إقبال كبير من الجنس الناعم على صالات «الجيم».. «أم عضلات» تتحدى «الكيرفى»

الجنس الناعم وصالات الجيم
الجنس الناعم وصالات الجيم

تسعى الفتيات إلى الحفاظ على رشاقتهن وأوزانهن المثالية، وهو أمر يشغل بنات الجيل الحالى مع طغيان موضة الرشاقة، وبمرور الوقت تطوّرت الموضة وأصبح حلم الرشاقة هو أول خطوة نحو قوام ممشوق ومتناسق العضلات، فبعد أن كانت الفتيات يعتقدن أن بناء العضلات المفتولة يُقلل من أنوثتهن، أصبحن يسعين إليها كموضة جديدة!

انتشرت خلال الآونة الأخيرة صور لعدد من النساء الشهيرات وهن يستعرضن عضلاتهن وأجسامهن القوية أمام الكاميرات، كما ظهرت الفتاة الرياضية ابيج ياسمينب بعضلات مفتولة وانتشرت صور وفيديوهات لها وهى تحمل أوزانا ثقيلة، وتدرِّب رجالاً داخل إحدى الصالات الرياضية، ما أثار جدلا بين مؤيد ومعارض لمظهرها.

ضحى إبراهيم (27 عامًا)، تقول إنها قرّرت خفض عدة كيلوجرامات من وزنها للوصول إلى الشكل الذى تتمناه، وكذلك لتحسين صحتها، من خلال تحسين التنفس وضربات القلب، فالمداومة على الرياضة والذهاب إلى صالات الـاجيمب ليس فقط لخفض الوزن ولكن لتحسين الصحة العامة.

فيما تؤكد إسراء محمد (25 عامًا)، أنها تلجأ لتمرينات الحديد وحمل الأوزان المختلفة لتكوين العضلات والحصول على شكل أنثوى فى النهاية، وليس الشكل الذى يقترب من هيئة الرجال، مشيرة إلى أن شكل النجمات من خلال صورهن المنتشرة داخل صالات االجيمب، قد تكون بمثابة حافز لها بجانب العديد من صديقاتها اللواتى شجعنها على ذلك، فهى ترى أن الرشاقة والنحافة موضة العصر، والتخلى عن القوام االكيرفيب الذى كان موضة فى السابق وانتهت.

الرشاقة والعضلات

على النهج ذاته تسير نهى على (32 عامًا): االرشاقة وتكوين العضلات أصبحا موضة دارجة للوصول إلى الخصر المشدود والجسم المتناسق، ولذا اقتنيت بعض الأجهزة الرياضية فى المنزل وأتبع التمرينات على (أبلكيشن) مخصص لهذا الغرضب، مشيرة إلى أنها استعانت بمدربة فى المنزل لفترة من الوقت، وهو أمر متاح حالياً مع موضة البحث عن الرشاقة، وتقول: اتمكنت من إنقاص وزنى فى فترة قصيرة، ثم بدأنا فى تمرينات الحديد لشد عضلات الجسم وتناسقه، وأخبرتنى المدربة أن ذلك لن يؤثر فى شكلى الأنثوي، بل على العكس سيمنحنى مظهرًا لائقًاب.

حمل الأوزان

من جانبه، يوضح كريم علاء (مدرب لياقة بدنية)، أن بناء العضلات ليس بالشيء السهل لدى الفتيات، لأن ذلك يحتاج لفترات طويلة وجهد كبير، على عكس الرجال، فبناء العضلات لديهم يتم سريعًا إلى حد ما، ولا يحتاج لفترة زمنية طويلة، لافتاً إلى أن الكثير من الفتيات يطلبن حمل الأوزان لتنسيق الشكل الخارجى للجسم بعد اتباع أنظمة االريجيمب، لافتاً إلى أن معظمهن يلجأ للأوزان المتوسطة لعمل تمارين الساعدين والكتف كما تهتم الفتيات بعضلات الساقين من خلال الجرى على المشاية الرياضية.

يتابع: االعضلات عند الفتيات لا بُد أن يكون لها شكل معين يتلاءم مع أنوثتهن، لذا يمكن أن تعتمد الفتاة على بعض الرياضات الخفيفة التى ننصح بها كالجري، وركوب الدراجات، وبعض تمارين الضغط لبناء عضلات الصدر، والتمرينات التى تسهم فى بناء عضلات البطنب. موضحًا أن التمرينات وبناء العضلات تعزِّز من المظهر الصحى للمرأة ليس من الخارج فقط، بل من الداخل أيضاً.

ويؤكد أن الفتاة يمكنها بناء العضلات ولكن ليس بنفس تكوين الرجل، حيث إن جسم الفتاة يفرز هرمون الذكورة من 10 إلى 80 ملليجرام يوميًا، أما الرجل فإن جسمه يفرز من 300 إلى 1100 ملليجرام، بالتالى فإن العامل الرئيس هو هرمون الذكورة، أى أن الفتاة يمكن أن تبنى عضلات ولكن بعيداً عن أى منشطات أو هرمونات.

