خبراء: السياسات الحالية تقف عقبة أمام إنقاذ الكوكب من التغيرات المناخية

السياسات تقف عقبة أمام إنقاذ الكوكب
السياسات تقف عقبة أمام إنقاذ الكوكب

أصدر فريق العمل الثالث التابع للهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ مؤخر تقريرا ركز فيه على كيفية الحدّ من تغيّر المناخ، وعن توافر حلول للالتزام بالحدّ الأقصى للاحترار بموجب اتفاق باريس، إلا أنّ هذه الحلول لن تتحقّق فى ظلّ السياسات التى تتّبعها الحكومات حاليًا، والتى تسير بنا على طريق الفشل.

 وحذر الخبراء فى الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ من أنه «الآن أو لن يحدث أبدًا» إذا أرادت البشرية تحقيق هدفها طويل الأمد المتمثل فى الحد من الاحترار العالمى إلى حد أقصى قدره 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الصناعة، وهو أمر «مستحيل» بدون انبعاثات غازات الدفيئة السريعة والواسعة. لكن التمويل حاليًا أقل بثلاث إلى ست مرات مما يجب أن يكون لضمان عدم ارتفاع متوسط درجة الحرارة العالمية عن درجتين مئويتين..

ركز التقرير الأخير وهو واحد من ثلاثة تقارير أصدرتها وكالة الأمم المتحدة منذ أغسطس 2021-على الوعود التى قُطعت حول جهود التخفيف العالمية لمعالجة ظاهرة الاحتباس الحرارى والحد منها. واتهم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش بعض قادة الحكومات ورجال الأعمال بـ «الكذب» لأنهم يقولون شيئًا، لكن يفعلون شيئًا آخر عندما يتعلق الأمر بتحقيق أهداف المناخ. وشدد على أن التحول العالمى نحو الطاقة المتجددة-التى غالبًا ما تكون «أرخص بكثير» من النفط والغاز-يجب أن تكون ثلاثة أضعاف السرعة الحالية، وأن يتم التأكيد عليها من خلال إعادة توزيع الاستثمارات والإعانات بعيدًا عن الوقود الأحفورى.. يذكر أنه تم وضع المزيد من السياسات العامة فى السنوات العشر الماضية لزيادة كفاءة الطاقة، وخفض معدلات إزالة الغابات ووضع الطاقة المتجددة موضع التنفيذ بشكل أسرع. لكن التقرير يحذر من أن تداعيات وعواقب تغير المناخ لا تزال وخيمة، خاصة إذا لم يتم تنفيذ «التخفيضات الفورية والعميقة للانبعاثات»..

فالإجراءات التى تتخذها الحكومات الآن يمكن أن تفيد الناس فى جميع أنحاء العالم بما فى ذلك أولئك الأكثر عرضة للخطر والأقل مسئولية عن تلك الانبعاثات-إذا تم تصميمها مع مراعاة هذه الاعتبارات. مثل أن تقوم قطاعات الطاقة والصناعة بإجراء تحولات سريعة لتقليل استخدام الوقود الأحفورى بشكل كبير من خلال الانتقال لمصادر الوقود البديلة، لتصبح أكثر كفاءة فى استخدام الطاقة وتعطى الأولوية لإعادة التدوير وإعادة استخدام المواد مع تقليل النفايات، لخفض انبعاثات ثانى أكسيد الكربون.. كما أن تراجع تكاليف مصادر الطاقة المتجددة «الطاقة الشمسية وطاقة الرياح»، بالإضافة للبطاريات المصممة لتخزين الطاقة التى تولدها جعلها أكثر قدرة على المنافسة مع الغاز والفحم وفى بعض الحالات وأرخص..

يجب خفض انبعاثات غازات الاحتباس الحرارى بأكثر من 40%، مع تقليل غاز الميثان على وجه التحديد بنحو الثلث، من أجل الحد من الاحترار إلى حوالى 1.5 درجة مئوية.. وسيكون من الضرورى الجمع بين الحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، واعتماد التكنولوجيا المبتكرة التى تعطى الأولوية للطاقة المتجددة، وتطبيق الاستثمارات التى تهدف إلى تقليل انبعاثات الوقود الأحفورى من خلال تقديم المزيد من الخيارات التى تعمل بالطاقة الكهربائية مثل الدراجات البخارية الإلكترونية والدراجات الإلكترونية.