الباحث منير أديب يكشف: هكذا خرج التنظيم الإرهابي من رحم «الإخوان»؟

التنظيمات الإرهابية
التنظيمات الإرهابية

كتب: أيمن فاروق

خلية داعش إمبابة، وخلية داعش الوايلي، وغيرها من عين شمس والوايلي والعجوزة، تعددت المسميات تحت اسم «خلية داعش»، فما هي تلك الخلايا وسبب تسميتها بخلايا داعش، فمؤخرًا حددت محكمة جنايات القاهرة برئاسة المستشار محمد السعيد الشربيني، جلسة 7 نوفمبرالمقبل للحكم على متهم في إعادة محاكمته في القضية المعروفة إعلاميًا «بخلية داعش إمبابة»؛ واتضح أن هؤلاء المتهمين في جميع هذه الخلايا تحت مسميات مختلفة، يتم محاكمتهم أمام القضاء حيث لديهم انتماء لتنظيم داعش خارج الحدود المصرية، هؤلاء الإرهابيون منهم من هم مصريين وآخرين لا يحملون الجنسية المصرية، تواجدوا في شمال سيناء، ومنهم من تواصلوا عبر الإنترنت مع آخرين داخل الدلتا والوادي لتنفيذ عمليات إرهابية، ونجحت الأجهزة الأمنية المصرية في مواجهة تلك الخلايا الإرهابية المتطرفة، التي كانت تحمل خطرًا كبيرًا كان يهدد امن البلاد، وتم توجيه ضربات استباقية متتالية ومتعددة وقضت عليهم.

 

معظم الاتهامات التي وجهتها النيابة للمتهمين في هذه الخلايا، الإخلال بالنظام العام وسلامة المجتمع وتعريض أمنه للخطر، وتعطيل أحكام الدستور والقوانين في الدولة، ومنع مؤسسات الدولة من ممارسة أعمالها، والاعتداء على الحرية الشخصية للمواطنين، والحريات والحقوق العامة والإضرار بالوحدة الوطنية والسلام الاجتماعى والأمن القومى، بتولى وإدارة خلية بالجماعة المسماة «داعش» التى تدعو كما يزعمون لتكفير الحاكم وشرعية الخروج عليه وتغيير نظام الحكم بالقوة والاعتداء على القضاة وقوات إنفاذ القانون والمنشآت العامة، واستباحة دماء المسيحيين واستحلال أموالهم وممتلكاتهم ودور عبادتهم، وعلى سبيل المثال لا الحصر، من أمثلة جرائمهم منها استهداف كمين رمسيس، وكمين البنك الأهلي بشارع البطل.

أول ظهور

وكان اول مرة لظهور «داعش في مصر»، عندما ألقى الأمن القبض على أحد أعضاء تلك الجماعة الإرهابية العابرة للحدود، والتي ظهرت إحدى خلاياها في محافظة الشرقية، عام 2014، وكانت تلك أول خلية، وتمكن الأمن الوطني من ضبط أحد أعضاء تلك الخلية الداعشية يدعى «محمد.ف.إ.ف»،بمركز منيا القمح، وتم توجيه اتهام له بتمويله خلية إرهابية من أجل نشر الفوضى والتخريب، وتحرر محضر وقتها رفم 3951 لسنة 2014، ويذكر في نفس السياق، أن هؤلاء الإرهابيين المنتمين إلى ما يسمى «داعش» الدولة الإسلامية في العراق والشام، يتم محاكمتهم وفقًا لقانون الإرهاب، كما أن من ضمن هؤلاء المتهمين في خلايا داعش من سافر إلى سوريا وليبيا وقتها لتلقي تدريبات واكتساب الخبرات القتالية وعاد لينفذ جرائمه، مثل خلية داعش حلوان وغيرها،  والمعروفون إعلاميًا بـ «العائدون من ليبيا»، حيث تم ضبطهم عند أحد المعابر مع ليبيا في أثناء محاولتهم العودة إلى مصر قادمين من ليبيا وقتها، وتم اتهامهم بالمشاركة بأعمال عنف خارج مصر والعمل على تنفيذ اعتداءات إرهابية داخلها، وهو ما تم أيضا في الخلية المعروفة بالوراق المكونة من تسعة أشخاص، ومعظم تلك الخلايا التابعة لداعش لا تتواصل مع بعضها إلا عبر الإنترنت تخوفًا من رصد الأجهزة الأمنية لهم.

