متى ما استعصت قضية على العرب جاءوا للقاهرة

رئيس المجلس الاستشارى لإمارة الشارقة: مصر العمق الاستراتيجي للوطن العربي

على ميحد السويدى رئيس المجلس الاستشارى لإمارة الشارقة
على ميحد السويدى رئيس المجلس الاستشارى لإمارة الشارقة

قضايا الوطن العربي لابد أن تحل داخل البيت العربى و لا نترك أحداً يتدخل فيها من الخارج 

أكد علي ميحد السويدي، رئيس المجلس الاستشارى لإمارة الشارقة، على أن مصر هي العمق الاستراتيجي للوطن العربي ومتى ما استعصت قضية على العرب جاءوا إليها .. وأضاف في حوار لـ«الأخبار» أن مصر بها مناخ استثماري واعد فى كل المجالات وأن، لديهم كثيراً من الاستثمارات في مجال الزراعة ومجال العقار، الصناعة والبيئة وفي مجالات كثيرة وبأرقام كبيرة .

وشدد على أن قضايا الوطن العربي لابد أن تحل داخل البيت العربي ولا نترك أحداً يتدخل فيها من الخارج .. وإلى نص الحوار.

كيف ترى العلاقات المصرية الإماراتية ونحن نحتفل بمرور 50 عاماً عليها ؟
العلاقات المصرية الإماراتية منذ أكثر من 50 عاماً، فنحن بدأنا منذ الخمسينيات عندما كانت هناك زيارات للحكام الشيخ زايد والشيخ راشد بن سعيد والشيخ صقر بن سلطان حاكم الشارقة فى ذلك الوقت ،كلهم كانت لهم علاقات مع مصر.

الشارقة لها علاقات قديمة الشيخ صقر حاكم الشارقة كان مقيماً تقريباً يذهب ويعود كان شاعراً ومثقفاً ومصر فى ذلك الوقت بها زخم من الشعر والثقافة فالعلاقات منذ مدة طويلة، لكن هذه الخمسين جاءت لتؤرخ المرحلة التى بدأت فيها دولة الإمارات عام 71 فبدأت الإمارات بإرسال طلاب للدراسة فى مصر.

وبدأت تستقطب معلمين وأطباء وموظفين فى الخدمة المدنية فبدأت العلاقات تقوى وتترتب وصار بين الدولتين نوع من التنسيق وتنظيم العلاقات فى كل اتجاهاتها.

مصر تبقى العمق الاستراتيجى ليس للإمارات فقط للوطن العربي كله ليس هناك شك، متى ما استعصت قضية على العرب جاءوا إلى مصر وهذا أمر لابد أن نسلم به.

اليوم أقوى جيش هو الجيش المصرى، المفكرون فى مصر وأقوى مستشارين وقانونيين موجودين فى مصر فيجب أن تحتاج إلى هذه الدولة التى بها كل هذه المقومات.

كيف ترى الفترة المقبلة ؟
مصر بها مناخ استثمارى واعد فى كل المجالات، لدينا كثير من الاستثمارات فى مجال الزراعة ومجال العقار، الصناعة والبيئة وفى مجالات كثيرة وبأرقام كبيرة وهذه تؤهل لمرحلة قادمة.

وأنت الآن بمصر يجب أن تعد نفسك لمرحلة قادمة مرحلة بها منفعة للكل منفعة لمصر منفعة للإمارات العلاقات تبنى على المصالح وما يصير أن تنفرد بمصلحة وأن تترك الثانى ماعنده لازم تكون المصالح متوازنة وبها نوع من التنظيم.

المرحلة القادمة ستكون مرحلة يغلب عليها الطابع الاستثماري والاقتصادي وكذلك الدبلوماسى، وعندما تحدث المستشار الدبلوماسي لرئيس الدولة قال اليوم جالسين نشكل منظومة عربية تسعى لمعالجة المشاكل الموجودة فى الوطن العربي .

وهذه المنظومة أنت تحتاجها لكن أين تكون فى العمق فى مصر، وفى المستقبل العلاقات الدبلوماسية يجب أن تقوى وأن يكون لنا تأثير خارجى لابد أن يكون لنا موقع رجل فى كل مكان.

وقضايا الوطن العربي لا نترك أحداً يتدخل فيها من الخارج إيران تتدخل من صوب وتركيا من صوب وأوروبا لابد أن يكون الحل داخل البيت العربي ، لدينا منظمة عربية جامعة الدول العربية نعيد ترتيبها ونعدلها ونضع لها نظاماً جديداً يوحد العرب ولا يفرقهم.

تقديرى للمرحلة القادمة سيذهب إلى ثلاثة اتجاهات الاستثمارى والدبلوماسي والأمنى وأنا متفائل بها، والأوضاع الموجودة الآن فى العالم أو فى المنطقة العربية أو فى أوروبا كلها مهزوزة.

أنت ستعتمد على مَن لا يوجد الأول أمريكا عندما كانت قوية، أمريكا الآن ضعيفة ولها منافسون الصينيون ينافسون والعالم كله أصبح له موقف.

