كيف نقلل من هدر الطعام لخفض البصمة الكربونية 

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية


◄الفاو :إجمالى هدر الطعام يتسبب فى إنبعاثات الغازات الدفيئة بنسبة ٣١%
 
هل توقعت يوما أن ما تبقى من غذائك يساهم في رفع البصمة الكربونية ؟! في الحقيقة أنه يساهم بنسبة 10% من إنبعاثات الغازات الدفيئة وفقاً لآخر إحصائيات معلنة من منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة ، حيث نشر تقرير يشير بتقدير الكميات التى يتم هدرها سنوياً من الطعام  بنسبة تصل لـ14%من بداية الإنتاج حتى وصولها للمتاجر ، ليحدث مرحلة أخرى من الهدر تصل لـ17%على يد التجار والمستهلكين بوابة اخبار اليوم ترصد أهم نقاط التقرير.


ويساهم الفاقد والمهدر من الأغذية رئيسي في أزمة المناخ، فهما مسؤولان عن انبعاثات غازات الاحتباس الحراري العالمية،  بعض البلدان، تساهم  سلسلة الإمدادات الغذائية في  تجاوز الزراعة واستخدام الأراضي فى انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، ما يزيد من حدة عدم استقرار المناخ والظواهر الجوية القاسية، مثل موجات الجفاف والفيضانات. وهذا يؤثر بدوره على غلات المحاصيل وجودتها، ويزيد من الفاقد من الأغذية ويهدد أيضًا الأمن الغذائي والتغذية.


ورغم كافة المحاولات لتحقيق الأمن الغذائى لا يزال ما يقارب 830 مليون شخص يتضورون جوعًا كل يوم. وتتعدّد أسباب عدم التوافق بين العرض والطلب وأعراض عدم الكفاءة الأكبر في سلاسل إمداداتنا الزراعية والغذائية - وهي مصطلح يغطي رحلة الأغذية بأكملها، من المزرعة إلى مائدة الطعام  وما بعد ذلك.


لذا وجب التصدي لأوجه عدم الكفاءة وكسر الحلقة المفرغة بين الفاقد والمهدر من الأغذية وتغير المناخ ، لا سيما في وقت تتضخم فيه أسعار الأغذية.


حلول بسيطة


لقد نفّذت المنظمة عددًا من المشاريع المصمّمة لتقليل الفاقد من الأغذية وجعل النظم الزراعية والغذائية أكثر كفاءة. لتشمل إنتاج الفاكهة والخضروات في جنوب آسيا.


وكانت البداية بثمار المانجو حيث تعد أحد أهم المحاصيل بأسيا  ولها إستخدامات  عديدة ، يمكن استهلاكها طازجًة أو استخدامها كمكونات في تحضير الحلويات والمثلجات والمشروبات ومنتجات المخابز. ويحتوي لبها أيضًا على مستوى عالٍ من الألياف الغذائية وفيتامين "ج" و "أ" ومضادات الأكسدة.

اقرأ ايضاً :«غلاء المعيشة».. يُجبر البريطانيين على التخلي عن وجبات الطعام 


ولكن فاكهه المانجو تفسد سريعاً، بسبب محتواها المائي العالي وطبيعتها الحساسة. وإذا لم يتم حصادها في مرحلة النضج المناسبة، ولم يجرِ مناولتها بشكل صحيح طوال سلسلة التوزيع، فإنها تعاني من حيث الجودة والكمية، ما يؤدي إلى خسائر وانخفاض الدخل بالنسبة إلى جميع المشاركين في إنتاجها ومناولتها في مرحلة ما بعد الحصاد. وعلاوة على ذلك، فإن المناولة غير السليمة والإصابة بالآفات تقصّران فترة حفظها، ما يحد بدوره من مبيعاتها ويسفر عن خسائر اقتصادية.


