سد النهضة وتغيرات المناخ ضمن النقاشات.. قمة الجزائر تنتظر «لم الشمل» العربي

تحضيرات انطلاق القمة فى الجزائر
تحضيرات انطلاق القمة فى الجزائر

كتب: أحمد جمال

وضع الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون شعار «لم الشمل» للقمة العربية التى تحمل رقم «31»، فى محاولة للوصول إلى حد أدنى من التضامن العربى تجاه جملة من المشكلات السياسية والأمنية والاقتصادية التى تجابه المنطقة العربية وسط ظروف دولية معقدة انعكست على أوضاع الدول العربية بشكل مباشر أو غير مباشر خلال الفترة الماضية.

وعادت القمة العربية للانعقاد بعد توقف دام عامين بسبب الظروف الصحية التى فرضها انتشار فيروس كورونا، ما يجعل هناك تراكمات وأحداثا وتطورات عديدة كانت بحاجة للنقاش على مستوى زعماء الدول العربية تحت مظلة جامعة الدول العربية بعيداً عن التنسيق الثنائى أو الجماعى المشترك على مستوى الدول العربية تجاه جملة من الملفات العربية والدولية.

اجتماع القادة والزعماء يبعث إشارات على أن التوافق العربى مازال ممكنًا

ويبعث اجتماع القادة العرب إشارات على أن الوصول إلى التوافق العربى بشأن الملفات العالقة فى المنطقة قد يكون ممكنًا إذا كانت هناك رغبة جادة فى ذلك، وأن الدول الأعضاء مازال لديهم يقين بأن المنظمة التى تواجه صعوبات جمة على مستوى عملها وتأثيرها فى محيطها العربى من الممكن إصلاح أوضاعها، بما يمنح رمزية مطلوبة فى هذا التوقيت الذى تعبث فيه قوى إقليمية معادية فى الأمن القومى العربى.

جدول الأعمال

وتضمن جدول أعمال القمة هذه المرة مناقشة التعنت الإثيوبى فى الوصول إلى اتفاق قانونى ملزم مع مصر والسودان بشأن بناء وتشغيل سد النهضة، وكذلك التطرق إلى التغيرات المناخية وتأثيراتها على الدول العربية، قبل أيام من انطلاق قمة المناخ «كوب 27» التى تستضيفها مدينة شرم الشيخ فى الفترة ما بين 6 إلى 18 نوفمبر الحالى.

وأكد السفير حسام زكى، الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، أن هناك مشروع قرار تم طرحه من قِبَل مصر والسودان ومناقشته على مستوى المندوبين الدائمين وإضافة بعض الاقتراحات له، ما استدعى رفعه إلى وزراء الخارجية، لافتًا إلى مشروع قرار آخر على مائدة وزراء الخارجية، بشأن دعم قمة المناخ المرتقبة.

وأشار أحمد أبوالغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية - خلال كلمته بالجلسة الافتتاحية لاجتماع المجلس الاقتصادى والاجتماعى على المستوى الوزارى التحضيرى لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة (31) - إلى أن الملف الاقتصادى والاجتماعى، والتعافى من آثار جائحة كورونا ضمن القضايا التى تم بحثها باستفاضة فى إطار منظومة الجامعة العربية، إلى جانب طيف واسع من الأولويات العربية.

وأعلن مندوب الجزائر الدائم لدى الجامعة العربية عبدالحميد شبيرة، أن القضية الفلسطينية والوضع فى ليبيا وسوريا على رأس أعمال القمة إلى جانب ملف الأمن الغذائى العربى مع انعكاسات الأزمة الروسية الأوكرانية وتأثيرها على استيراد الدول العربية للحبوب من هاتين الدولتين، وتحديد جملة من المقترحات الملموسة للنهوض بهذا الصدد وسيشرع فى تنفيذها مباشرة بعد القمة.

ويشمل المستوى الثانى والثالث معالجة الملفات الإقليمية المرتبطة بالأوضاع فى العراق ولبنان وليبيا وأزمة الفراغ الدستورى فى تلك المناطق، بالإضافة إلى المستوى الثالث الذى يتعلق بالقضية الفلسطينية.

وسعت الجزائر لعودة سوريا إلى مقعدها فى القمة العربية بصفتها دولة مؤسسة لجامعة الدول العربية، غير أن دمشق قررت عدم المشاركة، وهو ما تم تفسيره على أنه خطوة إيجابية جاءت لرفع الحرج عن الجزائر التى سعت لجمع كل العرب على طاولة واحدة.

مجموعة التحديات

وقال السفير حسين هريدى، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن القمة العربية عبرت عن وجود إرادة عربية لأن تكون الجزائر نقطة انطلاق للم الشمل، لكن تبقى هناك مجموعة من التحديات لتحقيق هذا الهدف الذى تلتف حوله كافة الشعوب العربية، وتتمثل فى التدخلات الإقليمية السلبية فى الشأن العربى، إلى جانب بعض الخلافات العربية بالنسبة للقضايا والأزمات الحالية فى العالم العربى، وتعارض المصالح بين قوى إقليمية ودولية وبعض الدول العربية فى هذا الصدد.

وأضاف أن القمة العربية تعد فرصة لمناقشة تطورات ما يحدث على الأراضى الفلسطينية المحتلة على ضوء الانتهاكات الإسرائيلية واستمرار الاستيطان وهدم منازل الفلسطينيين والحصار على قطاع غزة، إلى جانب التعامل مع تأزم الموقف الحالى فى ليبيا مع ضيق أفق الوصول إلى حل سياسى يوماً تلو الآخر.

وشدد على أن القمة العربية من المتوقع أن تأخذ خلال السنوات المقبلة اهتماماً بالجوانب الاقتصادية على نحو أكبر مع تردى الأوضاع فى العديد من الدول غير المنتجة للبترول، وسيكون التركيز بنحو أكبر على استحداث آليات لمساعدة هذه الدول على مواجهة ارتفاع أسعار الطاقة والمواد الغذائية، وهو ما يعزز من العمل العربى المشترك فى ضوء المستجدات الحالية فى العالم والإقليم.

توطيد العلاقات
وأوضح الدكتور إكرام بدر الدين، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن القمة فرصة لتوطيد أواصر العلاقات العربية لمواجهة التحديات التى تتعرض لها المنطقة العربية سواء على المستوى الإقليمى أو المستوى الدولى، والتعامل مع تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية التى اندلعت قبل ثمانية أشهر وليس معروفا موعد نهايتها وتركت تأثيراتها على العالم أجمع، وأن عنوان «لم الشمل» مناسب للتلاقى حول حلول متفق عليها لمواجهة ما تواجهه الدول العربية من أزمات نتيجة عوامل خارجة.

اقرأ أيضًا

أبو الغيط يرحب بتراجع استراليا عن الاعتراف بالقدس الغربية عاصمة لإسرائيل