 

نذكر هنا، كلمة قاضي «خلية داعش» قبل النطق بالحكم على 8 متهمين، المستشار محمد شيرين فهمي، رئيس الدائرة الأولى إرهاب، في قضية التخابر مع داعش، بدأ كلامه بكلمات الذكر الحكيم قائلًا «وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ ۚ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ»، وقال رئيس محكمة الجنايات، إن خيانة الوطن وإن كانت قبيحة إنما تزداد قبحا حينما يكون الوطن الذي يسئ إليه المسيئون هو البلد الذي استقبلهم في فصل رفضهم فيه الآخرون، وضرب أروع الأمثلة في احتضانهم، ما أقبح دور أولئك الذين يسيئون إلى مصرنا الحبيبة التي أحسنت استقبالهم في محنتهم ووفرت لهم فرص العمل وأغدقت عليهم النعم ووصلت لهم سبل العيش ولم تبخل عليهم بشيء، وتم الحكم على المتهمين الثمانية، بالقضية رقم 244 لسنة 2021 جنايات أمن دولة طوارئ مدينة نصر أول، والمقيدة برقم 1260 لسنة 2018 حصر أمن دولة عليا، لاتهامهم بالتخابر مع تنظيم داعش الإرهابى،بالمؤبد لـ4 متهمين والمشدد 3 سنوات لمتهمة وبراءة 3 آخرين.

تنظيم عابر للحدود

وقال منير أديب، الباحث في شئون الجماعات المتطرفة؛ أنه فيما يتعلق بجماعة داعش أو تنظيم داعش، في مصر أو الخلايا التي يحاكم فيها من هم محسوبون على تنظيم داعش المتطرف، هذا التنظيم العابر للحدود والقارات الذين أطلقوا على أنفسهم كما يزعمون «الدولة الإسلامية في سوريا والعراق»، أو ما يعرف إعلاميًا بداعش هؤلاء لديهم ولاء وانتماء لتنظيم داعش خارج الحدود المصرية، وبالتالى  هذا التنظيم المتطرف لديه قيادات وهم ليسوا مصريين وإنما من جنسيات أخرى، وأيضا هناك إرهابيون يطلقون على أنفسهم «مقاتلين» في صفوف هذا التنظيم المتطرف يتواجدون في مصر وهم من جنسيات أخرى ليست مصرية ومتواجدون  في الجزء الشمالي من سيناء وتحديدا في محافظة شمال سيناء، وبالتالى أجهزة الأمن المصرية عندما تواجه هذا التنظيم المتطرف فإنها تواجه تنظيمًا عابرًا للحدود والقارات وتواجه دولا ربما تدعم هذا التنظيم وإرهابيين غير مصريين.

 

وأضاف منير؛ يوجد اختلاف بين تنظيم داعش والجماعات الأخرى فهناك تنظيمات أخرى قد تكون محلية وإقليمية نشأت في مصر ليس لها امتداد خارج مصر ولا يوجد لها دعم خارجي ليس لنزاهة هذه التنظيمات  ولكنها لأنها نشأت في المحيط المحلي والبعض الآخر قد تكون تنظيمات إقليمية بمعنى أنها نشأت في المنطقة العربية ولا يوجد امتداد لها دوليًا، بخلاف ما يسمى بتنظيم داعش عابر للقارات، لهذا تأتي خطورة داعش من كونه تنظيم كبير، هذا التنظيم له امتداد خارج الحدود المصرية ويتم تدعيمه من قبل بعض الدول في المحيط الإقليمي ودول أخرى كبيرة وأجهزة استخبارات ربما تقف وراء نشاط هذا التنظيم ووجوده وربما ترتبط مصالحها بوجود هذا التنظيم ونشاطه ولذلك يتم الإبقاء عليه، على أن يكون موجودًا وناشطًا كي يخدم مصالحها.

