باحثة أثرية: الفخار المصري القديم يكشف تاريخ الطبقات الأثرية بمواقع الحفائر

الفخار المصري
الفخار المصري

يعد الفخار من الصناعات الهامة التي عرفها الإنسان البدائي، وذلك لتوفر المادة الخام المتمثلة في طمي النيل، حيث شكل منها الأواني والأكواب التي كان يستخدمها في حياته اليومية، كما شكل منها المسارج التي كان يستخدمها في الإضاءة، بالإضافة لاستخدام الفخار في الطقوس الدينية وفي المتاع الجنائزي، وأستطاع المصري القديم أن ينوع في أشكاله ومكوناته وزخارفه المختلفة، والتي أخذت تتطور مع تطور الحضارة المصرية القديمة على مر العصور المصرية القديمة. 

باحثة أثرية تكشف عن جزيرة المعبود آمون بمحافظة الدقهلية

 

تكشف الباحثة الأثرية د. مي شريف العناني مفتشة الآثار بالدقهلية عن أهمية الفخار في مصر القديمة، وكذلك عند العثور عليه أثناء التنقيب عن الآثار في المواقع الأثرية، وذلك لدوره الكبير في تحديد الفترة الزمنية التي تنتمي لها الطبقة الأثرية في موقع الحفائر.

 

وقالت د. مى العناني أن الفخار يشكل من طمي النيل والذي يتكون كيميائيًا من عدة عناصر كالحديد والقلويات والرمل ومواد عضوية وكربونات الكالسيوم بالإضافة إلى الماء، وكان هناك نوعين من الطمي المصري القديم، الأول: "طمي النيل" متوفر في الصعيد والدلتا ويتكون من المكونات السابقة ولكن بنسبة ضئيلة من كربونات الكالسيوم، وعند تشكيله وإحراقه يتحول للون البني أو الأحمر. 

 

والثاني: "طين جيري أو مرل"، ومتوفر في وادي قنا والبلاص، ويتكون من نسبة كبيرة من كربونات الكالسيوم التي جرفتها السيول من الهضاب الجيرية وترسبت عند الوديان القديمة، وعند تشكيله وإحراقه يتحول للون القرنفلي أو الأحمر الخفيف، ويتغير لونه كلما زاد إحراقه فيتحول للون السنجابي والرمادي، والأرجواني، والرمادي المائل للأخضر. 

 

وأوضحت د. مي أن صناعة الفخار في مصر القديمة كانت تمر بأربع مراحل رئيسية وهي العجن، التشكيل، التجفيف، الحرق. فكان يقوم أولًا بتنقية الطمي من الشوائب وذلك من خلال نقعه في الماء حتى تطفو الشوائب على السطح ثم يضيف إلى الطمي قليل من التبن او الروث ليزداد تماسكه ثم يتركه ليختمر لعدة أيام ثم يبدأ بالتشكيل إما بالطريقة اليدوية أو باستخدام العجلة أو باستخدام القالب ثم يتم تجفيفها وإحراقها. 

 

وقد زخرف المصري القديم الفخار وتطورت أشكاله وزخرفته على مر التاريخ المصري القديم، فزخرفه برسوم هندسية، وآدمية، وحيوانية، ونباتية، وبيئية كالنجوم والأنهار والبحيرات. وقام بتلوينه بألوان مختلفة تضفي عليه لمسة جمالية تعبر عن الذوق المصري القديم. 

 

وتشير د. مي إلى أن للفخار أهمية كبيرة في مصر القديمة، حيث استطاع المصري القديم أن يشكل منه العديد من الأدوات الهامة التي يستخدمها في حياته اليومية كالأواني والأكواب والمسارج وغيرهم، كما صنع منه أشياء استخدمها في الطقوس الدينية والمتاع الجنائزي، وذلك لتوفر المادة الخام المتوفرة في طمي النيل، بالإضافة إلى دوره الكبير في التأريخ حاليًا من خلال أشكاله ومكوناته وزخارفه المختلفة. بالإضافة إلى أن الأواني المصنعة من الفخار هي أكثر فائدة على صحة الإنسان من المواد الأخرى، ويلاحظ أن مركز أجا بمحافظة الدقهلية مازال يشتهر حاليًا بتلك الصناعة العظيمة ألا وهي صناعة الفخار.