افتتاح مشروع ترميم «بيت كارتر» بالأقصر

مشروع ترميم "بيت كارتر"
مشروع ترميم "بيت كارتر"

تحتفل مدينة الأقصر، بافتتاح مشروع ترميم "بيت كارتر" الذي كان يعيش فيها "هوارد كارتر" مكتشف مقبرة الملك توت عنخ  آمون والذي يقع بالبر الغربي لمدينة الأقصر وذلك في الذكرى المئوية لاكتشاف المقبرة، شمل مشروع الترميم إجراء بعض الأعمال الإنشائية وإعادة تنسيق المساحات الخضراء، واقترنت هذه الأعمال بتقديم لوحات إرشادية جديدة للزائرين وعرض حديث ودقيق تاريخيًا للتصميم الداخلي للبيت وأثاثه يعكس معلومات إضافية عن شكل الحياة في البر الغربي في أوائل القرن العشرين وتفاصيل مثيرة للاهتمام عن وظائف البيت وغرفه المتخصصة المختلفة

اقرأ أيضاً| رئيس مدينة الأقصر للمكلفات بالخدمة العامة: «فرصة لتنمية المهارات»

وقالت الدكتورة لويز برتيني، المديرة التنفيذية لمركز البحوث الأمريكي بمصر إن مركز البحوث الأمريكي بمصر قام بترميم البيت الذي كان يقيم فيه "هوارد كارتر" مكتشف مقبرة الملك الصغير "توت عنخ آمون" والذي يقع بالقرب من المدخل المؤدي إلى وادي الملوك في بيت من الطوب اللبن وذلك بتمويل من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية ومؤسسة عائلة أدينا لي سيفين وبالشراكة مع وزارة السياحة والآثار المصرية وبهذه المناسبة ستقام الاحتفالية التي سيستضيفها مركز البحوث الأمريكي بافتتاح بيت كارتر وإعادة افتتاحه رسميًا للجمهور بعد ترميمه وتطويره.

وأضافت د. برتيني أن مشروع ترميم بيت كارترشمل إجراء بعض الأعمال الإنشائية وإعادة تنسيق المساحات الخضراء حيث اقترنت هذه الأعمال بتقديم لوحات إرشادية جديدة للزائرين وعرض حديث ودقيق تاريخيًا للتصميم الداخلي للبيت وأثاثه، بناءً على ذلك أجريت بعض الإصلاحات لمواجهة المشكلات الناجمة عن المياه التي أضرت بهيكل البيت المُشيّد بالطوب اللبن وأُدخلت بعض التعديلات على المساحات الخضراء لمنع حدوث أي أضرار مماثلة في المستقبل، كما استبدلت مواسير المياه القديمة والمكسورة في البيت، وأزيلت الأسوار النباتية والأشجار التي كانت مزروعة بالقرب من جدران البيت، وأنشئت منطقة عازلة خالية من المياه حول البيت.

وأكدت الدكتورة لويزبرتيني أن مركز البحوث الأمريكي بذل جهدًا كبيرًا لخلق تجربة تفاعلية ونموذجية للزائرين بالبيت، وبعد 4 نوفمبر 2022 سوف يستمتع زائرو بيت كارتر بقراءة لوحات إرشادية شاملة باللغتين العربية والإنجليزية وبمشاهدة صور أرشيفية تستعرض سياق الظروف الاجتماعية والسياسية التي أحاطت باكتشاف المقبرة والشخصيات الرئيسية العديدة المصرية والأجنبية التي شاركت في ذلك الكشف الهائل. كما ستقدم معلومات إضافية عن شكل الحياة في البر الغربي في أوائل القرن العشرين وتفاصيل مثيرة للاهتمام عن وظائف البيت وغرفه المتخصصة المختلفة، مثل غرفة التصوير المظلمة، وستُستكمل المعلومات الجديدة بالموقع بجولة افتراضية في البيت.   

وعن تاريخ إنشاء بيت كارتر، قالت إنه تم تشييده في عام 1911، وتمت توسعته لاحقًا بعد اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون ليكون بمثابة مكان لتسجيل ودراسة الآثار المكتشفة بالمقبرة. في الرابع من نوفمبر من عام 1922 وبعد بحث مضنٍ استغرق ما يقرب من عقد من الزمان عثر فريق كارتر على أول اثنتي عشرة درجة من الدرجات التي أدت إلى مدخل مغلق بأختام تحمل اسم توت عنخ آمون. كان ذلك اليوم المشهود بداية مشروع امتد لعشر سنوات وشمل اكتشاف وحفظ 5000 آلاف قطعة أثرية داخل المقبرة ونقلها إلى القاهرة. خلال تلك الفترة وحتى وفاته في عام 1939 ،

وعاش كارتر بالقرب من المدخل المؤدي إلى وادي الملوك في بيت من الطوب اللبن كان قد شيّده في عام 1911. تألف البيت من قاعة مركزية واحدة تعلوها قبة وغرفة دراسة ومعمل تصوير وهي عناصر أصلية بقيت على مدار المئة عام الماضية. انتقلت ملكية البيت في عام 1939 إلى مصلحة الآثار المصرية، واستخدم لاحقًا استراحة لمفتشي الآثار، في عام 2019 تم ترميم بيت كارتر لأول مرة وافتتح للجمهور باعتباره مصدر جذب سياحي وثقافي.

وقال د. نيكولاس وارنر، مدير مشاريع التراث الثقافي بمركز البحوث الأمريكي بمصر: "لقد كفل مشروع ترميم بيت كارتر وتحديث المعلومات المقدمة لزائريه استمرار هذا الموقع التراثي المعاصر نسبيًا في تقديم الوعي والمعرفة عن اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون وعن حياة كارتر إلى جميع زائريه. يعود الفضل في نجاح هذا المشروع إلى التعاون الراسخ والشراكة القوية بين مركز البحوث الأمريكي بمصر ووزارة السياحة والآثار وإلى دعم المانحين والشركاء التقنيين".

جدير بالذكر، أن مركز البحوث الأمريكي بمصر تأسس في عام 1948، وهو منظمة خاصة غير ربحية تتألف من مؤسسات تعليمية وثقافية وعلماء متخصصين وأشخاص عاديين. يُسهم المركز من خلال المنح والأعمال الميدانية ومدارس الحفائر التي يقدمها بالشراكة مع كيانات مصرية في تحقيق الهدف المشترك المتمثل في الحفاظ على التراث الثقافي. كفلت العلاقة القوية بين المركز ووزارة الآثار "المجلس الأعلى للآثار سابقًا" نجاح عملنا المشترك على مر السنين.