-1972”، وتمت مراجعتها بتوقيع دي نيرو ومخرج العمل مارتن سكورسيزي، فضلا عن كونها مغطاة بملاحظات مكتوبة بخط اليد، وتم تغليف المعالجة المكتظة بأوراقها بمجلد من الجلد البني.
أقرأ أيضأ : جونى ديب مخرجا للمرة الثانية
