ما هى أهمية اجتماعات الخريف لصندوق النقد والبنك الدولي؟

صندوق النقد الدولي
صندوق النقد الدولي

توالت التحذيرات بشأن أداء الاقتصاد العالمي في ضوء التطورات الجيوسياسية والضغوط التضخمية المتصاعدة وذلك في مختلف الإقتصادات المتقدمة، وكذلك السياسات النقدية التشديدية التي تتبناها البنوك المركزية الكبرى ، و جاء تحذير صندوق النقد الدولي في تقرير أصدره أمس الثلاثاء، أن الأسوأ لم يأت بعد بالنسبة للاقتصاد العالمي، كما توقع أن تؤدي زيادات أسعار الفائدة إلى ركود اقتصادي عميق.

اقرأ أيضاً| خلال اجتماعات صندوق النقد.. «المشاط» تبحث تحفيز استثمارات المشروعات الخضراء

فـ هل هناك سوء تعامل مع التضخم؟

ووفقاً لـ سي إن بي سي عربية، أشار صندوق النقد الدولي محذراً من رياح معاكسة شديدة يواجهها الإقتصاد العالمي مما دفع مسؤولي الصندوق لخفض توقعات النمو، وطالبوا البنوك المركزية العالمية بحسن التصرف في حربهم ضد التضخم.

وبدأ في تقرير الصندوق نظرة تشاؤمية عن الإقتصاد العالمي بسبب عوامل من بينها تعطل سلاسل الإمداد والحرب الروسية في أوكرانيا والتي أدت لارتفاع أسعار الطاقة والغذاء على مدار الأشهر الماضية.

وقالت CNBC عربية، إنه نتيجة لهذا الارتفاع، ارتفعت معدلات التضخم في عدد من دول العالم مما دفع البنوك المركزية لإتخاذ قرارات متسارعة لرفع الفائدة بشكل حاد من أجل السيطرة على التضخم.

واضاف الصندوق أن الإقتصاد العالمي سوف ينمو بنسبة 3.2% هذا العام مقارنة بتقديرات سابقة بنمو نسبته 4.4%، أما في عام 2023، فإن الصندوق يرى نمواً عالمياً بنسبة 2.7% مقارنة بتقديراته السابقة بنمو نسبته 3.8%.

الاقتصادات الكبرى:-

يرتفع التضخم في الولايات المتحدة،  وتزيد معدلات الفائدة وهذا المزيج يؤدي الى إنفاق المستهلكين والنشاط في قطاع الإسكان، وبالتبعية يقود ذلك إلى تباطؤ اقتصادي.

وهناك تقلبات اقتصادية شديدة في أوروبا، وذلك مع إرتفاعات حادة في أسعار النفط والغاز الطبيعي وتوقعات بمزيد من الارتفاعات في ظل إستعداد القارة العجوز لفرض المزيد من العقوبات على قطاع الطاقة الروسي.

أما في الصين صاحبة ثاني أكبر اقتصاد في العالم فإن هناك قيود إغلاق تفرض من آن لآخر في أماكن وأقاليم متفرقة لكبح انتشار فيروس كورونا، وهذه الإجراءات من شأنها الإضرار بأداء الاقتصاد.

أزمة الغذاء:-

خلال اجتماعات وزراء المالية على هامش اجتماعات صندوق النقد الدولي، تم التطرق إلى تأثير الحرب الروسية في أوكرانيا على أسعار الغذاء عالمياً.

وفي ذات السياق، أشارت وزيرة الخزانة الأميركية "جانيت يلين" التصرفات الروسية التي أدت إلى أزمة شديدة في الغذاء حول العالم، وذلك بحضور افتراضي من وزير المالية الروسي "أنطون سيلوانوف".

واضافت "يلين" قائلة: "إن نظام الرئيس بوتين والمسؤولين الذين يمثلون روسيا حتى في هذا الاجتماع يتحملون مسؤولية أزمة إنسانية وشيكة في ظل الحرب الدائرة".

و قد تضرر الإقتصاد العالمي بشدة بسبب العوامل المذكورة، لكن ما يحدث من تباطؤ في الاقتصادات المتقدمة بشكل خاص يضغط على الأسواق الناشئة التي كانت هشة بالفعل قبل الأزمة بسبب كورونا.

وحذر الصندوق من أن إرتفاع معدلات الفائدة وزيادة تكلفة الغذاء قللت الطلب على الصادرات، وهو ما يهدد الملايين حول العامل بالوقوع تحت براثن الفقر.

البنك الدولي:-

سلط رئيس البنك الدولي "ديفيد مالباس" الضوء على بذل البنك جهودا غير مسبوقة لمواجهة الأزمات التي تحيط بالعالم.

البنك الدولي ما يقرب من 115 مليار دولار كحزم ضخ تمويلية في عام 2022، وذلك بهدف دعم الدول في مواجهة جائحة كورونا ودعم الأنظمة التعليمية.

وأفاد "مالباس" بأن البنك ضخ تمويلات بنحو 31.7 مليار دولار لدعم جهود مكافحة التغيرات المناخية بالإضافة إلى 13 مليار دولار كتمويل طاريء للشركاء من أجل مواجهة تداعيات الحرب في أوكرانيا.

و اشار إلى أن إجتماعات البنك الدولي تنطلق في الفترة بين 10 إلى 16 أكتوبر تشرين الأول بحضور عدد من القادة والمصرفيين.

وسوف تشهد الإجتماعات تصريحات وكلمات لشخصيات أبرزها رئيس البنك الدولي "ديفيد مالباس" ورئيسة صندوق النقد الدولي "كريستالينا جورجيفا" والرئيس التنفيذي لمنظمة "يونيسيف" "كاثرين راسل".