ياسمين صبرى.. نجومية بلا تاريخ

ياسمين صبرى
ياسمين صبرى

خيرى الكمار

هي أكثر نجمة على الساحة تثير الجدل بظهورها، أو حتى اختفائها، هناك شغف دائم لدى الجماهير بمعرفة أخبارها سواء الفنية أو الشخصية، وأكثر نجمة تحظى بمتابعة على السوشيال ميديا، وأكثر نجمة مصرية أصبح اسمها مرتبط بالظهور والمشاركة في المناسبات الفنية والاحتفالات العالمية وعروض الأزياء والعديد من الأنشطة التي يحضرها المشاهير من كل دول العالم، كل ذلك رغم أن أعمالها الفنية قليلة جدا، ولا توازي على الإطلاق النجومية التي تحظى بها، وهو ما يثير حالة من الجدل المستمر الذي لن ينتهي، عن ياسمين صبري نتكلم.

أسرع سوبر ستار

في رمضان عام 2013 ظهرت ياسمين لأول مرة على الشاشة ضمن مجموعة من الوجوه الجديدة التي تم الاعتماد عليها في تجسيد مقاطع درامية قصيرة في البرنامج الديني “خطوات الشيطان” للداعية معز مسعود وإخراج محمد شاكر خضير، وظهرت ياسمين في بعض هذه المقاطع وهي ترتدي الحجاب، ورغم أن هذا البرنامج كان يحظى بمشاهدة جيدة، إلا أنه لم يلفت نظر الجماهير لياسمين، لكنها استطاعت أن تلفت نظر المخرج عادل أديب ليختارها للمشاركة مع الفنان محمود عبد العزيز في مسلسله “جبل الحلال” الذي عرض في رمضان التالي، ورغم النجاح الكبير الذي حققه المسلسل، إلا أنها لم تمنح ياسمين نجاح جماهيري جيد، لكنها كانت على موعد مع هذا النجاح في رمضان التالي من خلال مشاركتها في مسلسل “طريقي” مع شيرين عبد الوهاب والمخرج محمد شاكر خضير، الذي قدمها على الشاشة لأول مرة في برنامج “خطوات الشيطان”, ومنح مسلسل “طريقي” نجاح ونجومية ضخمة لياسمين، بل يمكن القول إنها كانت أكثر المستفيدين من المسلسل، ربما أكثر من بطلته شيرين عبد الوهاب، ورغم أن ياسمين شاركت في نفس عام مسلسل “طريقي” في عدة أعمال أخري، منها “ذهاب وعودة”، “أرض النعام” و”شطرنج”، إلا أن “طريقي” هو الذي منحها النجومية الضخمة لطبيعة دورها فيه، والذي كان يوازي تقريبا دور بطلته شيرين، وظهرت من خلاله بصورة جذابة، وتألقت فيه بصورة ربما لم تحدث في أعمالها التالية، واستطاعت ياسمين أن تستثمر هذا النجاح جيدا، فبدأت في بث فيديوهات لها على السوشيال ميديا - تحديدا على “إنستجرام” - وهي تقوم ببعض التمارين في “الجيم”، وأصبحت تحرص على القيام بعدة جلسات تصوير وعرضها عبر صفحاتها على السوشيال ميديا، وفي فترة قصيرة جدا أصبح لديها ملايين المتابعين، وأصبحت نجمة “سوبر ستار” بمسلسل واحد فقط حقق نجاح جماهيري، لكن الأهم كان ذكائها الشديد في استثمار هذا النجاح وترسيخ الصورة التي تكونت عند الجمهور عنها، وهي صورة البنت الجميلة الرقيقة الشقية.

