المصرى الذى احتفل به العالم صاحب فكرة إحياء مكتبة الإسكندرية

د. مصطفى العبادى
د. مصطفى العبادى

فى عيد ميلاده الرابع والتسعين، قرر محرك البحث العملاق «جوجل»، أن يحتفل بهذا المؤرخ المصرى الفذ، وعالم الآثار السكندرى البارز، فجعل وجهه وسمًا يزين شارته المميزة، وعلى الرغم من أن المؤرخ المصرى النابه د.مصطفى العبادى، قد رحل عن عالمنا عام 2017 إلا إنه صار حديث العالم، ومنتدياته الثقافية طوال الفترة الماضية، وليس فقط لأنه صاحب فكرة ومقترح إعادة إحياء مكتبة الإسكندرية القديمة -وإنما أيضا لمنجزه العلمى المرموق- فى مجال الدراسات الإغريقية والرومانية، وبصماته البارزة فى دنيا الاكتشافات الأثرية، والمؤرخ الكبير والمحقق الشهير د.أيمن فؤاد سيد رئيس الجمعية المصرية للدراسات التاريخية، أحد الذين اقتربوا من «العبادى» -الذى أصبح حديث العالم فى ذكرى ميلاده التى حلت مؤخرًا-، وقد ربطته به علاقة ودية مكنته من معرفة الكثير عن المؤرخ الفذ الراحل، وفى المقال التالى، -الذى أهداه د.أيمن فؤاد سيد إلى الأخبار-، وقد حرص على أن ينشر على صفحاتها اعتزازًا منه بمكانتها ودورها-، يقدم إلى الأجيال الشابة والناشئة تعريفًا وافيًا بتلك الشخصية المصرية المعطاءة التى تحدث عنها العالم ودوائره العلمية والثقافية واحتفى بها بصورة تدعو كل مخلص إلى الاعتزاز بالأفذاذ من أبناء مصر.. منارة العالم ..وأم الدنيا.

احتفل محرِّك البحث العالمى «جوجل» مؤخراً بذكرى ميلاد العالم والمؤرِّخ المصرى د. مصطفى العَبَّادِى . ونشر على صفحته الأولى رسمًا للمؤرخ الراحل، وهويحمل كتابًا بين يديه وخلفه مكتبة، وبجانبه معمارية،هرم تخرج من قمته شعلة نار، ود. مصطفى العَبَّادِى (1928 - 2017 م) ، مفكِّر ومؤرِّخ مصرى مشهورمتخصِّص فى التاريخ اليونانى والروماني.

وقضى معظم حياته فى البحث والتوثيق والأرشفة، وهو صاحب فكرة أو مشروع إعادة إحياء مكتبة الإسكندرية القديمة، التى كان لها دور يشار إليه فى إثراء الحياة الفكرية والعلمية ابتداء من العصر البطلمي.

ونشأ فى بيت علم، حيث إن والده هو المؤرخ الكبير عبد الحميد العَبَّادِى أستاذ التاريخ والحضارة ‏الإسلامية وعميد كلية الآداب بجامعة الإسكندرية، والمتوفى سنة 1956 م.

وقد حصل مصطفى العَبَّادِى على ليسانس الآداب من قسم التاريخ بجامعة الإسكندرية سنة 1951م، ثم سافر إلى المملكة ‏المتحدة لينال درجة الدكتوراه فى الفلسفة عن الحضارتين: اليونانية والرومانية من جامعة كمبريدج» البريطانية العريقة سنة 1961م، وتدرج فى وظائف التدريس بكلية الآداب فى جامعة الإسكندرية إلى أن حصل على درجة الأستاذية عام 1972م ، ‏وصار رئيسًا لقسم الدراسات اليونانية-الرومانية فى العام نفسه، ثم وكيلاً لكلية الآداب لشئون الطلاب فى الفترة من 1976- ‏‏1979.‏


وإلى جانب ذلك كان مصطفى العَبَّادِى عضوًا بالمجمع العلمى المصرى ورئيسًا لجمعية الآثار فى الإسكندرية، وعضوًا فى الجمعية الأمريكية للدراسات البردية فى نيويورك، وعضو لجنة التاريخ والآثار بالمجلس الأعلى للثقافة. وعضوًا بالهيئة الدولية البردية فى العاصمة البلجيكية بروكسل.