هنا لا بد أن تكون لك شخصية دبلوماسية وموقف يدافع عن قضايا الأمة العربية.

كيف ننقل للأجيال الجديدة قيمة العلاقات وتاريخها ؟
لابد أن ندخل الأجيال الجديدة فى الحسبة وأن تعطيها الأساسيات التى تنطلق منها، نحن عندما جئنا لمصر عام 73 كانت الحرب انتهت ونشوة الانتصار موجودة والأغانى الوطنية والحماس والزخم كنا فرحانين عشنا هذه المرحلة وتأثرنا بها ويجب أن نغذي أولادنا حتى لاينسون وماذا حدث وكل الأحداث التي مرت أحداث صدام وإيران ولبنان وماحدث في سوريا لازم يعرفونه.

هل نضع ذلك فى المناهج التعليمية ؟
ضرورى التعليم يجب أن يكون له دور فى ذلك والتعليم هو الدرع الحصين للأجيال فى أن يعطيهم الجرعة التى يحتاجونها من القيم والسلوك والتراث والقضايا العربية والوطنية والقومية.

هناك مسئولية مجتمعية هناك دور للأسرة والتعليم له دور وللجهات الأخرى الجمعيات والمؤسسات الثقافية والاقتصادية يجب أن نتعاون جميعاً.
هناك مفاهيم كثيرة وأشياء تسوق مثل المخدرات والمثليين والسلوكيات المنحرفة والفوضى واللغة حتى اللغة العربية بدأت تتراجع، وهذه القضايا يجب أن يكون لنا دور فيها كمؤسسات وكأفراد.

كيف نحافظ على اللغة كأحد عناصر هويتنا العربية؟
مشروع كبير يجب أن نحافظ عليه فعلى الأقل نوقف الغزو الأجنبي ونعد برامج داخلية من عندنا فلن يؤثر عليها اليوتيوب، الفيس بوك، الإنستجرام وتويتر هذه الوسائل تخترق المجتمع.

أمامك حلان يقللان من تدخل هذه الوسائل لا تستطيع أن توقف ذلك والبدء فى خلق برامج داخلية والاثنان تحد يحتاج إلى ميزانيات وأموال ومفكرين.

ما هى النصيحة التى توجهها للأجيال القادمة ؟
لا نوجه لهم النصيحة مباشرة، نحتاج إنشاء قاعدة من المربين والمعلمين تختلف عن الأسلوب القديم على المستوى العربي نضع برنامجاً كبيراً.

وفى الإمارات ليس عندنا ثروة بشرية كافية نسهم بـ10% فى هذا الموضوع لكن مصر عندها سوريا العراق الدول العربية كلها فيها فننشئ مؤسسة تعد لنا معلمين بصيغة جديدة تتعامل مع الواقع الجديد هذه قضية مهمة.

نحتاج إلى مؤسسة قومية تعد لنا مربين ومعلمين كفاءة ، هذه الدول مثل ألمانيا وكوريا واليابان لم تنجح إلا عندما درست لأبنائها لغتهم بمعلميهم.

هناك محاولات للتدخل فى الشئون الداخلية للدول العربية كيف نواجه ذلك ؟
التدخلات في المنطقة مرتبطة بمصالح وقضايا ضيقة فمثلاً التركي يقول أنا جالس في سوريا أحارب الحزب الكردي كم عددهم فى سوريا لاشىء وأنت مستولى على ثلث مساحة سوريا ذريعة فى نفس الوقت هو يرى الكل يتقاسم وهو لم يأخذ نصيبه الروس يستولون على مكان والإيرانيون مكان والأمريكان مكان.

ما يحدث عملية مصالح وعضلات استعراض قوى وأنت كيف تقام بالعضلات لا بد أن تقوى نفسك كوطن عربي وبالمصالح لا بد أن تفرض مصالحك عليهم ، تركيا فقيرة تريد غازاً وبترولاً ليس عندها نعطيك لكن باتفاق تخرج ربعك بره احتلوا الموصل فى العراق لابد أن نفكر كيف نتعامل مع هذه الأطراف.

إسرائيل وأمريكا طبعاً هما من تشعلان هذه العمليات تريدان عدم استقرار في المنطقة وعوامل عدم الاستقرار موجودة، لذلك من ضمن الأساليب أن نتفاهم مع الإسرائيليين ماذا تريدون، الإتفاقية بين إسرائيل ولبنان خطوة جيدة حتى يتنفس اللبنانيون يشعرون أن عندهم دخل التعنت في هذا الجانب ليس سليما ويؤخرك.

الإسرائيليون ينتجون اليوم من الحقل اللبنانيون يحتاجون ثلاث سنوات حتى ينتجون على الأقل لديهم أمل أن يحدث شىء.
مواجهة التدخلات لا تأتي إلا عندما تكون لديك استراتيجية عربية قوية الأمن والاقتصاد والقضايا الاجتماعية وغيرها.

اقرأ ايضا | مكرم: نسعى للاستفادة من التجارب الناجحة لربط الشباب والأطفال بجذورهم الوطنية