قمة المناخ Cop27: تحويل التعهدات إلى واقع

خبراء: تغير المناخ يضر بالبشر والكائنات الحية على الأرض

أغنام نافقة فى إثيوبيا بسبب الجفاف
أغنام نافقة فى إثيوبيا بسبب الجفاف

يسبب تغير المناخ الذى يُحدثه الإنسان إحداث اضطرابات خطيرة وواسعة النطاق فى الطبيعة الأمر الذى يؤثر بدوره على حياة مليارات الأشخاص فى مختلف أنحاء العالم.


ووفقًا لتقرير الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ التى تضم كبار علماء المناخ، أن موجات الحر، والجفاف، والفيضانات حاليا تؤدى إلى موت أعداد هائلة من أنواع النباتات والحيوانات والأشجار والشعاب المرجانية. وتحدث ظواهر الطقس المتطرفة هذه فى آن واحد، فتتسبب فى تأثيرات متعاقبة تزداد إدارتها صعوبة وتعرض ملايين الأشخاص لانعدام الأمن الغذائى والمائى الحاد. وتتسبب فى المزيد من الأمراض المنقولة عن طريق المياه والجهاز التنفسى لدى البشر.


التأثير الضار لتغير المناخ على البشرية وكل أشكال الحياة الأخرى على كوكب الأرض، يحتم ضرورة اتخاذ إجراءات طموحة عاجلة للتكيف مع تغيرالمناخ، مع تحقيق انخفاضات سريعة وحادة فى انبعاثات غازات الاحتباس الحرارى.. وضمان بقاء الكوكب صالحًا للعيش للأجيال القادمة.


ويهدد تغير المناخ أنظمة الرعاية الصحية، حيث تشكل أحداث الحرارة الشديدة تهديدًا كبيرًا لجميع أشكال الحياة، وقد تسببت بالفعل فى خسائر فى الأرواح البشرية فى جميع أنحاء العالم.. فيرتبط التعرض المتزايد لدخان حرائق الغابات وغيره من المهيجات الجوية بضيق القلب والأوعية الدموية والجهاز التنفسى. وتشكل أحداث الطقس هذه، من حرائق الغابات إلى الفيضانات الشديدة، أيضًا تهديدًا لأنظمة الرعاية الصحية.


من جانبه، وصف السكرتير العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، التقرير بأنه «أطلس المعاناة الإنسانية الشديدة مدينا بشدة فشل القيادة فى التصدى لأزمة المناخ».


مضيفا أن أكبر الملوثين فى العالم-بما فى ذلك الدول المتقدمة والصناعية مثل الولايات المتحدة مسؤولون عن إضرام النار فى بيتنا الوحيد.
وتقول راشيل بيزنر كير، الأستاذة فى قسم التنمية العالمية بجامعة كورنيل، إن تغير المناخ يهدد بالفعل الزراعة والغابات ومصايد الأسماك وتربية الأحياء المائية. حيث بدأت بعض مناطق أمريكا الشمالية وأجزاء أخرى من العالم فى مواجهة تهديدات لأمنها الغذائى وسلامتها، والتى من المتوقع أن تزداد سوءًا إذا لم يتم التدخل.. ومع ارتفاع درجات الحرارة، سيتقلص مقدار الوقت الذى يمكن أن يقضيه الناس بأمان فى الخارج، مما يؤدى لتقليل ساعات العمل وبالتالى انخفاض الأجور لأولئك الذين تعتمد سبل عيشهم على العمل فى الهواء الطلق، مثل المزارعين ومهن اخرى.


كما ان الآثار المتتالية لتقليل فرص العمالة الزراعية، فضلاً عن المشهد المتغير للزراعة نفسها، تعنى أن المزيد من الناس سيكونون عرضة لخطر عدم الحصول على ما يكفى من الطعام.
ووجد التقرير أن:
> انعدام الأمن الغذائى وسوء التغذية الحاد المرتبط بالفيضانات والجفاف ازداد بالفعل فى أفريقيا وأمريكا الوسطى والجنوبية.
> كما تهدد الإنتاجية الغذائية على اليابسة وفى البحر بسبب ارتفاع درجات الحرارة، مما يضعف صحة التربة ويزيد من الآفات والأمراض ويقلل من كمية المأكولات البحرية.


 سيكون هناك آثار على هجرة اليد العاملة حيث من المحتمل أن تضطر مجموعات معينة لترك الزراعة وراءها وإيجاد مصادر بديلة للدخل.. ويؤكد الخبراء أن هذه العوامل ستؤدى لارتفاع أسعار المواد الغذائية ومخاطر سوء التغذية، وإثارة المخاوف بشأن سلامة الغذاء، بما فى ذلك تلوث بعض المحاصيل والمأكولات البحرية.. كما أوضح التقرير أن عدد سكان المناطق الحضرية سوف يرتفع بشكل كبير فى العقود القادمة.


وسوف يتعرض العديد منهم لمزيد من موجات الحرارة، والتى يمكن أن تسهم فى رداءة نوعية الهواء والتأثير على البنية التحتية الحيوية. وكما هو الحال مع التأثيرات الأخرى لتغير المناخ، فإن الأشخاص الأكثر تهميشًا اقتصاديًا واجتماعيًا معرضون بشكل خاص لهذه الظروف التى يمكن أن تهدد أيضًا الوصول للضروريات مثل النقل والصرف الصحى والمياه.


كما حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) فى تقرير جديد من أن موجات الحر أصبحت تشكل خطراً صحياً لا مفر منه بالنسبة للعديد من الدول، لكن البيانات الجديدة تشير إلى أنها ستؤثر فعلياً على كل طفل على وجه الأرض بحلول عام 2050.