إخوان داعش

ونوه منير، أن هناك أعضاء كانوا ينتمون ولهم علاقة بتنظيمات أخرى ومنها الإخوان الإرهابية، انضموا لتنظيم داعش وأعتقد أن بعض العمليات التي قام بها هذا التنظيم خرج المنفذون قبل تنفيذ هذه العمليات في تسجيلات مرئية واعترفوا بها أنهم كانوا جزءًا من الإخوان وهنا يمكن القول أن جماعة الإخوان الإرهابية كانت ومازالت بمثابة الحاضنة الأساسية الأساسية والرئيسية لهذا التنظيم المتطرف وبمثابة  المولد الحقيقي لأفكار التطرف فمن رحم تنظيم الإخوان الإرهابي خرجت تنظيمات أخرى متطرفة مثل القاعدة وداعش وغيرهما، إذن داعش نبتة حقيقية خرجت من رحم الإخوان، مضيفًا أنه من رحم الإخوان خرج كل التنظيمات الإرهابية الأخرى المتطرفة إما أنها خرجت من رحمه «الإرهابية» أو رضعت من ثدي التنظيم إذن كل هذه التنظيمات لها علاقة بالجماعة الإرهابية.

 

وأوضح، ان الفرق بين خلايا داعش المتعددة والتي تم ضبطها ويتم محاكمتها ومنهم من تم الحكم عليه وآخرون لا يزالون  يتم محاكمتهم أمام القضاء، فهذه الخلايا أجهزة الأمن في مصر نجحت في تفتيتها تماما، ونجحت في الوقوف أمام أن يكون هذا التنظيم موجودًا ربما في محافظات الدلتا والقاهرة والجيزة ولذلك هو ينشئ خلايا ويحاول من خلال تلك الخلايا تنفيذ عمليات انتحارية وتفجيرات، لذلك فوجئنا أن هناك خلية لداعش وأخرى في عين شمس واخرى في العجوزة واخرى في سيناء، وهي عبارة عن خلايا أو مجموعات صغيرة حاولت أن تنفذ عمليات ضد أجهزة الأمن وضد المؤسسات الشرطية والمدنية والمدنيين، فهدفهم الأساسي من هذه العمليات هو إثارة الفوضى ضد رجال الشرطة والمواطنين الذين ثاروا على حكم العصابة الإخوانية ومؤسسات الدولة المختلفة.

 

وأنهى، فيما يتعلق بعلاقة التنظيم في مصر ومثيله في السودان وسوريا فكانت سوريا بمثابة المصدر الرئيسي للتنظيم في القاهرة وكذلك السوادن حيث ذهب عدد كبير الى السودان وأنشأوا معسكرات تدريب وبالتالى كان يأتي هؤلاء المتطرفون من سوريا والسودان إلى القاهرة وبالتالى مثلت السودان وسوريا المعين الأساسي ربما للمتطرفين لإرسالهم إلى القاهرة فبعضهم ذهبوا إلى سيناء والبعض الآخر ذهبوا إلى محافظات الدلتا لتنفيذ علميات إرهابية، إلا أن اجهزة الأمن نجحت في تفكيك هذه الخلايا بالقضاء على بعضهم في مواجهات أمنية، والبعض الآخر يحاكم أمام محاكم الجنايات.

إقرأ أيضًا : المتحدث باسم العمليات المشتركة في العراق: لم يعد لـ"داعش" بيئة داعمة