عاجل

حكايات| حلم تمثيل مصر بالأولمبياد.. «حسين» بطل من جذوع النخيل والحصير

«حسين» بطل من جذوع النخيل والحصير
«حسين» بطل من جذوع النخيل والحصير

حلمه منذ الصغر أن يصبح بطلا في فنون القتال.. تحدى كل الصعاب والظروف وحاول تطوير نفسه بنفسه بالرغم من قلة الإمكانيات المحيطة به.. لا يستطيع تحمل الأعباء المالية للانتقال إلى أماكن التدريب.. ابتكر أدوات بدائية في حوش للتدرب عليها، حتى يحقق حلمه الممنوع بالنسبة لظروفه.

 

حسين صعيدي من قنا، كل الظروف المحيطة به لم تعرقله عن ممارسة هوايته المفضلة، فبالرغم من قلة الإمكانيات وصغر سنه وعمله الشاق ودراسته في الثانوية، ومساعدة والده المريض في تحمل أعباء الحياة، إلا أنه أصبح بطلًا للجمهورية في الكونغ فو، ضاربًا بذلك كل العراقيل التي كانت تواجهه.

 

البطل الصعيدي، لم يستطع تحمل مصاريف الانتقالات للتدريب، فاتخذ من حوش منزلهم، مكانًا لصالة تدريب له، معتمدًا على جذوع النخيل والحصير والأدوات البدائية، التي ساعدته في تحقيق نصف حلمه، بالفوز ببطولة الجمهورية، متمنيًا أن ترعى وزارة الشباب موهبته، وتساعده لتمثيل مصر دوليًا، لعزيمته واصراره على التحدي وتحقيق الحلم، الذي لم يراه مستحيلًا. 

 

 

يقول حسين الصاوي مصطفي، طالب ثانوي وأول الجمهورية في الكونغ فو، إن حبه لفنون القتال جاء منذ الصغير في المرحلة الابتدائية وبالتحديد في الصف الرابع الابتدائي، إذ كان محبًا لألعاب القتال ومشاهدتها وفضل الاستمرار في التدريب عن الرياضات الأخري مثل كرة القدم التي يمارسها الصغار وأصدقائه الشباب.

 

اقرأ أيضًا| الكابتن هنداوي بالصعيد.. كفيف يدرب الكونغ فو بـ«نور الله»

 

ويضيف أن والده وعائلته شجعوه على حب اللعبة والاستمرار في تعلم فنونها والسفر كذلك إلى أماكن تبعد عن المحافظة المتواجد فيها للتمرين، ومن المدربين الذين بدأوا معه مشوار اللعبة الكابتن سيد عبدالحميد الذي أعجب بحبه والإصرار علي الذهاب من قنا إلي الغردقة للتمرين.

 

الصاوي يحكي كذلك أنه شارك في عدد بطولات مع مدربه مثل بطولات الأحزمة والبطولات المحلية والمشاركة في بطولات الجمهورية وكأس الإتحاد، إذ حقق المركز الأول وما زال يتقدم في اللعبة بتشجيع من أهله ووالده، ومن الصعوبات التي واجهته على مدار سنوات ماضية هي بعد المسافة بين قنا والغردقة وكذلك الأعباء المالية نتيجة الانتقال للتدريب بشكل أسبوعي وكذلك المشاركة في المسابقات.

 

 

ويوضح، بطل الجمهورية، أنه يعمل مع والده في صناعة الجبس وأشكال للمنازل والشقق للإنفاق علي نفسه وأسرته وتوفير نفقات التدريب الأسبوعية وكذلك مصاريف الدراسة،  ويتدرب في حوش المنزل بأقل الإمكانيات وبأشياء من مكونات الطبيعة علي الأرض مثل جذوع النخيل والحصر المصنوعة من سعف النخيل بمساعدة والده.

 

ويشير إلى أن اختبار ألعاب القتال ليست بالسهلة وتلزم قوة تحمل وهو ما توفر في جثمانه البدني الذي تحمل ثقل الكابتن حينما وضع قدمه علي بطنه في أول مقابله واجتاز الاختبار، حيث وصل إلى الحزام الأسود وهو أعلى المراتب في الأحزمة الخاصة باللعبة، وتمني الصاوي أن يصل إلى مرحلة متقدمة في لعبة الكونغ فو والكيك بوكسينج  وأن يلتحق باللعب لمنتخب مصر والمشاركة في بطولات دولية وتحقيق الحلم الذي كان يسعي إليه من الصغر.

 

ويقول الصاوي مصطفي، والد بطل الجمهورية، إنه بدأ التدريب مع نجله في الحوش بأدوات بسيطة مثل الطوق والأحجار والقفز من فوق الأحجار ثم الذهاب إلى مدينة نقادة التي يتبع لها ومارس عدة ألعاب من الكاراتيه والهوكي وكرة القدم، ورغم اجتيازه اختبارات نادي النصر والداخلية في كرة القدم إلا أنه رفض الاستمرار لحبه لرياضة الكونغ فو التي تدرب من خلال إحدي النوادي علي فنونها واستطاع أن يحصد المركز الأول علي مستوي الجمهورية.