كيف يتسبب تغير المناخ بوقوع 100 مليون شخص في الفقر؟.. البنك الدولي يوضح

البنك الدولي
البنك الدولي

أكد تقرير حديث صادر عن البنك الدولي، أن تغير المناخ يشكل تهديداً خطيراً لسكان العالم الأشد فقراً، ويمكنه أن يدفع بأكثر من 100 مليون شخص للوقوع من جديد في بئر الفقر خلال السنوات الخمس عشرة المقبلة.

وتوقع تقرير البنك الدولي، أن تكون أكثر مناطق العالم فقراً هي "أفريقيا جنوب الصحراء" و"جنوب آسيا" وهي الأشد تعرضاً للضرر.

وأوضح تقرير البنك الدولي، أنه بإجراء تحليلا شمل 20 بلداً نامياً، تبين أن تحصيل وإعادة توزيع ضرائب الطاقة من شأنه أن يعود بالفائدة على الفقراء على الرغم من ارتفاع أسعار الطاقة، إذ ستحقق شريحة 20 % الأدنى من السكان مكسباً صافياً مقداره 13 دولاراً على كل 100 دولار من الضرائب الإضافية.

اقرا ايضا

قبل قمة المناخ بشرم الشيخ.. الملك تشارلز يودع «كوب 26» في باكنجهام

ويمكن لحسن تصميم برامج خفض الانبعاث التي تعزز الإنتاجية الزراعية وتحمي الأنظمة البيئية أن يعود بالفائدة على ما يتراوح بين 20 و 50 مليون أسرة متدنية الدخل بحلول عام 2030 من خلال تقديم مدفوعات لخدمات الأنظمة البيئية.

وأكد البنك الدولي، أنه في البلدان الأشد فقراً قد تكون الموارد المحلية غير كافية لتنفيذ هذه الإجراءات، وسيكون من المهم للغاية تقديم مساندة دولية، ويصدق هذا بوجه خاص على الاستثمارات التي تتطلب تكاليف فورية مرتفعة ولكن هناك حاجة ماسة إليها للحيلولة دون السقوط في هاوية الأنماط كثيفة الكربون، مثل ما يتعلق بـ"النقل الحضري أو البنية التحتية للطاقة أو إزالة الغابات".

موجات الصدمة..

اختلف التقرير في إدارة آثار تغير المناخ على جهود الحد من الفقر عما سبقه من جهود حيث أنه ينظر إلى آثار تغير المناخ على الفقر على مستوى الأسرة، لا على مستوى الاقتصاد الوطني، ويجمع التقرير بين ما خلُصت إليه الاستقصاءات الأسرية التي أُجريت في 92 بلداً على مستوى الهياكل السكانية ومصادر الدخل وبين أحدث النتائج النموذجية عن آثار تغير المناخ على الإنتاجية الزراعية وأسعار الغذاء، والأخطار الطبيعية مثل "موجات الحر والفيضانات والجفاف والأمراض التي تتسم بالحساسية" تجاه المناخ، وغيرها من التداعيات الصحية.

كيف يخرج العالم من هذا الوضع؟

أشار تقرير البنك الدولي، إلي انه يتطلب ضرورة استمرار جهود تخفيض أعداد الفقراء والعمل الإنمائي كأولوية قصوى مع أخذ اعتبارات تغير المناخ في الحسبان, كما أن هذا يعني أيضاً القيام بتحرك موجه لمساعدة الناس في التكيف مع الصدمات المناخية مثل "تطوير أنظمة الإنذار المبكر والحماية من الفيضانات والسيول، واستحداث محاصيل لديها القدرة على مقاومة تغير المناخ"، وفي الوقت ذاته، يجب أن تتسارع جهود خفض الانبعاثات الكربونية، مع تصميمها بحيث تعمل على مساعدة الفقراء.

و يعمل على تسهيل واضح في إنجاز الاثنين إذا ما تعثروا معاً, ومن الآن وحتى عام 2030، ستوفر لنا التنمية الجيدة المستنيرة باعتبارات تغير المناخ أفضل الفرص المتاحة لدينا للحلول دون حدوث زيادة في أعداد الفقراء نتيجةً لـ"تغير المناخ".

ولفت البنك الدولي، إلي أنه من شأن الجهود الفورية والمستمرة وحدها للحد من الانبعاثات على مستوى العالم أن تنقذ الفقراء من الآثار المناخية، وحتى تحقق هذه الجهود النجاح، ينبغي للحكومات أن تضع سياسات تخفيف هدفها حماية الفقراء، بل وتعود عليهم أيضاً بالنفع، ويمكن القيام بتحرك للحد من أعباء تلك السياسات التي ستتطلب تكاليف جديدة، مثل "تعزيز الحماية الاجتماعية والمساعدة أو اللجوء للتحويلات النقدية".