خبير: مؤتمر التغيرات المناخية يؤكد إهتمام مصر بقضايا البيئة

 الدكتور محمد يوسف
الدكتور محمد يوسف

قال الدكتور محمد يوسف أستاذ الزراعة والمكافحة الحيوية بكلية الزراعة جامعة الزقازيق ومستشار الزراعة العضوية بالوحدة الاقتصادية بجامعة الدول العربية فى تصريح خاص "لبوابة اخبار اليوم" أنه ظل فى الأزمات والتحديات التى تواجه العالم بداية من أزمة كورونا ومروراً بالأزمة الروسية الأوكرانية والأزمة الاقتصادية بالإضافة إلى حدة التغيرات المناخية العالمية .

وتابع و كل هذا تحديات وأزمات أثرت بشكل ملحوظ على إقتصاد جميع الدول وتسببت في عرقلة حركة التجارة الدولية والتأثير المباشر وغير المباشر على سلاسل الإمداد والتوريد وإنخفاض الإنتاجية فى القطاع الزراعى بصفة خاصة وإرتفاع أسعار السلع والمنتجات الزراعية ونقصها فى بعض الدول وإرتفاع أسعار الشحن والتأمين .

اقرأ أيضا :خبير زراعة حيوية: مشروع الصوب يفتح آفاق المستقبل في مصر

وأضاف يوسف وتعتبر التغيرات المناخية القضية الحاسمة في عصرنا هذا فالآثار العالمية للتغيرات المناخية واسعة النطاق لم يسبق لها مثيل على جميع القطاعات مع تزايد ضراوة الظواهر المناخية المتفاقمة في كثير من المناطق على الرغم من أن مصر هي واحدة من أقل المساهمين في انبعاثات ثاني أكسيد الكربون العالمية حيث تبلغ نسبتها 0.6 ٪ فقط إلا أنها تعتبر واحدة من الدول كغيرها من الدول الأفريقية التي تتأثر بشكل كبير بالتغيرات المناخية .

وأوضح أستاذ الزراعة الحيوية أن الدراسات تشير إلى أن 20 دولة وهي الدول الصناعية الكبرى هي المسببة لأكثر من 80% من الانبعاثات الكربونية لافتاً إلى أن معظم المشاكل على سطح الكرة الأرضية هي من صنع الانسان وبالتالي يجب أن تُحل من خلال الإنسان.

وأكد خبير الزراعة أن التغيرات المناخية تحدث نتيجة أسباب طبيعية وأخرى بشرية ومن أمثلة الأسباب الطبيعيه حدوث البراكين والبقع الشمسية والأعاصير الشمسية ودورات الشمس وظاهرة التذبذب الجنوبي النينيو وظاهرة الفلانكوفيتش.

واضاف يوسف أن الأسباب البشرية تتمثل في النشاط البشرى مابعد الثورة الصناعية والتى على أساسها تم حرق ملايين الأطنان من الوقود الاحفرى مثل الفحم والنفط والتى نتج عنه ملايين الأطنان من انبعاثات الغازات الدافئة مثل غاز ثانى أكسيد الكربون والنيتروجين وغاز الميثان والتى بدورها أحدثت إرتفاع كبير في درجة حرارة الأرض الأمر الذي أدى إلى حدوث تغيرات مناخية واحتباس حرارى وايضا بجانب الاستخدام العشوائي للمبيدات الحشرية والأسمدة الكيميائية والقطع الجائر للأشجار والغابات والزحف والتعدى على الأراضى الزراعية وزيادة معدلات التصحر.

كما أكد الدكتور محمد يوسف خبير الزراعة أن أهم الأسباب في حدوث التغيرات المناخية هو صناعة الأسمنت وما ينتج عنها من غازات دافئة أيضا بخار الماء وغاز الكلور وفلوروكربون وغاز الميثان واكاسيد النيتروجين وأكاسيد الرصاص.

أضاف الدكتور محمد يوسف أستاذ الزراعة الحيوية بأن من أهم الآثار الجانبية للتغيرات المناخية على المحاصيل الزراعية هو انخفاض إنتاجية الفدان وزيادة معدلات إستهلاك المحاصيل الزراعية للمياه لافتاً الى ان التغيرات المناخية يعقبها تغييرات سعرية طبقا لسياسة العرض والطلب فيحدث إرتفاع الاسعار .

