‏The Black Adam..عضلات «الصخرة» تفشل فى صنع بطل خارق !

فيلم ‏The Black Adam
فيلم ‏The Black Adam

كتبت: إنچي ماجد

لا تزال الرؤية الفنية لعالم “DC” السينمائي تثبت أنها قد تداعى عليها الزمن، ومع ذلك فالقائمين على ذلك العالم لا يدركون ذلك حتى الآن، فالأبطال الخارقين لهذا العالم لا يتطلعون سوى إلى جدول زمني مزدحم لأعمالهم السينمائية التي قد تستمر حتى ما بعد رحيل جيلين بعد جيلنا الحالي، حتى وإن كان ما يقدمونه ليس إلا مغامرات عابرة للحدود في حالة من الفوضى المبالغ فيها

ينطبق هذا الحديث على أحدث إصدارات عالم DC Universe، وهو فيلم Black Adam، وهو بطل خارق لم يكن من الشخصيات التي تشجعت لها استوديوهات “DC” طوال السنوات الماضية، لكن مع إسناد بطولة الشخصية للنجم الجماهيري “ذا روك” دواين جونسون، صار الفيلم من الخيارات الملحة على قائمة الأفلام المنتظرة، لكن ما حدث كان العكس تماما.

إذا كانت هناك طريقة واحدة لتدمير “The Rock”، فهي أن تأخذ منه عضلاته المفتولة، أو أن يجسد شخصية “بلاك آدم” في ذلك الفيلم الممل، وهو الفيلم الذي أظهره بجرعة زائدة من العضلات القوية – بإعتباره بطل DC خارق - لدرجة أنه كاد ينفجر داخل ملابسه، لكن مع هذا جاء الفيلم تقليدي وممل، إنه يشبه إلى حد ما التعاقد مع “شيف” عالمى لغسل الأطباق فحسب؛ وبالمناسبة لا تعد هذه سقطة الفيلم الوحيدة.

يبدأ الفيلم بمقدمة تمهيدية طويلة للغاية, حيث يعود الزمن 5 آلاف عام إلى الوراء، وتحديدا في مدينة “كانداك”، حيث يعيش سكانها القدماء وقتا عصيبا، بعد استعبادهم من قبل ملكهم المجنون “Sabbac”، وإجباره لهم على تنفيذ أوامره، فكان هذا الشعب بحاجة ماسة إلى شخص على إستعداد للقتال ضد ملكهم الظالم، وبالفعل يتقدم الصبي الصغير “تيث آدم” الذي يعلم شعبه قوة الاتحاد، ويصدر حكما ضد الصبي بالإعدام بتهمة الخيانة - لكن بطريقة ما - يقوم مجلس السحرة بإنقاذ “آدم” من الإعدام بأعجوبة، ليس هذا فحسب، لكن يتحول إلى كائن طائر خالد يطلق البرق من يديه، وهو ما يمهد الطريق لمواجهة كبيرة مع الملك - الذي يمتلك هو الآخر قوى سحرية - فتنقلب المدينة رأسا على عقب وتتحول إلى أنقاض، ما ترتب عليه محاصرة “آدم” مع ملكه لآلاف السنين المقبلة.

تلك المقدمة تبدو وكأنها فيلما كاملا في حد ذاته بسبب تشعب الأحداث بها، يتقدم بعدها الزمن سريعا لنصبح عام 2022، ونلتقي بالشخصيات الرئيسية في الأحداث، بداية من فريق الأم والابن سكان مدينة “كانداك”، وهما “أدريانا” و”آمون”، وهذا الأخير لا يفتح فمه أبدا إلا إذا كان لإخبار المشاهد بما يحدث بالضبط على الشاشة في تلك اللحظة الدقيقة، أما “أدريانا” فعالمة آثار فريدة من نوعها، تتسبب في إيقاظ “آدم” عن طريق الخطأ من غفوته أثناء سرقة أحد القبور.

وتلك هي المرحلة التي يبدأ فيها الفيلم بالتحسن، حيث تظهر على المشهد رابطة The Justice Society””، والتي تعمل على حماية الكوكب وتتكون من مجموعة من الأبطال الخارقين، هم زعيم الطيور “Hawkman” و”Cyclone” المتحكم في الطقس،   و”Rothstein” الذي يمكن بقدرته الخارقة أن يصل إلى حجم ناطحة سحاب، إلى جانب “دكتور فايت” ذو اللحية البيضاء المهيبة، ورغم اعتراض فريق The Justice Society”” على أساليب “بلاك آدم” في قتل الناس، إلا أنهم يتحالفون بالنهاية معه للقضاء على “Sabbac” العائد هو الآخر من الموت.

هناك بعض الأشياء الجيدة القليلة في الفيلم، مثل “Sound Track” الذي يضم أعمالا لفرقتي Smashing Pumpkins”” و” Rolling Stones”، وكذلك الدور الشرفي للممثل هنري وينكلر في تجسيده لشخصية عم “Atom-Smasher”، لكن حتى اللحظات الممتعة بالفيلم طغت عليها حاجة مؤلف العمل آدم سزتيكل المستمرة إلى المبالغة في شرح كل نقطة بالحبكة، حتى التفاصيل التي لا تحتاج في الواقع إلى الشرح بالطبع، مثل “يا للهول بعض السحرة يظهرون فجأة”. 

أما المسمار الأخير في نعش هذا الفيلم فهو “آدم الأسود” نفسه الذي تم وصفه في عالم DC”” بأنه البطل المخالف للعرف، والذي يستعد لتلطيخ يديه بالدماء، كما أن اخفاءه لماضيه المأساوي يعني على ما يبدو أنه يفتقر إلى أي كاريزما أيضا، “لماذا إذن تستأجر النجم السينمائي الأكثر جاذبية في العالم؟”، فقط لتجعله  يتجول ويعبس في وجه المشاهدين لمدة ساعتين؟.. فالفيلم لم يضف لجونسون، بل على العكس، جاء من أكثر الأفلام ضعفا التي قدمها النجم المصارع منذ احترافه العمل السينمائي.

أقرأ أيضأ : خلال 10 أيام عرض.. فيلم «Black Adam» يحقق إيرادات 250 مليون دولار