الصراع على ياسمين

عقب النجاح الضخم الذي حققته بمسلسل “طريقي”، والنجومية التي أصبحت تحظى بها، بدأ صراع المنتجين والنجوم للإتفاق معها على المشاركة معهم في أعمال جديدة، واستطاع محمد عادل إمام أن يحسم الصراع لصالحه سينمائيا، بعد أن نجح في الاتفاق معها على مشاركته بطولة فيلم “جحيم في الهند”، وبعد أن اتفقت معها شركة الإنتاج لمسلسل “طريقي” والمخرج محمد شاكر خضير على مشاركتهما في مسلسلهما الجديد “جراند أوتيل”, عرض عليها محمد رمضان والمخرج محمد سامي المشاركة في مسلسل “الأسطورة”، لكنهما اشترطا عليها عدم المشاركة في أي مسلسل آخر, فأعتذرت عن “جراند أوتيل”، وشاركت في “الأسطورة” الذي حقق نجاح جماهيري ضخم، وصرحت ياسمين بعد ذلك في أحد البرامج أنها فضلت المشاركة في “الأسطورة” عن “جراند أوتيل” حتى تستفيد من جماهيرية محمد رمضان، وهو ما حدث بالفعل، وفي عيد الفطر في نفس العام عرض لها فيلم “جحيم في الهند”، وحقق أيضا نجاح جماهيري ضخم، لتكون ياسمين هي النجمة الشابة الوحيدة التي تحظى بنجاح جماهيري ضخم تليفزيوني وسينمائي في تلك الفترة، ولتتصاعد أسهمها الفنية بشكل كبير وتواصل هي وبذكاء شديد استثمار هذا الأمر على السوشيال ميديا، وتحصد المزيد من المتابعين، ومن جديد ينشب صراع عليها للمشاركة في أحد مسلسلات رمضان الجديد، لتختار هذه المرة أن تظهر لجوار أحمد السقا، وتحصل على البطولة النسائية أمامه في مسلسل “الحصان الأسود” ليكون هذا العمل هو مسلسلها الأخير قبل مرحلة البطولة التليفزيونية المطلقة.

غياب تليفزيوني وحضور سينمائي

في عام 2018 قررت ياسمين أن تغيب عن شاشة التليفزيون، وألا تشارك في أي عمل درامي، وتعوض ذلك بتواجدها السينمائي، فقدمت في هذا العام ولأول مرة فيلمان دفعة واحدة، هما “ليلة هنا وسرور” مع محمد عادل إمام، و”الديزل” مع محمد رمضان، والذي يعد حتى الآن آخر أعمالها السينمائية، وحقق الفيلمان نجاحا جماهيريا جيدا، وأن كان “ليلة هنا وسرور” أضاف لمشوار ياسمين لأنها قدمت من خلاله لأول مرة شخصية تحمل ملامح كوميدية.

بطولة مطلقة أولى

عام 2019 عادت ياسمين إلى الدراما التليفزيونية، لكن وهي بطلة مطلقة لأول مرة بعد مشوار فني قصير، وذلك من خلال مسلسل “حكايتي” الذي عرض على الشاشة الرمضانية، وقد حقق المسلسل نجاح جماهيري جيد، لكن اختلف حوله النقاد، فهناك من أشاد به وبأداء ياسمين فيه، وهناك من أشار أن ياسمين استعجلت في الحصول على البطولة المطلقة، وأنها كانت لا تزال تحتاج لخوض العديد من التجارب قبل أن تحصل على هذه البطولة المطلقة، لكن السوشيال ميديا انصفت ياسمين، واحتفت بها واختارت العديد من الصفحات المسلسل كأحد أهم وأفضل وأنجح المسلسلات خلال شهر رمضان.

البطولة الثانية والأخيرة

في العام التالي لمسلسل “حكايتي” حصلت ياسمين على البطولة المطلقة الثانية من خلال مسلسل “فرصة تانية”، الذي واجه انتقادات لاذعة بسبب مستواه الفني المتواضع، ومشاكله الدرامية، وتعرضت ياسمين لحملة شرسة بسبب هذا المسلسل، ورغم ذلك حقق العمل نسب مشاهدة جيدة، لكن الانتقادات التي تعرض لها العمل وما واجهته ياسمين بسببه جعلها تقرر الاختفاء لفترة، والإعتذار عن كل الأعمال التي عرضت عليها بعد ذلك.

غياب فني وتواجد إعلامي

رغم عدم تقديم ياسمين لأي أعمال فنية في آخر عامين، إلا أنها حافظت على نجوميتها، بل واستطاعت أن تضيف لها، وذلك من خلال تواجدها الدائم على السوشيال ميديا، ومن خلال المناسبات والاحتفالات العالمية التي تحرص على المشاركة فيها، ومن خلال ظهورها في عروض الأزياء العالمية، لكن الأهم هو قدرتها على إثارة الجدل الدائم حولها سواء فيما يخص نشاطها الفني أو حياتها الشخصية، وهو ما يحافظ لها على نجوميتها، بل ويضاعفها، لهذا تتصارع عليها أهم البرامج التليفزيونية لاستضافتها، وتوافق على منحها أعلى أجر، ومن بين هذه البرامج برنامج (صاحبة السعادة) لإسعاد يونس، الذي ظهرت فيه ياسمين مؤخرا بعد فترة اختفاء طويلة، وآثار هذا الظهور جدلا كبيرا بعد أن تم استضافة ياسمين في هذا البرنامج أكثر من أي نجمة أخرى على الساحة. 

