إبراهيم المنيسي يكتب: الخونة فى دورى الـ ٣ مليارات!

إبراهيم المنيسي
إبراهيم المنيسي

انتهى مولد الصفقات ، وحسمت أندية الدورى الممتاز الكروى تعاقداتها، وجنى الوكلاء والسماسرة أرباحهم من بركة الفساد الرياضى بعدما فرضوا السويقة على وسائل الإعلام المختلفة ونجحوا فى تأجيج نار الصراع الرياضى القبلى بين الأندية الشعبية وجماهيرها للتشاحن الجماهير وتزيد من ضغوطها وترتفع الأسعار .. ومين يزود ؟!

ومع هذا الرقم القياسى لعدد صفقات اللاعبين بين أندية الدورى المصرى والذى وصل لـ١٩٧ لاعبا بقيم سوقية للبطولة زادت على ١٥٦ مليون يورو أى ما يوازى ثلاثة مليارات جنيه ، كان لابد من اضطلاع رابطة الأندية المحترفة التى تدير المسابقة فى الموسم الثانى لها بمسئوليتها فى حماية صناعة كرة القدم وبطولتها الكبرى..

وإذا كانت الرابطة قد أقامت حفلا أنيقا لقرعة الدورى الجديد ، فكم كنا نتمنى أن لو اهتم مجلس الرابطة بعرض ومناقشة لائحة البطولة وبنودها المعدلة ، وذلك عبر وسائل الإعلام لتوعية الجماهير واللاعبين بالعقوبات والضوابط فى دورى الـ٣ مليارات جنيه ، وذلك منعا للغضب والحد المبكر من دوشة كل موسم..

ومع تنامى ظاهرة إعارات اللاعبين بين الأندية بما يوفر الفرصة فى اللعب ويحد من الإنفاق ويسهل على كل الأطراف مهمة اللعب والتدعيم ، كان جيدا تصدى إدارة المسابقات فى لائحتها الجديدة لعلاقة اللاعب المعار بناديه الجديد المعار له فى حال مواجهته معه لفريقه الأصلى المعار منه .. وهنا ومنعا لاتهامات بالتخوين واعتبار البعض اللاعب المعار خائنا وهناك من الأندية من ينص فى عقد الإعارة على عدم السماح للاعبه المعار منه باللعب ضده فى المباراة التى تجمعه بالفريق الآخر ، ونصت اللائحة بوضوح على السماح للاعب المعار بالمشاركة ضد فريقه المعار منه ولا يجوز النص قانونا فى أى تعاقد جانبى على ما هو دون ذلك ..

اللاعبون المعارون أو الخونة كما كان ينظر لهم البعض ، يمثلون شريحة مؤثرة فى المسابقة وعلى الإعلام أن يحميهم من سهام التشكيك وأن يرسخ لديهم قيم التنافس الشريف والمسئولية الأخلاقية خصوصا عندما يتواجهون مع أنديتهم الأساسية فى مباريات مفصلية تؤثر ربما فى مصير الفريق تتويجا أو نجاة من الهبوط ..

وحسنا فعلت إدارة مسابقات الرابطة برئاسة عامر حسين عضو مجلس إدارة اتحاد الكرة حين اشترطت ضرورة وجود سيارتين للإسعاف قبل بدء المباراة بساعتين مع وجود مسعف وسائق والأطقم المطلوبة بكل سيارة يتحمل النادى المستضيف للمباراة المسئولية عنها بحيث يغرم ماليا إذا ما تأخر وصول سيارتى الإسعاف لملعب المباراة قبل ساعتين من بدايتها وإذا لم تصل السيارتان للملعب يؤخر الحكم بدء المباراة لمدة عشرين دقيقة وبعدها يعلن إلغاء المباراة واعتبار الفريق المنظم مهزوما ٢/ صفر ما لم يقدم دليلا كتابيا على إبلاغه مرفق الإسعاف باستدعاء السيارتين .. وهذا حرص جيد ومسئول على حياة اللاعبين وتوفير فرص مواجهة كل طارئ لا قدر الله ..

ولضبط العلاقة مع التحكيم وحماية الحكام فى الدورى الجديد وفرت اللائحة الجديدة عقوبات تصل لعشرين ألف جنيه على الفريق الذى يتجمع لاعبوه ومدربوه حول الحكم عند انتهاء الشوط الأول والمباراة وكذلك معاقبة من يتجمع حول الحكم عند مراجعته لقطات الفيديو ..

وحفظت اللائحة فرصة عمل المدربين لحمايتهم من فسخ عقودهم بسهولة واستسهال وجعلت النادى الذى يبادر بفسخ عقد مدربه لا يحق له تغيير المدرب إلا مرة واحدة فى الموسم وكذلك المدرب الذى يفسخ بنفسه عقده مع ناديه لا يحق له تولى تدريب فريق آخر فى نفس الموسم ..

ونتمنى على رابطة الأندية الاهتمام بتأهيل المدربين والاشتراط مستقبلا حصولهم على الرخص اللازمة بدلا من طردهم بالمدرجات فى المباريات الأفريقية لعدم حصولهم على الرخصة ..
اللائحة الجادة كانت تحتاج لحوار رياضى إعلامى على نطاق واسع يكفل الحماية لكل الأطراف ويحفظ الحقوق فى دورى الـ٣ مليارات جنيه