وجدانيات

«الباركود».. داهية لتكون مبسوط

محمد درويش
محمد درويش

تعميم من سلطات الطيران المدنى الى جميع شركات الطيران، وأيضا النقل البحرى بألا يسمح لأى معتمر حصل على تأشيرة من تطبيق «نسك» السعودى مقابل ٤٤٠٠ جنيه بركوب الطائرة أو الباخرة، إلا إذا كان يحمل معه الباركود الخاص بتطبيق شركات السياحة الدينية المصرية، والباركود هذا قيمته ٣٢٠٠ جنيه، على المعتمر أن يسددها، ولكن فى مقابل ماذا؟ الاجابة ببساطة دون أى مقابل، هى جباية أو بالبلدى «فردة» فرضتها وزارة السياحة بالتنسيق مع اتحاد الغرف السياحية ولسان حالهم يقول : فيها وإلا أخفيها.

تم تحذير شركات الطيران أيا كانت جنسيتها بالغرامة الباهظة إن لم تمتثل لطلب سلطات الطيران المدنى، حتى الذين حصلوا على التأشيرات وحجزوا تذكرة بأرخص سعر على شركات طيران تتنافس فى موسم العمرة، فهم الذين اقتصدوا من قوت يومهم من أجل توفير عشرة آلاف جنيه قيمة إجمالى الرحلة التى تستغرق خمسة أيام فقط، فلن يتمكنوا من السفر إلا اذا حصلوا على الباركود، ودفعوا المبلغ المفروض للحصول عليه.

أسال  هذه الشركات ومعها وزارة السياحة.. هل تعتبرون العمرة والحج «أنجر  فتة»..

لهم أن ينالوا منه أقصى ما يمكن، ولو كان حتى ضد المنطق، بل ضد شرع الله!، أفهم أن يوفر هؤلاء للمواطن المسكين المشتاق لأداء العمرة ما يعينه عليها، لم يفعلوا ولن يفعلوا، وعندما فعلتها السلطات السعودية وقفوا بالمرصاد من أول ساعة خرجت فيها تصريحات وزير الحج والعمرة السعودى، واستمرت مقاومتهم بعد أن ألغى تطبيق «نسك» شرط الحصول على تأشيرة أمريكية أو أوروبية، أو أن يكون مقيما بإحدى دول مجلس التعاون الخليجى.

إنهم يترصدون كل راغب فى زيارة بيت الله وروضة رسوله، ويخرجون ألسنتهم وشعارهم: «داهية لتكون مبسوط».

شيرين وعبدالوهاب

كل مطربى الزمن الجميل كانوا يعتبرون ما وهبهم الله من موهبة صوتية أو موسيقية نعمة يجب الحفاظ عليها إلى آخر رمق. أم كلثوم قبل وفاتها بشهور غنت «حكم علينا الهوى»، وعبدالوهاب غنى «من غير ليه»، هؤلاء نظموا معيشتهم بالمسطرة، ولم يفرطوا فى صحتهم التى حفظت لهم حناجرهم وعقولهم المبدعة.. الأجيال الجديدة سارت على نفس الدرب مثل عمرو دياب وتامر حسني، ربما كانت هناك استثناءات دفع بعض النجوم، ومنهم رواد فى مجالهم الثمن، وكان عمره كله الذى انقضى مبكرا..

إذن، فإن شيرين عبدالوهاب هى استثناء بين معظم أبناء جيلها وأجيال سبقتها.. ربما لو توافر لها مناخ مثل الذى عاش فيه عبدالوهاب وأم كلثوم واختلاطهم برموز عصر التنوير فى مصر، لكان حالها غير الحال..

ولكن هذا هو حظها، واستسلامها لنفسها الأمارة بالسوء حتى وصل بها الحال الى ما هى فيه الآن.

ندعو الله أن يخرجها من كبوتها، وأن يقيها شر نفسها.