حديث الأربعاء

من منخفض القطارة إلى قمة المناخ !

محمد سلامة
محمد سلامة

مشروع بهذا الحجم ... تلك الطموحات يتطلب رجلا ليس سواه ... رجلا اعتاد التحدى ... عشق المستحيل ... لم يتقاعس الى الأرض مثلما أراده بعضهم ... فجر جبالًا ... شق طرقا ... دشن كبارى ... حفر أنفاقاً ... لم يترك موضع قدم على أرض مصر إلا وحاول ولايزال إعادة الحياة إليه ... تطويره ... تحديثه ... إعادة صياغته رغم كل محاولات «الشر» التى لا تزال تطارده ... تهاجم «طموحاته» المشروعة فى غد أفضل لمصرنا ... هذا الرجل عبد الفتاح السيسى هو فقط بعد الله سبحانه وتعالى قادر بطموحاته ... أحلامه ... أمانيه التى لا تنتهى لمصر من تحقيق الحلم «المستحيل».

لك أن تتخيل «القاهرة» مصيفاً تلاطمه أمواج البحر الأبيض المتوسط ... تحاصرها نواته المختلفة ...  رياحه تداعب «شاليهات» االقاهرة الجديدة ... هنالك أكثر من 33 مدينة ساحلية تطل على البحر الأبيض المتوسط  وبحار ومحيطات العالم معرضة للغرق خلال بضع عقود من الزمن يرتبط تحديدها بمعدلات ذوبان جليد القطب الشمالى الذى تحول الى مياه «جارية» ترفع منسوب البحار ... المحيطات حول العالم ما يهدد بغرق كل المدن الساحلية دون استثناء ...  انعقاد قمة المناخ COP 27 بمصر خلال أيام فى رأيى المتواضع فرصة ربما لن تتكرر لانقاذ العالم خاصة المدن الساحلية وعلى رأسها «الإسكندرية» معشوقتى الجميلة من حتمية غرق آت لا ريب فيه ... الحل فى مشروع قديم جديد سبق طرحه منذ عقود لكنه لم يلق الاهتمام الكافى ... المشكلة أو المأساة التى تواجه الساحل الشمالى على امتداده من أقصى الشرق على حدود فلسطين وصولاً الى السلوم مروراً بالإسكندرية ارتفاع منسوب البحر الأبيض المتوسط بمعدلات متسارعة مع سرعة ذوبان جليد القطب الشمالى ... الحل هناك فى صحراء مصر الغربية ... منخفض القطارة ... على مدى سنوات جرى طرح مشروع منخفض القطارة عبر شق قناة تمتد بضع كيلومترات من أقرب نقطة على البحر الأبيض المتوسط وصولاً الى أقرب نقطة من منخفض القطارة  مع استخدام المياه المتدفقة عبر القناة فى ملْء المنخفض مع توليد طاقة كهربائية نتيجة اندفاع المياه من القناة من مستوى عال الى المنخفض لإدارة «توربينات» شبيهة بتوربينات السد العالى لتوليد  الكهرباء ... المعضلة هاهنا أنه بعد سنوات ترتبط بمعدلات ملء بحيرة منخفض القطارة لن يكون هناك حيز للمزيد من المياه تستوعبها البحيرة التى تكون قد امتلأت عن بكرة أبيها ... علاوة على عدم إمكانية توليد كهرباء لتوقف اندفاع المياه عبر القناة مما يوقف معه دوران التوربينات الكهربائية ... الأمر يتطلب  «تعديلاً» بسيطاً فى تنفيذ مشروع منخفض القطارة عبر حتمية «تحلية» المياه المندفعة الى القناة وصولاً الى المنخفض ... بالتأكيد «تحلية» المياه مكلفة للغاية حال استخدام المحطات التى تعتمد على الغاز الطبيعى أوالوقود بأنواعه المختلفة فى عملية تبخير المياه للتخلص من الأملاح ... لكن مع اتجاه مصر الى تدشين محطات نووية أولها محطة «الضبعة» بات الأمر «مقبولاً ... اقتصادياً» مع امكانية استخدام الطاقة المولدة من محطة «الضبعة» فى عملية تحلية المياه باعتبارها طاقة رخيصة ونظيفة تتوافق مع توجهات مؤتمر قمة المناخ المنعقد فى شرم الشيخ خلال أيام ... هنالك ايضاً محطات الطاقة الشمسية التى نجحت مصر بفضل الله ثم الرئيس عبد الفتاح السيسى فى اختراق هذا المجال بقوة غير مسبوقة ولدينا النموذج فى محطة «بنبان» أكبر محطة طاقة شمسية فى العالم ... بتوفير مصادر الطاقة النظيفة ... الرخيصة .. بات تنفيذ مشروع منخفض القطارة من الممكن والممكن جداً ... تقوم فكرة المشروع الذى فى اعتقادى  أنه من الممكن ألا يكلف مصر جنيهاً واحداً مع حسن الترويج له عالميا، خاصة لدى دول حوض البحر الأبيض المتوسط التى تعانى أو فى طريقها الى غرق مدنها الساحلية جنوب البحر الأبيض المتوسط أو شماله شأن الإسكندرية ... البداية شق قناة لا تتجاوز 100 كيلو متر من اقرب نقطة على البحر الأبيض المتوسط وصولاً الى منخفض القطارة مع تدشين محطات الأكبر فى العالم لتحلية المياه قبل إطلاقها فى القناة ... بوصول المياه الى منخفض القطارة تستقبلها التوربينات الكهربائية لتوليد طاقة كهربائية متجددة تعوض جانباً من الطاقة المستخدمة فى تحلية مياه البحر الأبيض المتوسط قبل ضخها فى منخفض القطارة ... يتم استخدام المياه المحلاة فى زراعة ملايين الأفدنة المستصلحة  فى الصحراء الغربية مع إمكانية «ضخ» مياه الطمى «الزرقاء» المكدسة خلف السد العالى منذ عقود وباتت تهدد دوران توربينات السد العالى فى تغطية تلك الأراضى مما يضمن أخصب اراض فى العالم لاتحتاج الى أسمدة أو كيماويات لزراعتها بما يتوافق مع متطلبات مؤتمر قمة المناخ بالتحول الى الزراعات الطبيعية بعيداً عن الأسمدة او الكيماويات ... إقامة أكبر مناطق زراعية فى العالم حول بحيرة منخفض القطارة من شأنها تغطية الاستهلاك المحلى من كل المحاصيل الإستراتيجية على اختلافها ... التصدير للعالم بدلاً من الاستيراد مع ما يعانيه العالم من مشاكل فى سلاسل الامداد العالمية على خلفية انتشار فيروس كورونا ... والصراع الروسى - الأوكرانى وحجب صادرات الدولتين أكبر مصدرى القمح فى العالم لفترة عانت معها الكثير من الدول المستهلكة  من مخاوف «جوع» عالمى يضرب شعوبها ...  أكثر من هذا وفق دراسات وكالة الفضاء الأمريكية «ناسا» هناك مجرى نهر «مطمور» بالصحراء الغربية يعود الى فترات ما قبل التاريخ ... وفق دراسات العالم المصرى د.فاروق الباز يمكننا إعادة إحيائه وربطه ببحيرة منخفض القطارة لخلق أكبر «دلتا» فى العالم ما بين النهر  الحالى والنهر الآخر مع ربطهما بكل من بحيرة منخفض القطارة وبحيرة ناصر فى الجنوب وصولاً الى بحيرة «توشكى» مما يعيد تشكيل الصحراء الغربية وتحويلها الى أضخم مناطق الزراعة فى العالم ... نقل سكان الريف المصرى وعواصم المحافظات التى تكدست بالسكان ولاتزال الى تلك المناطق بعد تدشين مدن ... قرى على أحدث نظم البناء فى العالم ... مدن صديقة للبيئة ... مدن خضراء لا نعانى معها تكدسا ... ازدحاما ... تلوثا ... إقامة اكبر مجمعات فى العالم للتصنيع الزراعى ... إنتاج كل ما يحتاجه المصرى فى حياته اليومية ... الاعتماد كلياً على وسائل النقل الكهربائى بعيداً عن الوقود ...  تدشين أكبر ميناء بحرى فى العالم بجوار قناة منخفض القطارة لتسهيل حركة التجارة تصديراً ... استيراداً ... أكبر مطار دولى فى العالم لنقل حركة الركاب من وإلى مصر «الجديدة» ...  