قصص أغرب من الخيال l العائدون من الموت!

العائدون من الموت
العائدون من الموت

 كتبت: علا نافع 

 نفق مظلم، فى نهايته ضوء أبيض شديد.. نسمات من الهواء العذب تداعب الوجنتين.. أشخاص فارقوا الحياة منذ أعوام يقفون بلهفة فى نهاية النفق ليستقبلوا زائرهم بحرارة.. شريط متدافع من الذكريات يمر أمام العينين بسلاسة ملخصًا سنوات العمر بحلوها ومرها.. إحساس قوى بمغادرة الجسم ورؤية الوجه بوضوح كذلك الأشخاص المحيطين به.. وخزة من الخوف تسيطر على الروح، لكنها سرعان ما تزول أمام الشعور بالنعيم السماوى والوصول لبر الأمان. إن ما قرأته للتو هو المشهد الذى اتفق على رؤيته العائدون من الموت، قبل أن تتشبث أعضاؤهم الجسدية بالحياة مرة أخرى وتجبرهم على العودة.

 

يعتقد الكثيرون أن فكرة تجربة الاقتراب من الموت هى فكرة فلسفية بعيدة عن الحقيقة، فهى مجرد أوهام أو تخيلات حاكتها النفس البشرية أو بالأدق تغييرات فى كيمياء الدماغ عند الدخول الوشيك فى نفق مغادرة الحياة، إلا أن تشابه القصص الخاصة بتجربة الاقتراب من الموت خاصة مع اختلاف الثقافات والأديان قد تكون دليلًا على صدقها أو تأثيرات واحدة فى بيولوجيا الدماغ نتيجة لعقاقير معينة أو خلل ما.

أما الآراء الدينية فلم تنكر وجودها، ففى القرآن قصص لأشخاص ماتوا وعادوا إلى الحياة مرة أخرى وأشهرها قصة العزير الذى أماته الله مائة عام ثم بعثه مجددًا، وبالطبع فإن معجزة عيسى (عليه السلام) لإحياء الموتى كانت أشهرها على الإطلاق، لكن يظل التفسير العلمى وتصورات العقل حولها كتوقف عضلة القلب وعودته للخفقان من جديد هى الأحرى بالدراسة.

عودة زينب

فى أوائل الألفية الجديدة شعرت الفنانة زينب وهبى بآلام المخاض فتم نقلها على الفور إلى مستشفى قريب من منزلها، وأثناء إجرائها عملية الولادة القيصرية وبعدما وضعت طفلها الثانى بثوان معدودة، شعرت بتوقف عضلة قلبها ومغادرتها الحياة حتى أنها رأت جسدها يحلق بعيدًا فوق سقف الغرفة، وحاصرتها صورها وهى طفلة وكذلك شريط ذكرياتها خلال سنوات عمرها الست والثلاثين.. والغريب أنها رأت زوجها المخرج حمادة عبدالوهاب وهو فى جلسة عمل مع الفنانة رغدة فى نفس توقيت ولادتها رغم أنها لم تكن تعرف ذلك من قبل!

ولم يتوقف كشفها لتلك الأحداث الغيبية عند هذا الحد، فقد رأت فى رحلتها طفلها الأكبر وهو يلعب فى المنزل، لترى بعد ذلك نفقًا أسطوانيًا شديد الظلمة تدخل فيه، وفى نهايته وقفت أمها المتوفاة وهى مرتدية ثوبًا فضفاضًا ناصع البياض تستقبلها بلهفة فاتحة أحضانها، لتجرى زينب إليها كى تحتضنها، لكنها سرعان ما دفعتها بقوة بعيدًا عنها كأنها تعيدها للحياة مرة أخرى، وبالفعل أفاقت على صوت الممرضات وطبيبها المعالج ورأتهم وهم يقومون بجلسات كهرباء لتنشيط عضلة القلب بعد أن توقف مؤقتًا بسبب إصابتها بتسمم حمل.

