بعض المصانع تعيد تدوير «الحلاوة» .. «المولد» انفض.. و«الحمص» موجود!

رغم انتهاء مناسبة المولد النبوى لايزال الباعة يعرضون بضاعتهم
رغم انتهاء مناسبة المولد النبوى لايزال الباعة يعرضون بضاعتهم

ريحاب محمد

قد يتساءل البعض عن بقايا حلوى المولد النبوى بعد انقضاء هذه المناسبة.. أين تذهب.. وما مصيرها؟ خاصة أن الكميات المعروضة كانت أكثر من الطلب فى ظل ارتفاع الأسعار مقارنة بالأعوام السابقة. آخرساعة تجولت فى أشهر مناطق بيع الحلوى بمنطقة السيدة زينب لتعرف مصير االحمص بعد أن انفض المولد.

عندما تجولنا فى المنطقة وجدناها مازالت مليئة ببائعي الحلوى، خاصة الذين يفترشون بضاعتهم فى خيام.. أكثرهم ليس من أصحاب المحلات، لكنهم ينصبون خيامهم هذه سنويًا بالتزامن مع موسم المولد النبوى، وهذه البضاعة تشمل كل أنواع الحلوى وبكميات كبيرة، وكذلك عرائس المولد بأحجامها وأشكالها المختلفة التي تلفت أنظار المارة خصوصًا الأطفال الصغار.

بعد مرور أكثر من أسبوع على انتهاء المولد، توقعت أن يكون هؤلاء الباعة قد رفعوا الخيام وغادروا المكان، لكننا وجدنا أن الوضع على ما هو عليه، والغريب أنه هناك زبائن لا يزالوا يشترون الحلوى.. فهذا شخص يجادل البائع في السعر ويطلب قِطعًا معينة، ويقول للبائع إن الشراء فى عز الموسم خلال الأيام الماضية ليس كالشراء الآن، لأن الحلوى ينخفض سعرها إلى النصف.

انتهزت الفرصة وتداخلت فى الحديث مع البائع. قلت له: إن الحلوى التي اشتريتها منكم كانت جيدة، لكن بعض القطع بدا كأنه قديم ومخزن منذ العام الماضي وقبل أن يجيب لاحقته باستفسار آخر: ما مصير الحلوى التى لا تُباع؟.

فأجاب بأنهم كبائعين يمكنهم إعادة الكميات المتبقية إلى المصنع، وأحيانا يأتي تاجر كبير ويشتريها بربع ثمنها, ويقوم ببيعها للموالد القادمة، مثل مولد سيدنا الحسين والسيدة زينب وسيدنا على زين العابدين والسيدة نفيسة والسيدة فاطمة النبوية والسيدة سكينة، وكل موالد الأولياء التي يكون فيها أيضًا إقبال على شراء الحلوى، فهي لا تفسد سريعًا خلال هذه المدة، لكنه نفى درايته بأن يكون هناك من يخزن هذه الحلوى ليبيعها في مواسم العام التالي.

وأضاف: هناك أيضًا موالد المحافظات، والتي يكون فيها الإقبال كبير على شراء الحلوى، فمثلاً مولد السيد البدوى بطنطا الناس تشترى فيه بكثرة، وهو من أكبر موالد المحافظات، وكذلك مولد سيدى إبراهيم الدسوقي.

ولكنه في الوقت ذاته أكد أنه لا يترك مكانه هنا فى منطقة السيدة زينب إلا بعد أن ينتهى تمامًا من بيع كل بضاعته، لافتًا إلى أنه وجميع باعة حلوى المولد سيكونون قد انتهوا في غضون يومين من بيع كامل بضاعتهم أو تصريف ما يتبقى منها لتجار آخرين وبعدها يتم رفع الخيام وتبدأ رحلة للبحث عن لقمة عيش جديدة.

على بعد خطوات تحدثت إلى بائع آخر.. قلت له إننا نعشق هذه الحلوى ونريد أن نخزنها لفترة طويلة في البيت فهل ستفسد؟ فقال إنها تفسد إذا ظلت لفترة طويلة، ولكن بعض المصانع تأخذ هذه الحلوى وتقوم بتفتيتها واستثمار السكر المصنوعة منه وإعادة تصنيعها فى منتجات أخرى غير حلوى المولد، أي أنها بعد تفتيتها تستخدمها فى صناعات أخرى حتى لا يكون هناك خسائر وإهدار للخامات، خصوصًا السكر الذي تقوم عليه صناعات كثيرة.

وأضاف: هناك تجَّار يعتمدون على طرق آمنة لحفظ الحلوى لفترات طويلة مثل تخزينها في غرف مبرَّدة، لكني لا أعرف الكثير عن هذا الموضوع.. وأخشى أن أجربه لأن هذه الحلوى لها فترة صلاحية وإذا انتهت ستحدث مشكلة، وأقصى شيء يمكن أن أقوم به بعد انتهاء المولد هو بيع ما لدى من بضاعة متبقية ولو بنصف ثمنها.

وأوضح أن هناك زبائن كثيرين يشترون حلوى المولد بعد انتهاء الموسم، فهناك بسطاء لا يستطيعون الشراء بالأسعار المرتفعة في البداية، فينتظرون بعدها بأيام حتى يهبط سعرها للنصف أو الربع ويبدأون فى الشراء.

ولأن عروسة المولد القديمة اختفت وحلت محلها العروسة البلاستيكية فلا توجد مشكلة فى تخزينها وإعادة بيعها فى مواسم تالية، على عكس التقليدية التي كانت تصنع من السكر وبالتالى تفسد إذا تم تخزيينها لمدة طويلة، ونفس الأمر ينطبق على الحصان الحلوى الذي أصبح يتم تصنيعه من البلاستيك، بحسب ما قال لنا بائع آخر.

أما بخصوص كميات الحلوى التي لا تزال أمامه ولم يتمكن من بيعها فقال إنه لن يلم الفِراشة الخاص به إلا بعدما يقوم بتوزيعها بالكامل، حتى يستطيع تحقيق هامش الربح المطلوب، وإن لم يتمكن من ذلك سيبيع البضاعة المتبقية لديه لتجار الجملة الذين بدورهم يعيدون توزيعها في مناسبات أخرى.

أقرأ أيضأ : "عروسة المولد".. تراث شعبى توارثته الأجيال