من الإسكندرية إلى أســــــــــــــوان.. كنـوز تنتظر الاهتمام

«الشرقية»: الآثار القبطية والإسلامية كنوز تاريخية منسية

أحد المباني التاريخية بالشرقية
أحد المباني التاريخية بالشرقية

تساهم فى توفير العملة الصعبة.. وتعكـــــــــس صورة مصر الحضارية:

تمتلك مصر العديد من المواقع والمقومات السياحية التى تجعلها إحدى أهم الدول التى يسعى لها السياح الأجانب والعرب لزيارتها عدة مرات فى السنة الواحدة.. إضافة إلى جوها المعتدل الشمسى.. وفى السنوات الأخيراة بدأت الدولة فى الترويج لمواقعها السياحية سواء كانت ترفيهية - دينية - علاجية - مؤتمرات - وذلك لرفع معدلات العملة الصعبة فى خزينة الدولة لمواجهة الأزمة الاقتصادية التى تضرب العالم حالياً.. «بحرى والصعيد» يسلط الضوء على بعض المواقع السياحية فى المحافظات، والتى تحتاج إلى اللحاق فى ركاب التطوير للارتقاء بها ووضعها على خريطة السياحة العالمية.

تضم محافظة الشرقية العديد من الآثار القبطية والإسلامية، إلا أن الأجيال الحديثة لا يعرفون عنها شيئاً رغم أنها تعكس الأهمية التاريخية للمحافظة خلال العصور المتعاقبة
يقول د. مصطفى شوقى مدير عام الآثار القبطية والإسلامية بالشرقية: من أبرز تلك الآثار القبطية هي كنيسة الملاك ميخائيل الكائنة بقرية كفر الدير بمركز منيا القمح بمحافظة الشرقية وهى تضم الحجاب الخشبي الأوسط و10 أيقونات أثرية تم تسجيلها بدءًا من عام 1988 حتى عام 2021 وهى عبارة عن صور دينية مسيحية تستخدم في التبرك والعبادة و تشرح وتوضح بعض ما ورد من قصص في الإنجيل وسير الرسل والقديسين وترجع جميعها الى الفترة القبطية التي تتخلل العصر البيزنطي وعصر محمد على وخلفائه وهى مرسومة بألوان زاهية وتمثل موضوعات مختلفة.
وتضم الكنيسة الحجاب الخشبى الأوسط الأثرى وهو مثبت فى جدار الكنيسة ومصنوع من حشوات خشبية مجمعة من الخشب المطعم بالعاج فى شكل صلبان وبالحجاب فتحة باب عليه زخارف ملونة تمثل أغصان الزيتون وملاك يطير، ويعلو فتحة باب الحجاب كتابات دينية بارزة وقد تم صناعة هذا الحجاب خصيصًا لكنيسة الملاك ميخائيل فى عصر السلطان العثماني.


كما تضم الكنيسة 10 أيقونات أثرية وهى:-
الأيقونة الأولى للعذراء مريم وهى تحمل السيد المسيح وفوق رأس كل منهما تاج ويظهر فى ملابس السيدة العذراء بعض النجوم وعلى الجانبين ملكان بينهما شعاع من نور.
الأيقونة الثانية وهى أيقونة الصلب وهى أيقونة مرسومة بالزيت على الخشب وطولها 63 سم × 64 سم وترجع للقرن التاسع عشر ويظهر شخص السيد المسيح مرفوعًا على صليب عالٍ وعلى رأسه إكليل من الشوك ويفرد ذراعيه على عارضة الصليب ذات اللون البنى وذراعاه مثبتتان بمسمارين في عارضة الصليب وأسفل المسمار مباشرة ملكان يمسكان بكأس يستقبل الدم من مكان المسمار وفى الجزء الأعلى من الأيقونة منظران للشمس والقمر مظلمين امتثالًا للكتاب المقدس المسيحى وقت صلب المسيح.


الأيقونة الثالثة وهى أيقونة العماد المقدس (الغطاس ) وهى مرسومة بالزيت على الخشب ولها برواز طوله 54 سم × 70 سم و هى ترجع للقرن التاسع عشر الميلادى للرسام الأورشليمى ويظهر فى الصورة القديس يوحنا يقف على صخرة عالية وله جناحان إشارة الى انه الملاك الذى يهيئ الطريق أمام السيد المسيح
الأيقونة الرابعة هى أيقونة أبو سيفين وهى مرسومة على قماش التيفوال على برواز خشبى طوله 56 سم × 90 سم وهى ترجع للقرن الثامن عشر الميلادى وهى تمثل فلوباتير ماركو ريوس الشهير بأبو سيفين وهو يمتطى صهوة جواده الأسود ويرتدى ملابسًا عليها زخرفة قشور السمك ووشاح الجندية ويرفع يديه و كل يد يمسك بها سيف واليمنى بها لجام الحصان وصليب ويتقاطع السيفين فى نقطة .
الأيقونة الخامسة للقديسة دميانة و هى ابنه الوالى مرقس والى البرلس والزعفرانة وبنى لها والدها قصرا بعد أن رفضت الزواج مفضلة حياة البتولية ( الحياة مع السيد المسيح ) والتف حولها 40 من العذارى اللاتى فضلن حياة البتولية معها وتم استشهاد الجميع بعد استشهاد والدها الوالى مرقس فى القرن الرابع الميلادى واللوحة عبارة عن القديسة دميانة تدافع عن العرش وتحمل فى يدها اليمنى ورقة تشبه جريدة النخل واليد اليسرى بها صليب وعلى رأسها تاج وترتدى على رأسها طرحة.
كما تضم الكنيسة 3 أيقونات للملاك ميخائيل وهى مرسومة على القماش التيفوال على برواز خشبى طوله 56 سم × 88 سم وترجع للقرن الثامن عشر الميلادى وتمثل الملاك ميخائيل يرتدى ملابس رئيس الأجناد السماوية وجناحاه بيضاء اللون بها خطوط سوداء وأمامه على الأرض شخص يرقد بدون ملابس كما لو كان ميتًا ويضع الملاك ميخائيل قدمه اليسرى على رجلى الشخص والرجل اليمنى على بطنه ويوجد زخارف نباتية على الأرضية ... كما تبرز للملاك ميخائيل جناحان ويمسك بيده اليسرى الميزان وباليد اليمنى سيف وتحت قدميه الشيطان فى شكل آدمى وفوق الصورة كتابة بالعربية.. كما تضم الكنيسة أيقونتين للقديس مار جرجس الأولى من الخشب وإطارها من الخشب وتمثل القديس مار جرجس على صهوة جواده وخلفه صبى صغير ويطعن التنين بالحربة التى يعلوها الصليب والأيقونة الثانية للقديس مار جرجس مرسومة على قماش التيفوال ومثبتة على برواز خشبى طوله 60 سم ف× 89 سم وهى ترجع للقرن الثامن عشر الميلادى وهى لرسام أسماه الهولنديون فنان الخط الواضح وهى تمثل أمير الشهداء مار جرجس وهو يمتطى صهوة جواده ويلبس ملابس جندى رومانى وملابسه بها زخرفة من قشور السمك ويمسك بيده اليمنى الحربة وعلى رأسها من أعلى صليب.


