لا تقلق «Don’t Worry Darling» .. فيلم ظلمته الشائعات

 فيلم ‏Don’t Worry my Darling
 فيلم ‏Don’t Worry my Darling

إنچى ماجد

ماذا لو؟.. هذا هو السؤال الأهم الذي يحيط بفيلم “Don’t Worry Darling”، ولا يمكن تجنبه، “ماذا لو لم نسمع بالطوفان المستمر لروايات حالة التوتر التي حدثت في موقع التصوير بين بطلة الفيلم فلورنس بيو ومخرجته النجمة أوليفيا وايلد؟، ماذا لو لم يحل البريطاني هاري ستايلز محل الأمريكي شيا لابوف لأي سبب من الأسباب؟، ماذا لو لم تقع وايلد في غرام ستايلز خلال تصوير الفيلم؟

خلفية ساخنة شوقت الجمهور للفيلم من قبل طرحه بدور العرض العالمية، لكن في النهاية ما نراه على الشاشة هو كل ما يهم، فلو تم التوقف عن رواية ما حدث في كواليس صناعة الفيلم، سنبقى فحسب مع التقييم الفني للفيلم، والذي جاء مستواه متوسطا، لكنه يرتكز على أداء قوي ومتميز من جانب أبطاله. 

تموت الشائعات و يبقى العمل 

بطبيعة الحال ستختفي الشائعات ويبقى الفيلم بمستواه الذي خرج به إلى النور، استطاعت فلورنس بيو أن تتقمص ببراعة دور المرأة المحاصرة في سيناريو من الصعب حدوثه في الواقع، لكنها بمرور الوقت تدرك أنها تعيش في ذلك الكابوس المخيف.

أما كريس باين فهو بحق ساحر ذلك الفيلم، فقد جاء أداءه ذكيا للغاية ومخيفا في نفس الوقت، كزعيم لمجتمع غريب تم بناؤه في الصحراء، وجاءت المشاهد التي جمعته مع بيو من بين أفضل المشاهد في الفيلم، على الرغم من عدم وجود الكثير منها، في حين جاء أداء هاري ستايلز متفاوتا على إمتداد مشاهد الفيلم، فرغم الكاريزما الكبيرة التي يتمتع بها؛ إلا أنه لم يكن الممثل الأقوى في الفيلم، لتكون فلورنس بيو بحق هي المهيمنة على إيقاع الفيلم، حيث تلعب دور “اليس تشامبرز” - التي تعيش مع زوجها جاك  ويلعب دوره ستايلز – في مجتمع حقبة الخمسينيات من القرن الماضي، حيث يعمل جميع الأزواج في مشروع النصر، وهو عبارة عن سر كبير يتعلق بـتطوير المواد التقدمية، فيتوجه الرجال للعمل في سيارات ملونة، بينما تقف زوجاتهم في الفناء ملوحين لهم بإشارات الوداع، لتبدأ الزوجات بعدها بالواجبات اليومية من التنظيف والطهي والتسوق، ثم الانتظار عند الباب بمشروب وابتسامة عندما يعود أزواجهن. 

ثم تتعرف اليس على جارتها باني - تلعب دورها أوليفيا وايلد - وبعدها صديقة أخرى، مارغريت، التي تبدأ في الإعلان عن استياءها من المكان وطبيعة حياتهن فيه.

لتبدأ اليس هي الأخرى في ملاحظة بعض الثغرات الصغيرة في المجتمع الذي يجمعهم، فضلا عن رؤى متكررة بالأسود والأبيض تراها في منامها لراقصين مرعبين، وفي أحد الأيام عندما كانت مستقلة عربة تنقل الزوجات إلى المتاجر، رأت طائرة تهبط وعند استفسارها عن الطائرة يرفض السائق مساعدتها في الاجابة، لتنطلق بمفردها للبحث عن إجابات لما يحدث، وتبدأ بعدها الأمور لتتغير بالنسبة لها.

كل هذا يحدث في خلفية ضوء الشمس الرائع، الذي يبدو هو الآخر غير جدير بالثقة بشكل غامض، مثله مثل الأسرار المخيفة المتحكمة فى مجريات الأمور.

بصمة وايلد الإخراجية تبدو واضحة ومميزة في الفيلم، لكن القصة تنهار مع نهاية الأحداث، “هل هذا بسبب حالة الجدل واللغط الذي صاحب الفيلم طوال فترة تصويره؟”، “هل أدى ذلك إلى فشل وايلد في الإمساك بزمام الأمور لتفلت من يديها مع نهاية فترة التصوير؟”.. أسئلة لا يمكن الإجابة بشكل حاسم عليها، خاصة أن الفيلم جاء متشابها مع شخصياته، غامضا ولا يكشف عن تفاصيله بسهولة.

وفي رأيي إذا كان هناك المزيد من المشاهد التي جمعت بين بيو وباين، لزادت درجة الاستمتاع، من متابعة الثقة المشتركة التي يتمتعان بها في أدائهما، وبالمناسبة لم يكن ستايلز سيئا بشكل كبير، لكن قوة أداء كل من باين وفلورنس جعل الجمهور لم يشعر بأدائه من الأساس. 

فيلم Don’t Worry Darling نجح جيدا في لفت الأنظار إليه بسبب الشائعات الكثيرة التي دارت حوله، لكن كعمل سينمائي لم يحقق نفس النجاح الذي كان متوقعا له.

أقرأ أيضأ : فيلم ‏Don’t Worry my Darling يحتل الصدارة فى «البوكس أوفيس»