هل تستحق ياسمين النجومية؟

مع الصعود المستمر لنجومية ياسمين، تتردد عدة أسئلة.. “هل تستحق ياسمين هذه النجومية الضخمة التي تحظى بها رغم أعمالها الفنية القليلة؟”، و”هل تتناسب هذه النجومية مع موهبتها وما قدمته حتى الآن في مشوارها الفني؟”.

نموذج للنجمة

وعن رأيه في ياسمين صبري يقول الناقد طارق الشناوي: “نموذج للنجمة، لأن النجومية لا تقاس فقط بالمقاييس الإبداعية التقليدية كالأعمال الفنية ومدى قدرة الفنان على التقمص، أنما هناك أيضا مدى القدرة على التأثير بالتواجد الشخصي للفنان قبل وجوده الفني، وهي مؤثرة وفيها كل مواصفات النجمة، ربما لم تحقق النجاح الفني في الأعمال التي قدمتها حتى الآن، لكن قد تحققه في أعمالها المقبلة، وأعتقد أنها تحتاج لمخرج يوظفها بشكل جيد بعيدا عن إعتمادها على شكلها ومكياجها وأزيائها التي تعتمد فيها على أحدث موضة، وهي حصلت على عدة فرص لكن لم تستغلها بشكل جيد، وعلينا أن ننتظر فقد يحدث ذلك في أعمالها المقبلة، وهي أكثر نجمة من بنات جيلها ناجحة في استغلال السوشيال ميديا بشكل جيد، وتجيد ذلك، وهذا الأمر مؤثر جدا وفي صالحها”. 

تعلم التمثيل

أما الكاتب الصحفي أيمن الحكيم فيقول عن رأيه في ياسمين:  “بالتأكيد (شاطرة) في تسويق نفسها وإثارة الجدل حولها خاصة على السوشيال ميديا، وحقيقي يجب إحترام ذكائها في هذا الأمر، وأن كنت أعتقد أن هناك فريق عمل يعمل معها، لكن على مستوى التمثيل وأعمالها الفنية، أعتقد أنها تحتاج إلى تطوير نفسها، وأن تحصل على (كورسات) لتعلم التمثيل، حتى لا تقف (محلك سر)، خاصة أن أدائها في كل الأعمال التي قدمتها ثابتة، وانفعالاتها واحدة لا تتغير، وهذه مشكلة كبيرة، وهي لم تستغل الفرص التي حصلت عليها بسبب هذه المشكلة، وهناك فنانون ناجحون أمثال أحمد حلمي ومنى زكي وغيرهم سافروا لأمريكا وحصلوا على (كورسات) تمثيل من معاهد متخصصة، وأعتقد أن ياسمين تحتاج لهذا الأمر حتى تصبح ممثلة جيدة”.

ممثلة واعدة

الناقد أحمد سعد الدين يقول عن ياسمين: “ممثلة واعدة، لكنها استعجلت البطولة المطلقة، والآن لا تستطيع تقديم الأدوار الثانية، لذلك يتطلب منها الأمر مزيد من الاجتهاد لتطوير قدراتها التمثيلية، لأن النجومية لا يمكن تحقيقها بالإعتماد على الشكل فقط، وفي التليفزيون الجمهور مجبر على مشاهدة ما يقدم، أما إذا قررت ياسمين تقديم بطولة سينمائية سيكون مخاطرة، لأن الجمهور لن يتم خداعه”.

 

 

“براند”

ويقول الكاتب والإعلامي محمد الغيطي: “ياسمين ممثلة ذكية في تسويق نفسها، واسمها أصبح (براند)، وهي رقم واحد في هذا الأمر، وذكائها هذا يساهم بشكل كبير في نجوميتها، وأتوقع لها أن تزداد نجومية، خاصة إذا طورت نفسها أكثر فيما يخص أعمالها الفنية”.

أقرأ أيضأ : للعام الثالث على التوالى.. غياب ياسمين صبرى عن الموسم الرمضانى 2023