كما تضم محافظة الشرقية العديد من الآثار الإسلامية والتى تحظى بمكانة تاريخية فى قلوب المواطنين من جميع أنحاء العالم ورغم ذلك فإن العديد منها لا يحظى بالاهتمام لكى تدرج على الخريطة السياحية من بينها مسجد (سادات قريش) وهو أول مسجد فى مصر وأفريقيا ويحتل المركز الخامس عشر بين أشهر المساجد فى العالم.


يقول الدكتور مصطفى شوقى مدير عام الآثار الإسلامية والقبطية بالشرقية لقد تم بناء مسجد سادات قريش عام ١٨ هجريا بمدينة بلبيس وقد تم تسميته بهذا الاسم تخليدا لأسماء الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم فى معركة الفتح الإسلامى لمصر وهم من سادة وعظماء قبيلة قريش وقد تم تنفيذه بطريقة بسيطة وبدائية حيث تم إقامته على مساحه ٣ آلاف متر وشيدت جدرانه من الطوب اللبن وأقيم من جهة القبلة صف من جذوع النخل وتم تغطيه سقفه بالسعف والطمى وتم تجديده فى عهد الأمير مصطفى الكاشف عام ١٠٢ هجريا حيث أنشأ مأذنة على الطراز الإسلامى مدون عليها مجموعة من النقوش الإسلامية ...كما قام باستبدال جذوع النخل بأعمدة رخامية مثبت عليها تيجان مختلفة الأشكال.. وقد تم إعداد خطة لتطويره لكى يصبح مزاراً سياحياً ويتم إدراجه على الخريطة السياحية لمصر.
يقول الدكتور مصطفى شوقى مدير عام الآثار القبطية والإسلامية إن من أبرز تلك الآثار الإسلامية مسجد قايتباى بمدينة القرين والذى أنشئ فى العصر المملوكى عام ١٤٧٧ميلاديا وتم تجديده فى عصور مختلفة ومتعاقبة ولم يتبق من هذا المسجد سوى عمودى المحراب وهما من الرخام الأبيض المجذع الذى يبلغ طول كل منهما متر ونصف وقطراها ٢٥سم وهما ذوا بدن اسطوانى وقاعدتهما زهرية دائرية وتاجهما على شكل زهرة اللوتس ومن الآثار الإسلامية أيضا مسجد محمد على بمدينة الزقازيق الشهير بالمسجد الكبير والذى شيده محمد على بعد بناء القناطر وجدده حفيده عباس حلمى الثانى عام ١٩١٢ميلاديا وهو مسجد يحتوى على سقف خشبى وأعمدة رخامية ومأذنة فاخرة مدون عليها كتابات وزخارف نباتية ويتوسط سقفه شخشيخة خشبية ثمانية الشكل.
ومن بين الآثار أيضًا المعهد الدينى بالزقازيق والذى شيده الملك فؤاد الأول ملك مصر والسودان عام ١٩٢٦ميلاديا ويتكون من ثلاثة أقسام يتقدم كل منها مدخل معمارى يشبه المبانى المصممة على الطراز الصينى.
وقد تخرج منه الشيخ محمد متولى الشعراوى.


ومن المنشآت الأثرية أيضاً مسجد عبد العزيز رضوان الكائن بشارع النقراشى بمدينة الزقازيق والذى تم تشييده عام ١٣٣٩ميلادياً وهو يضم بيتًا للصلاة وضريحًا وحجرة لخدام الضريح ومأذنة مشيدة على النمط المملوكى.


ولتوعية أبناء المحافظة بتلك الكنوز الأثرية تم عقد ندوات تثقيفية لتوعية أبناء المحافظة وطلابها بالآثار القبطية والإسلامية الخاضعة لوزارة الآثار والتى ترجع للعصور التاريخية القديمة لتعميق اعتزازهم بوطنهم وقوميتهم وتراثهم الحضارى وتعزيز روح الانتماء بينهم.


وذلك فى جميع قصور الثقافة ومراكز الشباب والنوادى الاجتماعية الشهيرة وجامعة الزقازيق وفرع جامعة الأزهر.. كما تم الاشتراك فى برنامج (أنا المصرى )الخاص بالتراث الذى نظمته القوات المسلحة بالتعاون مع إدارة التراث الحضارى بالمحافظة.