حسين فهمى: الدولة تدعم «القاهرة السينمائى» بقوة.. وقريبا سيكون لنا قصر يليق بالمهرجان

حسين فهمى
حسين فهمى

مع ما تشهده المنطقة العربية وحياتنا عموما من تطور مذهل ومتسارع، يواجه مهرجان القاهرة السينمائى وهو المهرجان الدولى الوحيد فى المنطقة - تحديا كبيرا ليقف شامخا فى مكانة يستحقها، متجاوزا أى عقبات أو كبوات أو هفوات. «وقيادات لها ما لها وعليها ما عليها»، إلا أن المهرجان يثبت دائما قدرته على نفض ما يعلق به، والنهوض مرة أخرى، رائدا ونموذجا لكل ما يأتى بعده مهما تكن الحسابات. لذلك كان حسين فهمى الفنان المثقف الواعى، قبل فتى السينما الوسيم عابر الأجيال، اختيارا عظيما لمرحلة جديدة - شكلا وموضوعا - من عمر مهرجان بلغ الرابعة والأربعين. وقد عقد المهرجان، الأسبوع الماضى، مؤتمرا صحفيا لإعلان ترتيبات دورته التي تقام خلال الفترة من ١٣ إلي ٢٢ نوفمبر القادم، وفاجأتنا إدارته باختيارات رائعة تليق بما يعنيه اسم القاهرة، مسابقات وبرامج مختلفة تضم عددا كبيرا من الأفلام فى عرض أول فى منطقة الشرق الأوسط، بعضها من أهم وأفضل ما قدمت السينما العالمية هذا العام.. مفاجآت عديدة أعُلنت فى المؤتمر، مع وعد بالمزيد من رئيسه حسين فهمى الذى التقيت به منذ ٢١ عاما رئيسا للمهرجان بمكتبه الأنيق بمقر المهرجان العريق بوسط البلد، وقد عاد إليه ليتكرر اللقاء.. وكان هذا الحوار.

بعد رئاسة أربع دورات مميزة من ١٩٩٨ إلى ٢٠٠١، غادرت المهرجان، ورفضت العودة مرتين.. وها قد عدت بعد ٢١ عاما من الغياب، ما الذى تغير لتغير موقفك؟
لأننى كنت أعتز بوجودى فى هذا المهرجان، والفترة التى قضيتها كنت سعيدا جدا، لكنى لم أستطع الاستمرار بسبب ضعف تمويل المهرجان.. هذا العام أخذنى الحنين والشوق للعودة. عدت وكلى أمل وإصرار على تقديم جديد يليق بالمهرجان وبالسينما المصرية.


نفهم من هذا أنك أصبحت راضيا عن قيمة التمويل الآن؟
طبعا، الأرقام اختلفت تماما.. ما تقدمه وزارة الثقافة الآن من دعم مادى للمهرجان أصبح مشجعا، بالإضافة لما تقدمه وزارة السياحة والهيئة العامة للاستعلامات وغيرها، فالدولة الآن تقدم دعما كبيرا للمهرجان، غير ما يقدمه الرعاة ورجال الأعمال من دعم، لذلك عندما طلبت منى السيدة الدكتورة إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة السابقة أن أعود لأتولى المسئولية، وعرضت علىّ ميزانية المهرجان كاملة، شعرت أننى قادر على تقديم جديد للمهرجان، فوافقت.


وهل أسهم وجودك وعلاقاتك بنجوم المجتمع ورجال الأعمال فى الإضافة للمهرجان؟
فعلا، أقنعت بعض رجال الأعمال بمساندة المهرجان وأصبحوا معنا بين الرعاة، وهناك آخرون فى الطريق. وأعتقد أن هذا سيكون واضحا فى هذه الدورة.


وماذا يضيف المهرجان إلى حسين فهمى؟
متعة وجودى مع زملائى السينمائيين، متعة مشاهدة الأفلام والتواصل مع صناعها.. فى النهاية إضافة معنوية.


التواصل مع زملائك من المصريين والعرب فقط؟
فى الدورات السابقة التى رأست فيها المهرجان كان هناك نجوم السينما العالمية ومنهم: مايكل أنجلو وأنطون يونى وجون مالكو فيتش وصوفيا لورين وآلان ديلون وبيتر أوتول وكاترين دى نيف. وفى هذه الدورة سوف نكرم المخرج المجرى بيلا تار.

 

وهو من المخرجين المهمين جدا، وترأس لجنة التحكيم المخرجة اليابانية نوامى كاواسى.. نحن حريصون على استضافة صناع السينما من الشرق والغرب.. وكما وعدت فى المؤتمر الصحفى انتظروا مفاجآت كبيرة فى الافتتاح والختام.


وعدتَ فى المؤتمر الصحفى بإعادة الجمهور للمهرجان والسينما، ما خطتك لاستعادة جماهيرية المهرجان؟
من بين أسباب عودتى لرئاسة المهرجان، أننى لاحظت ابتعاد الجمهور المصرى عن الفن الحقيقى، تم اختزال المهرجان فى الحفلات والريد كاربت والفساتين، وابتعد الاهتمام عن الأفلام والحلقات النقاشية والورش والمحاضرات وغيرها، كل هذه الأنشطة هى جوهر المهرجان، وهو ما أحاول تنميته وجذب الناس إليه.


