أدلى الناخبون الألمان فى ولاية ساكسونيا السفلى الساحلية بأصواتهم فى انتخابات محلية تمثّل اختبارا لحزب المستشار أولاف شولتس الاشتراكى الديموقراطى فى ظل أزمة طاقة متفاقمة. وتشير أحدث الاستطلاعات إلى تقدّم ضئيل لحزب شولتس (يسار وسط) على حزب المستشارة السابقة أنجيلا ميركل المسيحى الديموقراطى المحافظ.
ويهيمن القلق حيال ارتفاع أسعار الطاقة على الانتخابات فى المنطقة الواقعة فى شمال غرب البلاد والمطلة على بحر الشمال، ليعطى لمحة عن المزاج العام الوطنى فى وقت تعانى فيه أكبر قوة اقتصادية فى أوروبا من تداعيات الحرب الروسية على أوكرانيا.
وقال رئيس وزراء ساكسونيا السفلى شتيفان فايل الذى يحظى بشعبية واسعة وينتمى إلى الحزب الاشتراكى الديموقراطى أن الاقتراع هو «الأصعب فى حياتي»، فى وقت يسعى فيه للفوز بولاية ثالثة.
وقال لمجلة «فيرتشافت فوخه» «لم يسبق لى قط بأن رأيت هذا العدد الكبير من التساؤلات والقلق على وجوه المواطنين».ويصوّر فايل (63 عاما) نفسه على أنه يوفر الأمان فى فترات الاضطرابات ويسعى إلى أن تلعب ساكسونيا السفلى، مقر شركة فولكسفاجن» العملاقة لصناعة السيارات ومعظم توربينات الرياح الألمانية، دورا فى الانتقال إلى مصادر الطاقة المتجددة.
من جانبه، وصف منافس فايل الأبرز، وزير الولاية لشؤون الاقتصاد برند ألتهوسمان(55 عاما) المنتمى إلى الحزب المسيحى الديموقراطى ، الانتخابات بأنها ستكون بمثابة حكم شعبى على حكومة شولتس الائتلافية فى برلين والتى تضم الاشتراكيين الديموقراطيين والخضر والحزب الديموقراطى الحر (ليبرالي).
من جهة أخرى، ذكرت وكالة «بلومبرج» إن اليأس بسبب أزمة الطاقة، جعل الأوروبيين يعودون إلى أقدم وقود للتدفئة فى العالم، وجعل الألمان يتذكرون أصداء الحرب العالمية الثانية.ووفقا للوكالة، تخلق الأزمة الانطباع بأن الفراغ يعم برلين وتظهر ذكريات مقلقة لفترة ما بعد الحرب العالمية الثانية.
وبسبب نقص الوقود، قطع السكان جميع الأشجار تقريبا فى حديقة تيرجارتن المركزية فى العاصمة الألمانية، وذلك بهدف استخدامها للتدفئة. كما يبدى السكان اهتماما كذلك باستخدام روث الخيول كوقود.
يشار إلى أن أسعار ألواح نشارة الخشب المضغوطة تضاعفت فى فرنسا تقريبا ووصلت إلى 600 يورو للطن.
