محمد بركات يكتب: القمة العربية وتطلعات الشعوب (2)

محمد بركات
محمد بركات

على مائدة البحث والنقاش للقادة والزعماء العرب في قمتهم التي عقدت بالأمس في الجزائر، كان هناك العديد من الملفات والقضايا والموضوعات المهمة، التي تستوجب اتخاذ مواقف وقرارات فاصلة في شأنها، بما يحقق آمال الشعوب العربية ويستجيب لطموحاتها.

وكل هذه الملفات وتلك القضايا هامة وملحة ولا تقبل التأجيل أو الإرجاء، نظراً لكونها تتصل اتصالا وثيقاً ومباشراً بقضية الأمن القومي العربي، في ظل التطورات والمستجدات الدقيقة والحرجة التي تمر بها الأمة العربية حالياً.

لذلك كان من الطبيعى أن تكون على رأس هذه الملفات القضية الفلسطينية في مجملها وقضية القدس في خصوصيتها، وكذلك الأوضاع في الجولان السورية المحتلة، والتدخلات الإيرانية وكذلك التركية في الشئون العربية، والأوضاع في اليمن وليبيا ولبنان والسودان والصومال.

بالإضافة إلى بحث قضية الأمن المائي العربي وسد النهضة الأثيوبي وتأثيره على مصر والسودان، في ضوء المذكرة التي أعدها الاجتماع الوزاري في هذا الشأن وتم رفعها إلى القادة والزعماء لاتخاذ موقف موحد للقمة تجاهها، كما بحث القادة أيضا استراتيجية الأمن الغذائي العربي، في ظل ما يشهده العالم اليوم من أزمة في المواد الغذائية تحت وقع التداعيات الخاصة بالحرب الروسية الأوكرانية.

كما استعرض القادة كذلك قضية المتغيرات المناخية وتأثيرها على الدول العربية بصفة خاصة وعلى العالم بصفة عامة، في ضوء قمة المناخ المرتقبة «كوب ٢٧» التي ستعقد في مصر بعد عدة أيام.

واللافت في محتوى ومضمون هذه الملفات وتلك القضايا، أنها تضم في مجملها وتعبر في حقيقتها عن الهموم والمشاغل التي تستحوذ على اهتمام الدول والشعوب العربية، كما تعبر عن الأزمات والمشاكل الطافحة على الخريطة العربية، ولذلك فإن الضرورة تقتضي من الجميع الاعتراف بالحقيقة المؤكدة على أرض الواقع العربي، والتي يجب على الكل الالتزام بها والعمل بمقتضاها.

هذه الحقيقة هي ضرورة تجاوز الخلافات العربية والوقوف جميعاً صفاً واحداً في مواجهة التحديات التي تواجه الأمة العربية، والعمل بكل الصدق والاخلاص على حماية ودعم الأمن القومي العربي، الذي أصبح مهدداً في ظل المخاطر التي تحيط به من كل جانب.