ويوضح أن العضلات التى تهتم ببنائها السيدات خلال ممارسة الألعاب بالصالات الرياضية غالباً يكون مظهرها طبيعيا لا تتنافى مع أنوثتهن، أما العضلات التى تظهر على اللواتى يمارسن الألعاب القتالية فتتكوَّن عن طريق الحَقن بهرمون الذكورة االتستوستيرونب للسيطرة على هرمون االإستروجينب الأنثوى، خاصة عند الرغبة فى بناء العضلات سريعًا.

فيما يوضح محمد خالد، مدرب لياقة بدنية وأخصائى تغذية علاجية وتأهيل حركى، أن تمرينات الحديد فى صالات الألعاب الرياضية بالنسبة إلى الرجال تزيد من حجم الكتلة العضلية لديهم، لأن أجسام الرجال تفرز هرمون التستوستيرون بنسبة أكبر منها لدى النساء، وهو الهرمون المسئول عن بناء العضلات، أما الفتيات ولو مع كثرة التمرينات لا تتكون لديهن عضلات بنفس حجمها لدى الرجال لأن هرمون االأستروجينب لديهن نسبته أعلى بكثير، لذلك فإن تمرينات الحديد بالنسبة إليهن مهمتها شد الجسم ورسم العضلة، كما تساعد على حرق الدهون وإكسابهن قوامًا مثاليًا.

ويشير إلى أن هناك أمورًا تتحكّم فى تضخيم العضلات منها التوزيع الجينى فى الجسم، فهو مسئول عن رسم شكل العضلة التى تختلف من شخص لآخر، ثم الهرمونات وهى تتوزع بين هرمون النمو الموجود لدى الرجال والنساء بشكل طبيعي، ويزيد من عملية الطول ونمو الأعضاء، وهرمون االتستوستيرونب وهو الخاص بالذكورة، وهرمون الأستروجين الخاص بالأنوثة.

يتابع: أما البنت التى يكون لديها عضلات بشكل مبالغ حتى إذا كانت تلعب إحدى الرياضات العنيفة أو القتالية فلا بُد أن تلجأ إلى االاسترويدب لرفع معدل هرمون االتستوستيرونب لتزيد الكتلة العضلية لديها، وهذا له أضرار خطيرة على الصحة وقد يتسبب فى الإصابة بأمراض عديدة، مؤكدًا أن اتجاه الفتيات لـاالجيمب أصبح فى زيادة ملحوظة عن ذى قبل، وهناك فتيات يلعبن منذ أكثر من ست سنوات لكن لم يصلن إلى الشكل العام للسيدات اللواتى يتسمن بالعضلات، بل يكتفين بالحصول على قوام مثالى ويتخلصن من الدهون والترهلات فى منطقتى البطن والأرداف، وغيرهما.

أنواع العضلات

ويضيف: فى الجسم ثلاثة أنواع من العضلات، أولا اعضلات هيكليةب، وهى المتصلة بالهيكل العظمى عن طريق الأوتار، وثانياً العضلات المسئولة عن العضلات الداخلية للجسم، وثالثاً عضلات القلب، وجميع التمرينات بالصالات الرياضية تستهدف العضلات الهيكلية لأنها عضلات يستطيع الإنسان التحكم بها عن طريق الرياضة والجرى والتمرينات، ومنها عضلات الفخذ والساعدين والساقين وغيرها من العضلات الهيكلية التى تتمرن عليها الفتيات كالشباب ويحققن نفس النتائج، ولكن مع اختلاف الشكل النهائى.

ويشير إلى أن كل تمرين يعمل على عضلة مساعدة، وعضلة مستهدفة وانقباض عضلى سلبى وانقباض عضلى إيجابى، أما تمارين اللياقة البدنية فلها تأثير كبير فى الجسم، مثل تمرين الجرى الذى يُحسِّن من لياقة الجسم عامة ومن عضلة الساق على وجه الخصوص، وتمرين الضغط يفيد الذراع، والظهر العلوى وعضلة الصدر، لكن التركيز فى العضلات يكون فى تمرينات الحديد التى تحسِّن من شكل الجسم وتعدِّل من تشوه القوام، موضحاً أن المدربين يلجأون لتمرينات االجيمب خاصة مع الفتيات اللواتى لديهن تشوهات فى القوام، أو ضعف ببعض العضلات، أو يعانين انحناءً بالعمود الفقرى الجانبى للأمام لحل هذه المشكلات.

ويتم تنظيم التمرينات حسب الحالة الصحية لكل فتاة، وما إذا كان لديها سمنة مفرطة أو دهون فى البطن أو الفخذين والعمل على توزيع الدهون فى الجسم، كما نقوم بعمل اختبار لياقة بدنية فى البداية لمعرفة قوة التحمل والأوزان التى تستطيع حملها ومواطن القوة والضعف فى جسمها، أو إذا كان لديها ضعف فى عضلة معينة أو نحافة، وكل فتاة لها برنامج خاص يناسب إمكانياتها، بالإضافة إلى أهمية معرفة إذا كانت تعانى أى أمراض مزمنة كالسكر أو الضغط لمراعاة ذلك أثناء التمرينات.

أقرأ أيضأ : في يوم الاحتفال العالمي بالفتاة.. حقوق البنات محفوظة في مصر