أخر الأخبار

كرم جبر يكتب: ماذا عن المُستقبل؟

كرم جبر
كرم جبر

الهدف هو ضرب الثقة وإشاعة أجواء من القلق والتوتر حول الأحوال الاقتصادية، واستخدام فزاعات لتخويف الناس، والإيحاء بأن البلاد مُقدمة على أزمات صعبة.

وبعيداً عن التهويل والتهوين أقول:

أولاً: لقد مرت البلاد إبان 25 يناير بأسوأ فترات تاريخها، وكانت البلاد مُرشحة للانهيار، والدخول في حزام الدول الفاشلة، وإشاعة أجواء غير مسبوقة من الفوضى بكل صورها.
ولكن بفضل الله سبحانه وتعالى وعزيمة المصريين والدولة، تمكنت البلاد من الوقوف على قدميها وعبور الأزمات، واستعادة الثقة والأمن والاستقرار.
والدولة التي حققت ذلك في سنوات قليلة، لن يستعصى عليها مواجهة الوضع الحالي المترتب على الأزمات العالمية، بخطط مدروسة وواعية.

ثانياً: الدولار لا يرتفع أمام الجنيه المصري فقط، ولكنه يُحقق صعوداً متزايداً أمام كل العملات العالمية، واليورو خير مثال على ذلك.
فلا يصح البكاء على الجنيه لإشاعة اليأس، المُهم هنا توفير احتياجات الناس وكبح جماح التضخم والتصدي لارتفاع الأسعار والجشع.
وهذه مسئولية الحكومة، وحققت التجربة درجات معقولة من النجاح، بالتوسع فى منافذ التوزيع في كل أنحاء البلاد، ومن الضروري استمرار ذلك في الشهور القادمة.

ثالثاً:  عندنا فجوة كبيرة بين الصادرات «20 مليار دولار» والواردات «60 ملياراً»، ومن الضرورى الإسراع فوراً بتنفيذ توجيهات الرئيس بالوصول بالصادرات إلى 100 مليار دولار، والأمر يحتاج استراتيجية واضحة، والإسراع بالترويج للسلع والمشروعات المصرية في الخارج.

لقد تسلم الرئيس مصر دولة مُنهكة ومُرهقة وتضربها الفوضى، وتواجهها مشاكل وتحديات تنوء الجبال عن حملها، بلد لا يعمل ولا ينتج ولا يستثمر وبلغت فاتورة خسائره فى ثلاث سنوات أكثر من 450 مليار دولار، والعنف والشغب والقتل والحرق والخراب ليل نهار، وتتآمر عليه قوى وتكتلات داخلية وخارجية.

وأنجزت مصر الكثير بخطط مدروسة وإرادة قوية لعبور المُستحيل والوصول إلى بر الأمان، لم تكن في يد الرئيس عصا سحرية، بل إرادة قوية واصطفاف المصريين، وحب الناس وثقتهم فيه، فيتحملون الصعاب ويصبرون على الأوجاع، أملاً فى انفراج الأزمات ومُجابهة التحديات.

ولو حدث ما حدث لمصر في دولة أُخرى ما قامت لها قائمة وما ارتفع لها علم، فالمُؤامرة كانت كبيرة والسيوف مُشهرة، أما الآن فالمُستقبل يحمل في بشائره ملامح التفاؤل والثقة والأمل، بعد أن أدرك المصريون أنه لا تنمية ولا بناء إلا بعودة الهدوء والاستقرار، وكانت هذه القضية هى الشغل الشاغل للدولة المصرية، وفي صدارة اهتمامات الرئيس السيسي.