وكيف تنجز هذه المهمة؟
فى البداية نجحنا فى الحصول على أفلام رائعة، وكلى أمل فى أن أستقطب عشاق السينما.. سأمنحهم تسهيلات عديدة، وتخفيضات كبيرة على تذاكر السينما، سيكون من حقهم حضور ندوات مع صناع الأفلام والاشتراك بورش عمل حقيقية، وامتيازات هائلة لعشاق السينما وصناعها أيضا، هناك اشتراكات رمزية لأعضاء النقابات والمعاهد الفنية. سيكون المهرجان فرصة استثنائية لاستعادة الجمهور.


من خلال متابعتك للمهرجانات الدولية الكبيرة، ما الذى يفتقده مهرجان القاهرة؟
التكنولوجيا، طريقة حجز التذاكر وطباعتها، والدعوات لحضور العروض، تكنولوجيا متطورة تماما فى المهرجانات العالمية نفتقدها فى القاهرة، لكن سيتم تطبيقها هذه الدورة، وبذلك لن يكون هناك طوابير لحجز التذاكر.

ولن يستطيع أحد الحصول على تذاكر دون حضور العروض، كما كان يحدث سابقا، لأنه بعد ثلاث مرات سيُمنع من الحجز مجددا، وبذلك لن تجدى القاعة خاوية فى فيلم رغم الإعلان السابق عن نفاد التذاكر. التكنولوجيا ستحل كل هذه المشاكل، اتفقنا مع شركة متطورة، وسنطبق هذه التكنولوجيا لأول مرة.


هل هذا كل ما يفتقده المهرجان؟! ألا يضايقك افتقاده لمقر دائم خاص، به دار عرض فخمة تليق بالافتتاح، وقاعات عرض مجهزة تليق بالمهرجان، ومساحات تسع أنشطته؟
بالتأكيد، أتفق معك، وكان المكان موجودا، وطلبت من وزارة الثقافة تخصيصه للمهرجان فى الدورات السابقة التى توليت فيها رئاسته، مكان رائع مغلق بأرض المعارض، مساحته ضخمة وموقعه متميز، مبنى ضخم متعدد الأدوار، لكن بعدما اقترحت المكان فوجئت بتخصيصه لجهة أخرى!


ولماذا لم تطلب توفير المكان شرطا لقبول رئاسة المهرجان؟
لأننى لا أستطيع أن أفرض شروطا وأنا خارج الدائرة، كان لا بد أن أتولى الرئاسة لأصبح فى موقع يتيح لى حق التفاوض لتحقيق المطالب، ومن الحظ أن معالى الوزيرة نيڤين الكيلانى تدعم المهرجان بقوة، وسنلتقى بهدف الحصول على مقر خاص لائق بالمهرجان.


ومتى سيكون للمهرجان جناح خاص بسوق مهرجانى كان وفينيسيا، بدلا من نزوله ضيفا على جناح شركة خاصة؟! هل يليق بمصر وبمهرجانها الدولى الذى تفخر بأنه «درجة أولى» ألا يكون لهما حضور فى مهرجانات العالم، وهناك مهرجانات ودول بلا تاريخ فى صناعة السينما نراها هناك ملء السمع والبصر؟
كان لدينا مقر دائم فى سوق «كان» عندما كنت رئيسا «1998 - 2001»، وكنا نقيم حفل استقبال فى فندق كبير وندعو المشاركين فى المهرجان ومسئولى وزارتى الثقافة والخارجية الفرنسية وصناع الأفلام والمنتجين والموزعين الموجودين بالمهرجان.

ولما عدت هذا العام لرئاسة المهرجان فوجئت بعدم وجود مكان هناك منذ سنوات، فاضطررت لاستعارة مقر شركة ماد سوليوشن، لعقد مؤتمر ونعلن عن الدورة الجديدة لمهرجان القاهرة.


وهل يليق هذا بمهرجان القاهرة السينمائى الكبير؟
لا يليق بالتأكيد، وأبلغت وزيرة الثقافة فى الحال أن ما حدث لا يليق بمصر ولا بالمهرجان. وبدأنا الترتيبات لحجز مكان لنا فى مهرجانى «كان» و»فينيسيا» العام القادم، لنستعيد مكانتنا وحضورنا اللائقين بنا.


على ذوق حسين فهمى الفنان قبل رئيس المهرجان، أى أفلام تنصح الجمهور بألا يفوته مشاهدتها؟
كل الأفلام، نجحنا فى الحصول على مجموعة رائعة أنصح بمشاهدتها والاستمتاع بها، وكلها على ذوقى ومسئول عن اختيارها.

اقرأ ايضا | نقل حفل رامي عياش بمهرجان الموسيقى للمسرح الكبير بسبب الأمطار |خاص