بعد وفاة «مشمش أفندى».. واختفاء بكار .. أفلام «الكرتون» ذهبت مع الريح

المسلسل الكرتونى بكار
المسلسل الكرتونى بكار

عصـام عـطــية

بعد أن ذاع صيت بكار ورشيدة، وقبلهما كان مشمش أفندى، والفارس والأميرة، فجأة اختفى بكار، وغابت بصمة مصر فى إنتاج صناعة الأفلام الكرتونية، وأصبح دورنا مقتصرا على قيام بعض الفنانين المصريين بدبلجة الأفلام الكرتونية الأجنبية، وإلى الآن لا يوجد فيلم كرتونى مصرى فى السينما ينافس الأفلام الكرتونية الأجنبية.

بــدأت صـــناعة الأفــلام الكرتونيـــة فـــى مصر على يد الأخوين فرانكل، وهما من عائلة يهودية روسية حيث اخترعا شخصية (مشمش أفندى)، والتى كان لها سلسلة كبيرة من الأفلام الكرتونية التى ناقشت مشكلات وسلبيات المجتمع فى ذلك الوقت، وتمت مناقشتها بشكل مبتكر ومصرى أصيل، وسرعان ما هاجر الأخوان (فرانكل) إلى فرنسا لتنتهى مع رحيلهما شخصية مشمش أفندى.

ومن ضمن هذه التجارب التى نالت إعجاب المشاهدين، تجربة المسلسل الكرتونى (بكار) الذى بدأ عرضه عام 1998، وحقق جماهيرية واسعة على يد المخرجة ومصممة الشخصية منى أبو النصر، وبعد رحيلها عام ٢٠٠٣ تولى نجلها المخرج شريف جمال مسئولية إخراج المسلسل حتى توقف عام ٢٠٠٧، وتمت عودة المسلسل مرة أخرى سنة ٢٠١٥ ولكن فى نسخة جديدة ثلاثية الأبعاد بعد أن كانت ثنائية الأبعاد.

يرى الدكتور محمود حامد، عميد كلية االتربية الفنيةب، أن السبب فى غياب البصمة المصرية فى صناعة الرسوم المتحركة يكمن فى عدم وجود الدعم لكليات الفنون المتخصصة فى فن الجرافيك والرسوم المتحركة، كذلك عدم وجود شركات مصرية منتجة لمثل هذه الأفلام فى الوقت الحالي، فى الوقت الذى أصبح لبعض الدول العربية دور فى صناعة الأفلام الكرتونية وأصبح الأطفال يتأثرون بها أكثر من الأفلام الكارتونية الأجنبية.

ويقول الدكتور أحمد فؤاد هنو، عميد كلية الفنون الجميلة بجامعة الجلالة، إن إنتاج أفلام الرسوم المتحركة يتمثل فى القطاعين العام والخاص، والقطاع العام ممثل فى وزارة الإعلام وأقسام الرسوم المتحركة التابعة لاتحاد الإذاعة والتلفزيون لا تنتج مثل هذه الأفلام، وقد أصبح الاتجاه الثانى المتمثل فى القطاع الخاص من قنوات ومحطات فضائية كبرى أصبحت تلجأ إلى شراء أفلام كرتونية من الدول الأجنبية، والتى عادة تكون مدبلجة باللهجة السورية.

أضاف، أن وزارة الثقافة أصبحت تسلك اتجاها جديدا نحو صناعة أفلام الرسوم المتحركة من خلال عمل رعاية خاصة بصناعة أفلام الرسوم المتحركة، وهذه الرعاية تتمثل فى إقامة الملتقى الدولى بالقاهرة لإنتاج الرسوم المتحركة، وسيقام هذا الملتقى فى ١٧ أكتوبر الجارى، وهذا الحدث تابع لوزارة الثقافة وتحت رعاية صندوق التنمية الثقافية.

الدكتور محمد غالب، أستاذ رسوم متحركة وجرافيك بكلية الفنون الجميلة، يرى أن سبب تأخر مصر فى إنتاج أفلام الرسوم المتحركة ومنافستها للأفلام الأجنبية هو ضعف الإنتاج المصرى بشكل عام وليس الرسوم المتحركة فقط، وأن الإمكانيات المصرية محدودة فى الإنتاج وبالتالى عدم قدرتها على إصدار أفلام كرتونية للخارج.

أضاف، أن صناعة أفلام الكرتون صناعة معقدة جدا وتحتاج إلى عدد كبير من فريق العمل المتخصصين فى مجال صناعة الرسوم المتحركة، وعلى الرغم من توافر أعداد كبيرة من الخريجين المحترفين فى مجال الرسوم المتحركة، إلا أنه لا يوجد فى مصر عمل لصناعة أفلام الرسوم المتحركة لتكلفتها الباهظة وضعف إنتاجها، وعدم وجود شركات منتجة تتولى إنتاج هذه الأعمال، ولكن الآن أصبحت تعمل على شراء الأفلام الكرتونية الأجنبية، وتقوم بدبلجتها وذلك أقل تكلفة مقارنة بتكلفة الإنتاج للرسوم المتحركة، كما أن من أحد الأسباب الأخرى لتأخر بصمة مصر فى صناعة أفلام الرسوم المتحركة هو غياب الوعى بالأعمال الفنية المصرية فى الوقت الحالى مقارنة بالسنوات السابقة، فعند إذاعة مسلسل بكار كان هناك وعى كبير من الجمهور وتأثر بهذه الشخصية الكرتونية أجيال كثيرة لما يعكسه هذا المسلسل من قيم اجتماعية مصرية.

أقرأ أيضأ : «طفلة» تنتج أول فيلم كرتوني عن ثورة 30 يونيو