قصة حسين

وقد تكون قصة احسين القهوجيب بحى منشية ناصر هى الأغرب على الإطلاق، ولا يصدقها عقل، فبعد أن أعلن الأطباء وفاته وقامت أسرته بتغسيله وتكفينه ووضعه فى القبر وتقبلوا فيه العزاء، عاد إلى الحياة بعد أربعة أيام كاملة، ففور استيقاظه من غيبوبته وجد نفسه داخل قبر مظلم، تحيط به الجثث من كل اتجاه، والأدهى أنه راح يصرخ طوال يومين كاملين دون أن يشعر به أحد حتى المارة الذين كان يشاهدهم من خلال ثقب صغير فى جدار القبر لم يعيروه أى اهتمام أو يصدقوا استغاثاته.

القبر الحديدى!

سمع استغاثاته أحد الحانوتية الذى قرر فتح باب القبر الحديدي، ونزل داخل القبر لكنه لم يتحمل هول الصدمة وفارق الحياة على الفور، وسارع حسين بالذهاب إلى مستشفى أحمد ماهر حيث أصيب أطباؤها بدهشة شديدة، بل إن أغلبهم خاف الاقتراب منه أو فحصه، ووصفوه بـاالعفريتب، أما أمه فسقطت مغشياً عليها من هول الصدمة، ورفضت خطيبته الاعتراف بعودته للحياة مرة أخرى وفسخت خطبتها منه، بل إنها حررت ضده محضرًا تتهمه فيه بالإساءة لخطيبها المتوفى.

وروى حسين ما شاهده أثناء دخوله فى غيبوبته، حيث رأى والده ينتظره بنهاية نفق واسع مظلم، يلوح له بكلتا يديه كى يلوذ بحضنه، كما شاهد شقيقاته الخمس وهن يبكين على رأسه ويعددن مآثره، أما أمه فلم تصدق حقيقة موته حتى أنها حاولت إفاقته دون جدوى، وبعد عودة قلبه للحياة بعد يومين كاملين وجد قطعة بيضاء من القماش ملفوفة حول جسده، وأمسك بجمجمة كانت إلى جواره، فتملكه رعب شديد مازال يهاجمه حتى الآن.

ظاهرة عالمية

يقول الدكتور أحمد راغب، أستاذ طب الحالات الحرجة: ينبثق مفهوم العودة من الموت نتيجة أخطاء طبية فى الكثير من الأحيان، وهى ظاهرة عالمية لا تقتصر على دول نامية أو حتى إهمال طبي، فحتى بالولايات المتحدة يحدث بها تلك الظاهرة أيضًا وتعتمد على توقف القلب لفترة قياسية أو عدم القدرة على التنفس لمدة طويلة، ولكن حتى فى هذه الحالة يظل المريض يشعر بـاوفاة سريريةب حيث تبقى أعضاؤه الأخرى حية، وحين يعود القلب للخفقان والرئتين للعمل تتجاوب معهما بقية الأعضاء فيستيقظ الميت وسط ذهول الجميع.

ويضيف: يومًا تلو الآخر تعلن الصحف العالمية أخبارا لأشخاص ماتوا ثم عادوا للحياة وهذا ما دفع الطبيب الأمريكى سام بارنيا من جامعة ستونى بارك لدراسة طبيعة هؤلاء الأشخاص فوجد أن 10% من الموتى يصلون إلى حدود الموت الحقيقى ثم يعودون لحياتهم مجددا، بل وجد أن الإنسان عندما يموت فإنه يدرك بالفعل موته، لأن وعيه يبقى مستيقظًا برهة من الزمن.

ليس خرافة

وحول رأى الدين فى تلك الظاهرة أشار الدكتور على جمعة مفتى الجمهورية السابق، إلى أن القرآن لا يأبى التصورات التى تطرح عن العودة من الموت، لكن المرعب أن تلك التصورات باتت تسير فى اتجاه ينكر اليوم الآخر والمعروفة باسم الروح الحديثة، مشيرًا إلى أن هناك قصصًا عديدة ذكرت فى القرآن مثل العزير الذى أماته الله مائة عام ثم بعثه، وإحياء الموتى لعيسى عليه السلام.

ويضيف جمعة أن ما يراه هؤلاء الأشخاص والمعروف بـاالنفق المظلمب من الممكن أن نصدقه فهو ليس خرافة وله تفسير علمى مرتبط بخوف العقل من مفارقة الحياة.

أقرأ أيضأ : كارثة «لعبة الموت» تعود من جديد.. تاريخ اللهو القاتل منذ سنوات