ولفت التقرير الانتباة إلى أن حقول جنوب آسيا، يفتقر بها المزارعون المحلييون إلى ما يكفي من المعرفة  بشأن طريقة مناولة الفاكهة والخضروات بعد الحصاد، وأيضًا إلى الموارد اللازمة لمعالجة مسائل الجودة في سلسلة الإمداد. وهذا يمكن أن يؤدي إلى فقد أكثر من نصف محاصيل الخضار.


وتتمثّل الأسباب الرئيسية لفاقد ما بعد الحصاد في الأمراض، وتفشي الآفات، وتقنيات الحصاد غير المناسبة، والتهاون في المناولة، وسوء ظروف التعبئة والنقل.


ولكن عندما درّبت المنظمة المزارعين على تطبيق ممارسات الإدارة الجيدة لما بعد الحصاد واستعمال الصناديق البلاستيكية القابلة لإعادة الاستخدام بدلًا من الأكياس الشبكية وحيدة الاستخدام لنقل منتجاتهم، أدّى هذا التغيير إلى تحسينات هائلة.


نتائج مبهرة
أوضحت المنظمة أنها في الآونة الأخيرة، قامت بممارسات جيدة وحلولًا مستدامة منخفضة الكلفة من أجل تحسين جودة ثمار المانجو وفترة حفظها في بنغلاديش.  وثبت بعد ذلك  أن هذه التدابير تحدث تأثير كبيرًا رغم انخفاض كلفتها.


فعلى سبيل المثال، أدّى استخدام الصناديق البلاستيكية للتعبئة بالجملة إلى تقليل الفاقد إلى الحد الأدنى أثناء عملية النقل، في حين تحسّنت فترات الحفظ والتخزين في المتاجر والأسواق بشكل كبير بالنسبة إلى ثمار المانجو التي خضعت للمعالجة بالماء الساخن لمكافحة أمراض ما بعد الحصاد. كما أن أدوات وتقنيات الحصاد الجديدة، مثل أعمدة القطف المحسّنة أو تقليم ساق ثمار الفاكهة باستخدام مقص وقفازات عوضًا عن نزعها باليد، قلّلت من الأضرار الميكانيكية التي تتعرض لها ثمار الفاكهة، في حين أن تقليم ساق ثمار الفاكهة قلّل من تلطيخ الثمار عند تعبئتها في الصناديق، مما جعلها أكثر جاذبية في المتاجر والأسواق.


وبشكل عام، أدّت التحسينات في ممارسات ما بعد الحصاد الخاصة بالمناولة، إلى جانب المعالجة بالماء الساخن، لثمار مانجو ذات جودة أحسن وفترة حفظ أطول خلال البيع بالتجزئة، مع انخفاض بنسبة تتراوح بين 70 و80 %في أعداد ثمار المانجو المهدرة بسبب التعفن على مدى خمسة أيام. وبفضل هذا الانخفاض في المهدر من الأغذية، إلى جانب فترة الحفظ الأطول، تسنّى تحقيق مكاسب مالية كبيرة لكل من المزارعين وتجار التجزئة.
أشارت روز رول، كبيرة موظفي تنمية المؤسسات في المنظمة "تُظهِر هذه التحسينات المذهلة أنه بوسع تغييرات صغيرة في ممارسات ما بعد الحصاد، إلى جانب معدات منخفضة التكلفة، إحداث تأثير كبير على جودة المنتجات الطازجة وفترة حفظها، والتقليل من الفاقد والمهدر من الأغذية".


وتعمل المنظمة فى الوقت الحالى على الترويج لهذه النتائج والممارسات بين أصحاب المصلحة في مختلف أنحاء العالم. وقد تم حتى اليوم بالفعل تدريب ما لا يقل عن 5 الاف من أصحاب الحيازات الصغيرة في جميع أنحاء آسيا على إنتاج الفاكهة والخضروات الطازجة وتسويقها.


وفي ظلّ ارتفاع أسعار الأغذية والأثر المتزايد لتغير المناخ واستمرار الجوع في العالم، ليس هناك ما يبرر الفاقد والمهدر من الأغذية على أي مستوى .