أوضح يوسف بأن هناك أيضا تغييرات في خريطة الآفات الحشرية في مصر وأيضا تغير فى خريطة الزراعة المصرية وحدوث تغير فى دورات حياة الآفات الحشرية والحيوانية وتحول الآفات الحشرية الثانويه إلى افات حشرية أولية شديدة الضرر الاقتصادى ليس هذا فحسب بل تتحول الآفات الحشرية والحيوانية محدودة العوائل إلى افات حشرية وحيوانية متعددة العوائل النباتية وتحدث خللا فى الخصائص البيولوجية والفسيولوجية والبيئة للافات الحشرية خاصة فى عمليتى البيات الشتوى والصيفى وبذلك يزداد الضرر الاقتصادى وترتفع تكاليف مستلزمات الإنتاج من مكافحة الأمر الذي يؤدى إلى إنخفاض إنتاجية الفدان من المحاصيل الزراعية وبذلك يقل العرض ويزداد الطلب وبناء عليه ترتفع الأسعار كما الطماطم وغيرها من محاصيل الخضر .

وأضاف أن التغيرات المناخية تحدث تأثيرا سلبيا على عمليات التلقيح والاخصاب فى حيوانات المزرعه وايضا تحدث اثرا سلبيا على السائل المنوي والحيوانات المنوية وبذلك يقل الاخصاب وحدوث تشوهات الأجنة ويقل عدد المواليد وتأثير شديد على تربية وإنتاج الأسماك داخل المزارع السمكيه وغيرها من الآثار الجانبية للتغيرات المناخية.

أشار خبير الزراعة الى أن القيادة السياسية لها دور كبير فى الاهتمام بقضية التغيرات المناخية في استضافة أكبر مؤتمر في العالم وهو مؤتمر الأطراف أو قمة المناخ COP 27 الذى سوف يعقد فى شرم الشيخ منتصف نوفمبر المقبل وهدف المؤتمر هو الحفاظ على درجة حرارة الأرض وعدم ارتفاعها درجة ونصف الدرجة وايضا يهدف المؤتمر إلى تمويل 100 مليار دولار من الدول المتقدمة بل مضاعفة التمويل إلى الدول النامية وخفض نسبة الانبعاثات الكربونية والتاقلم والتكيف مع الآثار الجانبية للتغيرات المناخية .

أضاف يوسف أن تداعيات التغيرات المناخية تزداد تفاقما يوما بعد الآخر مع التزايد المستمر في درجات الحرارة وأن

الدولة المصرية تسابق الزمن من أجل التحرك سريعًا لتنفيذ تعهدات المناخ سالفة الذكر وخفض الانبعاثات الكربونية من أجل مناخ افضل وبيئة صحية .

قال أستاذ الزراعة أن دور الدولة المصرية عظيم في الاستعداد لمواجهة التغيرات المناخية خاصة تحسين وتطوير البنية التحتية فى جميع القطاعات خاصة قطاع الزراعة لدعم الأنشطة المناخية والحد من الآثار الجانبية لها .

وأضاف يوسف أن المشاريع التي تحققت على أرض الواقع وملموسة محليا وإقليميا ودوليا هو مثل مشروع ال 100 الف صوبه زراعية ومشروع تأهيل وتبطين الترع والمساقى ومشروع تحويل الرى بالغمر إلى الرى بالتنقيط ومشروع القرية الذكية والسندات الخضراء وقطار المونوريل ومحطة بنبان بأسوان والسيارات الكهربائية ومشروع مستقبل مصر الزراعى و الدلتا الجديدة ومشروع محطة معالجة مياه مصرف بحر البقر شرق بورسعيد ومشروع محطة الحمام ومشروع تحلية مياه البحر والصرف الصحي والزراعى وأيضا تدشين العديد من المبادرات الوطنية التي تخدم قطاع البيئة مثل مبادرة زراعة الأشجار الخشبية ومبادرة زراعة 100 مليون شجرة ومبادرة اتحضر للاخضر وغيرها من المبادرات الرئاسة لمواجهة حدة التغيرات المناخية السائدة .

ليس هذا فحسب بل تم إطلاق الاستراتيجية الوطنية لتغير المناخ 2050 والتى تهدف للتصدي للآثار الجانبية للتغيرات المناخية من أجل تحقيق النمو الاقتصادي والتنمية المستدامة هدفا للتكيف مع التغيرات المناخية السائدة وإنشاء المجلس الوطني للتغيرت المناخيه في 2015 بقرار رئيس مجلس الوزراء كجهة وطنية رئيسية تهتم بالتغيرات المناخية للتكيف مع تلك التغيرات .

ويؤكد د. يوسف أن استضافة مصر مؤتمر الأمم المتحدة للتغيرات المناخية cop27 في نوفمبر المقبل والذي يعتبر أكبر مؤتمر للتعاون متعدد الأطراف على مستوي العالم والأمم المتحدة ضمن دور مصر الريادي والقيادى بالقارة الأفريقية يؤكد حرص الدولة المصرية واهتمامها بقضية حماية البيئة بصفة عامة والتصدي لآثار التغيرات المناخية بصفة خاصة .