نأتى الى جملة المشاكل ... الكوارث التى من شأن مشروع منخفض القطارة معالجتها بمنتهى السلاسة ... اولاً الحد تماماً من ارتفاع منسوب مياه البحر المتوسط ومن بعده مياه البحار والمحيطات حول العالم مع كل تلك الكميات التى يتم «سحبها» من البحر الأبيض المتوسط وتحليتها والضخ بها الى القناة ومنخفض القطارة مما يحول من غرق المدن الساحلية فى حوض البحر الأبيض المتوسط ... توفير مياه دائمة لمواجهة طموحات مصر فى التوسع بالزراعة ... استصلاح المزيد من الأراضى حول منخفض القطارة ... تغطية الاحتياجات الحياتية اليومية من المحاصيل الرئيسية ... التصدير للعالم حتى تستعيد مصر مكانتها كمخزن غلال العالم ... تغطية احتياجات التوسع فى اقامة المزيد من المدن الجديدة الحضارية التى تتطلب فى المقابل توفير مياه لسكانها فى ظل أزمة مياه تواجه مصر والعالم ... مخاوف من حروب مياه قد تشتعل فى اى وقت ... أى مكان ... نأتى الى التمويل ... مشروع بهذا الحجم ... تلك الطموحات يتطلب رجلا ليس سواه ... رجلا اعتاد التحدى ... عشق المستحيل ... لم يتقاعس الى الأرض مثلما أراده بعضهم ... فجر جبالًا ... شق طرقا ... دشن كبارى ... حفر أنفاقاً ... لم يترك موضع قدم على أرض مصر إلا وحاول ولايزال إعادة الحياة إليه ... تطويره ... تحديثه ... إعادة صياغته رغم كل محاولات «الشر» التى لا تزال تطارده ... تهاجم «طموحاته» المشروعة فى غد أفضل لمصرنا ... هذا الرجل عبد الفتاح السيسى هو فقط بعد الله سبحانه وتعالى قادر بطموحاته ... أحلامه ... أمانيه التى لا تنتهى لمصر من تحقيق الحلم «المستحيل» ... مشروع منخفض القطارة ... بالتأكيد يظل التمويل فى ظل تلك الظروف «المعاكسة» شديدة الصعوبة التى يعانيها العالم بأكمله دون استثناء أكبر مشكلة تقابل مشروع منخفض القطارة ... الأمر يتطلب فقط عرضا جيدا للمشروع على كافة دول العالم خاصة تلك التى تعانى  من مخاوف ... هواجس غرق مدنها الساحلية ، تحديدا  دول حوض البحر الأبيض المتوسط ... عرض هذا المشروع بمزاياه التى تحمى مدن تلك الدول من الغرق كفيل بمساهمتها فى تمويله دون إبطاء ... من الممكن انشاء شركة مصرية خالصة برأس مال مصرى خالص مهمتها فقط إقامة ذلك المشروع بكل تفاصيله ... بكل ما يشمله من خدمات ... مرافق ... ميناء بحرى ... مطار دولى ... استصلاح للأراضى ... زراعتها ... تدشين المدن ... القرى الجديدة التى يُنقل اليها السكان ... المعدات .... الآلات ... إقامة الطرق ... الكبارى ... الأنفاق ... كل ما يحتاجه المشروع من الألف الى الياء ... يتم منح تلك الشركة المصرية الخالصة حق امتياز المشروع ولها إسناد كل تفاصيله الى شركات منفذة وفق نظام «B O T» الذى تتولى من خلاله الشركات المنفذة البناء وتحصل حقوقها من تشغيل المشروع لفترة زمنية محددة يعود بعدها الى مصر دون تكليف الحكومة المصرية أى تكاليف... دعوة كل دول العالم فى ظل اهتمامها المتزايد بقضية المناخ التى يعقد مؤتمرها فى مدينة شرم الشيخ الشهر المقبل الى المبادرة بالمساهمة بكل ما تملك من خبرات ... إمكانيات ... تكنولوجيا حديثة فى إخراج مشروع منخفض القطارة الى النور ... طرح مكونات مشروع منخفض القطارة كل على حدة على أكبر المطورين فى مصر والعالم ... مشاريع  شق القناة ... إعداد منخفض القطارة لاستقبال المياه «المحلاة» ... تدشين شبكة الطرق الأحدث فى العالم ... إقامة المدن السكنية ... القرى ...  استصلاح  الأراضى ... زراعتها ... اختيار المحاصيل ... تسويقها وفق دراسات للسوق المحلى والعالمى  ... إقامة المطار الدولى ... الميناء البحرى ... وغيرها للتنفيذ خلال مدد زمنية محددة ... المشروع بالتأكيد عظيم ...ضخم بإمكانياته ... قدراته ... تأثيراته الإيجابية على مصر والعالم ... هنالك صعوبات مالية ... لوجيستية ... تسويقية تواجه التنفيذ لكن توافر الإرادة ... الرغبة فى التحدى ... الإصرار على النجاح قائم ... ممكن ... ليس مستحيلاً رغم صعوبته فى وجود هذا الرجل عبد الفتاح السيسى .