المصرية لحقوق الإنسان: التغير المناخي يسبب النزاعات المسلحة واللجوء والتشريد

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

أكدت المنظمة المصرية لحقوق الإنسان، أن التغيرات المناخية لم تكتفي بالتأثير السلبي على الحقوق الجوهرية للإنسان كحقه في الحياة والغذاء وغيرهم، ولكنها تعدت ذلك لتلحق آثارا مأسوية غير مباشرة على المدى الطويل وذلك عن طريق محو شعوب ومجتمعات كاملة.


وتابعت: آثار التغير المناخي تتمثل في ثلاثة عناصر رئيسية لها انعكاسات وخيمة على أي مجتمع وهم: التشريد، والنزاعات المسلحة، واللجوء بسبب المناخ. 


التشريد

التشريد هو أهم الآثار السلبية غير المباشرة للتغير المناخي على حقوق الإنسان وإلحاق الضرر به ووفقا للإحصائيات ، حيث تم إثبات أن أكبر أثرا لتغير المناخ هو هجرة البشر ومن المتوقع تشرد نحو 150 مليون نسمة بحلول 2050 بسبب ظواهر خاصة بالتغيرات المناخية وعلى رأسها الفيضانات والعواصف والتصحر وندرة المياه.

كما أن التشريد يتركز أكثر في الفئات والبلدان الأشد فقرا ولا يوجد بها بنى تحتية جيدة، والمشردون يواجهون العديد من التحديات للحفاظ على حياتهم والوصول إلى مصادر المياه الجيدة والحفاظ على أمنهم الغذائي، الأمر الذي يعني تأثر حقوقهم، كما يواجهون عنفا جنسيا وعمالة الأطفال وتجنيدهم في جماعات مسلحة بشكل قسري. وفي عام 2017 تم تسجيل نحو 18.8 مليون حادثة تشرد بسبب الكورث وفقا لتقرير الأمم المتحدة.

النزاعات المسلحة


 آثار تغير المناخ التي تتفاعل مع المشاكل السياسية والاقتصادية والاجتماعية سوف تؤدي إلى نشوب نزاعات عنيفة في نحو 46 بلد يعيش بها حوالي 2.7 مليار نسمة وفقا لليونسكو، الأمر الذي يظهر حاليا بشكل واضح في العديد من المناطق والتي أدت التغيرات المناخية بها لنشوب أعمال عنف ونزاعات مسلحة، فإن التذبذب في كميات الأمطار في البلدان التي يعتمد اقتصادها بشكل رئيسي على الزراعة والموارد الطبيعية مثل المجتمعات الرعوية في إفريقيا أدت إلى إنخراط عدد من السكان في النزاعات المسلحة. 

فوفقا لدراسة حديثة فإن الصومال تعد معرضة إلى الترابط بين المناخ والنزاعات وعسكرة مراكز الموارد المائية حيث عانت الصومال عام 2011 من حالات جفاف إقليمية تم ربطها بتغير المناخ.

اللجوء بسبب المناخ

يضطر العديد من السكان إلى النزوح والتشرد بسبب التغيرات المناخية، ومنهم من يعبر الحدود ويلجأ إلى دولة آخرى على أمل إيجاد مأوى له وأكثر اللاجئين بسبب التغيرات المناخية من سكان دول أفريقيا جنوب الصحراء، ويصل أكثرهم إلى الدول المتقدمة في حالة مزرية من الجوع والوهن والخوف، كما أن العديد منهم يتعرض للموت أثناء رحلتهم للدول الأوروبية. 

اقرأ أيضا: صلاح مصيلحي يكشف تأثير التغيرات المناخية على الثروة السمكية| فيديو


لا تقتصر معاناة تلك الأفراد على ذلك فقط، ولكنهم يتعرضوا لأكثر من ذلك وهو عدم السماح لمعظم الهاربين من الجوع بسبب التغيرات المناخية دخول أراضي دول أخرى، فالعديد من الدول الأوروبية لا توفر الحماية للاجئين بسبب التغيرات المناخية على الرغم من أن قرار اللجوء لم يكن اختيار ولكنه بدافع الضرورة.