وعضوًا مراقبًا بالمجلس الدولى للدراسات الفلسفية والإنسانية، وعضوًا بمجلس إدارة الجمعية المصرية للدراسات التاريخية، وعضوًا بالجمعية المصرية للآثار القبطية، وعضوًا باللجان التحضيرية لمشروع إحياء مكتبة الإسكندرية القديمة التى كان صاحب فكرة إحيائها الحقيقي، كما كان عضوًا باللجنة الدائمة للآثار المصرية واليونانية-الرومانية بالمجلس ‏الأعلى للآثار.

وحصل «العبادى» على جائزة «كفافيس» فى الدراسات اليونانية عام 1997م. كما حصل على جائزة الدولة التقديرية فى العلوم الاجتماعية عام 1998م، وجائزة النيل للعلوم الاجتماعية عام 2013 م التى تعد أرفع الجوائز المصرية.

ولم يدَّخر د.مصطفى العَبَّادِى جهدًا فى التأليف العلمى وسار على خطى والده. ورغم قلّة مؤلفاته إلا أنها تركت أثرًا لدى طلابه وعارفى فضله، فضلًا عن الكثيرمن البحوث المنشورة فى دوريات ومجلات علمية ومؤتمرات عالمية.

ونشر د. مصطفى العبادى العديد من الكتب العلمية المهمة، أهمها: «المرجعية»والذى نشرته مكتبة الأنجلو عام 1977 وأهداه إلى روح والده عبدالحميد العبادى، ومن قراءة هذا الكتاب يتضح مقدارالحيوية والنشاط التى عرفتها الإسكندرية القديمة فى مجالات الفكر والثقافة والعلم.

وكذلك «مكتبة الإسكندرية القديمة- سيرتها ومصيرها»،الذى يوضح‏ أهمية مدينة الإسكندرية القديمة فى مجالات عدة، وقد نشرته منظمة «اليونسكو.» إلى جانب كتاب «مصرمن الإسكندر الأكبرحتى الفتح العربي»،ويعد مرجعًا مهمًاعن تاريخ مصرفى العصر‏اليوناني-الروماني»، إضافة إلى كتابه «الإمبراطورية الرومانية - النظام الإمبراطورى ومصر الرومانية».

دار المعرفة 1999 م، «العصرالهلينستى فى مصر»، دار النهضة العربية 1988م، علاوة على كتابه «القاهرة مدينة الفن والتجارة»هو ترجمة لكتاب المستشرق الفرنسى «جاستون فيبيت»، ويعد كتابه عن «مكتبة الإسكندرية القديمة والدعوة إلى ضرورة إحيائها» من أهم إنجازاته العلمية ، طبعته منظمة اليونسكو.

وتُرجم‏ إلى الفرنسية والألمانية والإسبانية، وقد تبنت منظمة اليونسكو مشروعه عام 1986 م، وتحقق المشروع وجرى افتتاح المكتبة عام 2003 م، وإن قام بعد ذلك بانتقاد بعض الأمور التى أضيفت فى حوار أجرته معه صحيفة «النيويورك تايمز».

وأبدى خوفه من أن تتحول المكتبة إلى «مركز ثقافى» للندوات والمؤتمرات مفضلًا أن تكون مكانًا للقراءة والإطلاع فقط. وقام د.مصطفى العَبَّادِى كذلك بكتابة مدخل «مكتبة الإسكندرية» فى «دائرة المعارف البريطانية».
 

اقرأ أيضا | في ذكرى ميلاده.. «جوجل» يحتفل بالمؤرخ مصطفى العبادي