عاجل

أما قبل

سوبر العلاقات التاريخية

إبراهيم المنيسى
إبراهيم المنيسى

لا أظن أن أحدا باتحاد الكرة المصرى كان ينتبه لطبيعة التوقيت ومصادفة الحدث وهو يختار مدينة العين الإماراتية مكانا لإقامة مباراة السوبر المصرى بين فريقى الأهلى والزمالك. المباراة الجماهيرية الكبرى تأتى مواكبة لليوبيل الذهبى ومرور خمسين عاما على العلاقات المصرية الإماراتية..

تلك العلاقة التى تعد نموذجا حقيقيا فى عمق الترابط الشعبى والتقدير المتبادل والحب بين الطرفين.

علاقات صاغتها المشاعر الصادقة بين الشعبين وترجمتها الحكومات وأنظمة الحكم فى البلدين عبر هذه السنوات التى لا يذكر أحد أنها شهدت ولو حادثة  فردية بسيطة تعكر هذا الصفو التاريخى والدافئ فى العلاقات الأخوية الصادقة..
الأهلى والزمالك فى العين، مثلما كانت مكانة مصر فى قلب الشيخ زايد مؤسس الدولة رحمة الله عليه وهو يوصى أبناءه بمصر خيراً..

ومن يزر العين ويتأمل خصوصية علاقات الجالية المصرية فيها ومتانة علاقتهم بالمدينة المحببة تاريخيا لدى الشيخ زايد رحمه الله، يدرك قيمة ما تم غرسه عبر سنين.. فالشاهد أن المواطن الإماراتى فى تقديره لقيمة المصرى..

المعلم له بالمدرسة والمهندس والطبيب المعالج له والعامل والصانع.. وفى المقابل ومع احتفاظ المواطن الإماراتى بفضل  مصر والمصريين وتقدير دورهم التاريخى، لا ينسى المصريون أبدا المواقف التاريخية العظيمة للشيخ زايد رحمه الله وأبنائه فى الوقوف بجانب مصر فى أصعب ظروفها ومراحل حياتها وليس ما حدث بعد يناير ٣٠١١ ببعيد ولا قليل. كانت لحظات فارقة ومواقف شاهدة.. ومساندة تاريخية..

الموضوع أكبر من مباراة كرة. ومنافسة على كأس حتى لو كانت سوبر، وأتذكر دوما زياراتى لمدينة العين وحديثى مع الأصدقاء فى النادى المصرى بالعين وعلى رأسهم  محمد جاهين رئيس النادى والصديق العزيز حسام الشرقاوى «العجيب» فى تميزه اللغوى وعمق علاقاته الدافئة هناك.. الكل يتحدث عن طبيعة الارتباط الوثيق والحب المتبادل والتقدير المتصل.. 

وكم سعدت وشعرت بالفخر لبلادى، فى أكثر من لقاء مع وزير السعادة الإماراتى وسفيرها الدائم فى فلك العلاقات الإنسانية ومشاعرها الراقية الدكتور الشيخ سعيد بن طحنون آل نهيان وهو يحدثنى عن مصر وقيمتها ومكانتها ورؤيته لقيمة شعبها وتاريخها وإسهامها الحضارى.. الشيخ سعيد قال لى بابتسامته التى لا تفارقه: «أشعر بالسعادة حين أرى المصرى سعيدا».. ناس بتحب مصر بجد فاستحقوا من أهلها حبا وتقديرا بلا حد..

وبعيدا عن جو المنافسة الكروية فى مباراة ساخنة، نثق كثيرا فى وعى الجمهور المصرى الحاضر للمباراة وإدراك لاعبى الفريقين لطبيعة المباراة ومكانها وروقيتها ومناسبتها..

الأهلى جاهز فنيا ولديه من الدوافع ما يكفى لتحقيق لقب يعوض به ما فقده فى الموسم الماضى الصعب والمرهق ودعم صفوفه بلاعبين مميزين مستفيدا من إعادة تجهيز لاعبيه الأساسيين بدنيا بعد حصولهم على فترة راحة كانوا فى أمس الحاجة لها. وظهرت قوتهم وخطورتهم مع استشفائهم ونقاهتهم كما يقود الفريق مدرب على قدر كبير من الكفاءة والفطنة والجرأة معا.. وخلف الفريق جمهور كبير لم يعتد أن يرى فريقه بعيدا عن منصات التتويج..

لكن مهمة الأهلى غدا لن تكون سهلة وهو يواجه شقيقه ومنافسه التاريخى خارج الحدود.. فالزمالك الفائز بالدورى والكأس يطمح فى الثلاثية التاريخية وهو يدرك مع مدربه البرتغالى المحنك جيسفالدو فيريرا أن للسوبر قيمة لا تعلوها  إلا نكهة التغلب على الأهلى وهو هدف كبير ودائم للفريق الأبيض (وربما الأزرق غدا على سبيل التطير!!) خصوصا وأن لقاء السوبر يخوضه الزمالك بعدما دعم صفوفه وسد نواقصه ويبحث عن لقب يفتتح به موسماً يعرف أنه لن يكون مثل سابقه أو هكذا يتوقع..

المباراة ليست سهلة على الفريقين.. لكن الأكيد أن الكرة المصرية والعلاقات الأخوية ستكون هى الفائزة غدا فى  سوبر العلاقات التاريخية.